القاهرة 3 مايو 2016 /أكد عدد من الخبراء السياسيين والأمنيين، أن الجيش المصري يحاول إحكام سيطرته على تنظيم "ولاية سيناء"، وقطع خيوط التواصل بين عناصره.
وتبنى تنظيم "أنصار بيت المقدس" الذي بايع تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" تحت إسم "ولاية سيناء" في نوفمبر العام 2014، أغلب العمليات الإرهابية في مصر، وخاصة الاعتداءات التي استهدفت الجيش والشرطة في سيناء.
لكن التنظيم الإرهابي فشل في إعلان ولاية إسلامية في سيناء على غرار ما فعله في العراق، حيث أحبطت قوات الأمن هجومه على العديد من النقاط العسكرية والشرطية ووجه له الجيش والشرطة ضربات عنيفة.
وأكد هاني الجمل رئيس مركز الكنانة للدراسات السياسية والاستراتيجية على قدرة تنظيم "ولاية سيناء" من الاستيطان فى شبه جزيرة سيناء منذ ثورة 25 يناير 2011 وقدرته على تجنيد العديد من شباب العوائل السيناوية فضلا عن الاندماج واعلانه انه جزء من تنظيم القاعدة فى سيناء.
وأشار الجمل لوكالة أنباء (شينخوا) إلى تحقيق تنظيم "ولاية سيناء" العديد من النجاحات على أرض الواقع من خلال استهداف العديد من رجال الجيش المصرى وكمائنهم أكثر من مرة خاصة خلال الفترة التالية لاسقاط الرئيس المصري الاسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين.
وعزل مرسي من رئاسة الجمهورية في 3 يوليو 2013 بموجب خارطة الطريق التي أعلنها الجيش المصري، والتي تضمنت تعطيل الدستور وتعديله، وانتخاب البرلمان، وانتخاب رئيس للجمهورية.
وأوضح الجمل أن تنظيم "ولاية سيناء" في تلك الفترة تلقى مساعدات كبيرة من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وخاصة فى توريد الأسلحة المتطورة فضلا عن توفير الجيوب الآمنة لهم للاختباء بها.
ونوه بأن التنظيم انتهج نفس الاسلوب الوحشى الذي ينتهجه
تنظيم داعش فى التعامل مع ضحاياه ليكون ذراعهم فى المنطقة وخاصة سيناء، ويكون رادعا لكل من يفكر في التعاون مع الجيش والشرطة ضدهم.
ولفت إلى أن بداية عام 2016 شهدت تفوقا ملحوظا للجيش المصرى بداية من تصفية شحاته فرحان المسئول الأول عن خريطة التفجيرات فى سيناء، والذى يعد الساعد الاول لرئيس التنظيم فى سيناء.
واستطرد قائلا "هذا فضلا عن سلسلة المداهمات والعمليات التى قام بها الجيش فى الفترات الاخيرة، والتى أسفرت عن مقتل العشرات من التنظيم ".
وتابع "وهو ما أكد بما لايدع مجالا للشك أن الجيش يحاول احكام سيطرته على المنطقة، وهو ما ظهر بشكل واضح من قلة العمليات التى يقوم بها التنظيم فى سيناء خلال الفترة الأخيرة"
وقال "إن هناك تخطيطا جيدا من الجيش فى قطع خيوط التواصل بين التنظيم فى سيناء وأعوانه فى الخارج ".
وأضاف إن داعش لم يعلن ان التنظيم فى سيناء تابع له لما تكبده التنظيم من خسائر متلاحقة على الأرض، فضلا عن عدم سيطرته على الاوضاع كاملة فى سيناء.
ووجهت القوات المسلحة المصرية عددا من الضربات الاستباقية الناجحة للعديد من عناصر التنظيم ومخازن الأسلحة والذخيرة ووسائل الامداد والتموين له.
من جانبه، أكد اللواء طلعت مسلم على نجاح عملية "حق الشهيد" المستمرة والتي تنفذها القوات المسلحة في تقويض وتقطيع أواصر تنظيم "ولاية سيناء".
وقال مسلم لوكالة أنباء (شينخوا) إن الأجهزة الاستخباراتية والأمنية والجيش نجحت بشكل كبير في توجيه ضربات عنيفة وقاصمة للتنظيمات الارهابية في سيناء.
وأوضح أن نجاح تلك الضربات دليل على قدرة الأجهزة الاستخباراتية على اختراق التنظيمات الإرهابية، ورصدها لشبكتها التنظيمية، وتوافر قدر كبير من المعلومات حولها.
وشدد على أن الجيش المصري يقترب من احكام سيطرته على تنظيم "ولاية سيناء"، بعدما نجح في تقطيع أوصاله، وأنه يسعى حاليا لتصفية عناصره، بهدف القضاء عليه.
وأشار إلى أن نجاح الدولة المصرية في القضاء على منظومة الانفاق بين القطاع غزة وسيناء، أفقد التنظيم الارهابي قدرته على المناورة والهروب عبر تلك الانفاق والعودة مجددا لمباغتة القوات وقتالها.
وأضاف أنه أيضا أدى إلى قطع خطوط التموين والتمويل سواء بالاسلحة أو بالأموال أو وسائل التدريب والتخطيط التي كانت تقوم بها عناصر من حماس.
ولفت إلى أن الضربات الأخيرة للجيش المصري أفقدت التنظيم توازنه، وأنه يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة، مشيرا إلى أن الفترة الأخيرة كانت الأسبقية دائما في توجيه الضربات يقوم بها الجيش وبشكل "موجع".
وانتشرت في سيناء عقب ثورة 25 يناير العديد من التنظيمات التي تعتنق الأفكار الجهادية المتطرفة منها تنظيم الرايات السوداء، والجهادية السلفية، والتكفير والهجرة، وأنصار الجهاد، وجماعة انصار بيت المقدس، وجيش الاسلام.
وتمركزت تلك الجماعات الجهادية المتشددة بشمال سيناء بمدن رفح والشيخ زويد والعريش، وبالوسط بجبل الحلال، وتراوح تقدير عدد أعضاء هذه التنظيمات بسيناء، بحسب خبراء أمنيين ما بين 3 الاف و5 ألاف جهادي.
ونشطت في مرحلة الفوضى التي سادت البلاد تلك الجماعات في عمليات تهريب السلاح خاصة من ليبيا بعد سقوط نظام القذافي وتفكك الجيش هناك.