تقرير اخباري: ماذا يفعل ممثلو أحزاب الدول العربية خلال زيارتهم في الصين؟

 إستقبلت مدينة ينتشوان، حاضرة بمنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين مؤخرا وفدا كبيرا من الضيوف العرب. وتضمن الوفد حوالي 70 ضيفا من 16 دولة عربية، ينتنمون إلى 30 حزبا سياسيا ومركز أبحاث ووسائل إعلام، وشارك الوفد في "مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية"، الذي عقد بين 21 و22 أبريل الجاري. وظلت أنشطة التبادل بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول الواقعة على الحزام والطريق، تتدعم بإستمرار منذ طرح المبادرة في عام 2013. حيث أصبحت العلاقات بين الأحزاب إحدى الآليات المهمة في تعزيز التعاون في إطار الحزام والطريق.

إفتتاح آلية الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية

نظمت هذا المؤتمر دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ، ومثّل المؤتمر إفتتاحا لآلية الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية. وغطى الأعضاء المشاركون مختلف الدول العرية تقريبا، حيث شهد المؤتمر مشاركة أعضاء أحزاب من لبنان، وفلسطين، والعراق وغيرها من دول غرب آسيا، إلى جانب أعضاء أحزاب من مصر والجزائر وجيبوتي وجزر القمر والسودان وتونس وموريطانيا والمغرب وغيرها من دول شمال إفريقيا. إلى جانب إعلاميين وخبراء من الكويت والإمارات والبحرين وقطر وغيرها من دول مجلس التعاون الخليجي.

وأشار نائب رئيس إدارة غربي آسيا وشمالي أفريقيا لدائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، تشانغ جيان وي، الى أن الأحزاب المشاركة ضمت الأحزاب الحاكمة والمعارضة على حد السواء، كما ضم المؤتمر أحزابا ديمقراطية وأخرى ذات خلفية دينية، وأحزاب يسارية، إلى جانب أحزاب تأسست منذ عشرات السنين، وأحزابا أخرى حديثة التأسيس. وتطرح هذه الأحزاب أطروحات متباينة تجاه القضايا الوطنية والعربية.

في هذا الصدد، قال الأمين العام لحزب آفاق تونسي، فوزي بن عبد الرحمن، أن مشاركته في هذا المؤتمر إلى جانب أنها تمثل فرصة للحوار مع الحزب الشيوعي الصيني، فإنها تمثل أيضا فرصة للتعرف على قادة الأحزاب السياسية العربية الأخرى.

وقال رئيس الوزراء المصري الأسبق، عصام شرف، إن وضع الأحزاب في الدول العربية يختلف من بلد إلى آخر، حيث هناك دول ليس فيها أحزاب، وأخرى تعلب فيها الأحزاب دورا هاما. ورغم أن عدة أطراف قد دعت إلى تشكيل آلية للحوار بين الأحزاب العربية، إلا أنه إلى الآن لم نشهد تأسيس هذه الآلية في الدول العربية. في المقابل، تحققت هذه الفرصة في الصين.

أحزاب عربية لديها معرفة جيدة بالوضع الصيني

على مدى يومين، تناول المشاركون بالنقاش ثلاثة مواضيع رئيسية، على التتالي: "اختيار الطرق وتفعيل دور القيادة السياسية"، "السلام والاستقرار والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب"، "بناء الحزام والطريق ودور الأحزاب السياسية".

وخلال حلقات النقاش، إنتبه مراسلنا لوجود قادة حزبيين عرب، يمتلكون معرفة جيدة عن الوضع في الصين وعن الحزب الشيوعي الصيني. في هذا الصدد قال الأمين العام لحزب آفاق تونس، فوزي بن عبدالرحمان، أن حزبه يولي أهمية كبيرة بالحزب الشيوعي الصيني. وعكس حديث فوزي معرفة بالعديد من المفاهيم المتعلقة بالحزب الشيوعي الصيني، مثل الجلسة الكاملة الخامسة للجنة المركزية الـ18 للحزب السيوعي الصيني، الحلم الصيني، وخطة الخمسية الثالثة عشرة وغيرها من القضايا. وقال فوزي بن عبدالرحمان، أن خطة الخمسية الثالثة عشرة للحزب الشيوعي الصيني، قدمت تصورا مستقبليا للتنمية المشتركة بين الصين والعالم، وأضاف أن الحلم الصيني يهدف إلى تنمية الإنسان، وأثنى على أهمية هذه التصورات.

يعد حزب آفاق تونس، حزبا حديث التأسيس، كما أن تبادلاته مع الحزب الشيوعي الصيني ليست كثيرة، لكن حينما سأل مراسلنا فوزي بن عبد الرحمان عن كيفية معرفته للصين والحزب الشيوعي الصيني، قال فوزي، بأنه يطالع كل الكتب التي تصدر عن الصين في تونس، وقد سبق له في الماضي أن زار شانغهاي كتاجر."لكن شانغهاي، ليست كل الصين، وهذه المرة عرفت أن في الصين هناك منطقة مسلمين مثل نينغشيا."