صنعاء أول مايو 2016 / علق وفد الحكومة اليمنية المشاركة في المشاورات السياسية مع وفد جماعة الحوثي وممثلي حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على خلفية خروقات للحوثيين وقوات صالح.
وترعى الأمم المتحدة مشاورات سياسية بين الأطراف اليمنية في الكويت منذ 21 ابريل الجاري، عقب إعلان الأمم المتحدة وقفا لإطلاق النار في اليمن في العاشر من ابريل الماضي.
وقال بيان للوفد الحكومي إنه في " الوقت الذي حضر وفد الحكومة إلى مشاورات السلام برغبة جادة في السلام واصلت جماعة الحوثي صالح وضع العراقيل أمام السلام واستهتارها بدماء أبناء شعبنا من خلال مجموعة من الأفعال التي تشكل خرقا فادحا لوقف إطلاق النار".
وأوضح البيان الذي بثته وكالة الأنباء الرسمية (سبأ) التي تديرها الحكومة، أن الخروقات شملت استمرار إطلاق النار في عدة محافظات، وكذا الاستيلاء على معسكر العمالقة (اللواء 29 ميكا) في عمران بالإضافة إلى الاستمرار في القتل والحصار ونسف المنازل وكذا استمرار الاعتقالات والحشود العسكرية التي تمهد لحرب شاملة".
وعلى خلفية ذلك، أكد بيان الوفد الحكومي " تعليق مشاركته في المشاورات حتى يتم توفير الضمانات الكافية لوقف هذه الممارسات والخروقات الخطيرة، داعيا المبعوث الاممي والاشقاء في الكويت ومجلس التعاون الخليجي وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية وبقية سفراء دول ال18 إلى ممارسة الضغط اللازم على الطرف الاخر للالتزام بمتطلبات السلام".
وكان مصدر دبلوماسي يمني قال في وقت سابق اليوم لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن مشاورات السلام اليمنية علقت فعليا اليوم من قبل الوفد الحكومي.
وأوضح المصدر حينها " تعليق المشاورات على خلفية استمرار الحوثيين وقوات صالح في خروقاتهم وعدم الالتزام بوقف إطلاق النار في عدة محافظات بما في ذلك محافظة تعز، وكذا عدم التزام الحوثيين بفك الحصار عن المدينة".
كما يأتي تعليق المشاورات على خلفية اقتحام الحوثيين يوم أمس (السبت) لواء "العمالقة العسكري" في محافظة عمران (50 كلم) شرق صنعاء.
وكان لواء العمالقة العسكري من الالوية المحايدة حيث لم يتدخل في الحرب المندلعة منذ أكثر من عام مع اي طرف.
وفي سياق متصل، قال المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، انه "بالرغم من الأجواء الإيجابية التي طغت على الأيام الماضية، علق وفد الحكومة اليمنية مشاركته بالجلسات المشتركة من مشاورات الكويت بسبب التقارير الواردة عما حدث في عمران".
وأضاف ولد الشيخ في بيان، تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، "نحن نتفهم مسببات هذا القرار لكننا نحث الجميع على الانخراط بكل حسن نية وحكمة في هذه المشاورات التي يعول عليها اليمنيون".
وتابع قائلا "إننا نرى أن جميع المسائل الشائكة والإشكالات يجب أن تطرح على طاولة الحوار بكل شفافية للتوصل إلى حل شامل يضع حدا للحوادث التي يستغلها البعض للضغط على الفريق الآخر".
وواصل البيان " نحن لا نقلل من أهمية ما حدث ويحدث لكننا نكرر أن الطريق الوحيد للحل هو الحوار السلمي والالتزام الكامل بقرارات مجلس الأمن".
من جانبها، أعلنت جماعة الحوثي أن من مستقبله مرهون باستمرار الحرب هو من يختلق المبررات.
وقال المتحدث باسم الجماعة، محمد عبدالسلام "إن من لا يريد السلام ومصلحته ومستقبله مرهون باستمرار الحرب على شعبنا اليمني هو من يختلق مبررات وأعذار واهية لتعطيل المفاوضات ".
وأضاف عبدالسلام وهو رئيس وفد الحوثيين في المشاورات، في تصريح نقلته وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التي تديرها الجماعة، " قدمنا رؤية وطنية شاملة تجمع ولا تفرق تقرب ولا تبعد تحترم الشراكة والتوافق والتعايش وتلامس هموم الجميع بلا مزايدة أو تطبيل".
وعلى الأرض تتواصل المواجهات بين القوات الموالية للحكومة والحوثيين وقوات صالح في عدد من المحافظات خاصة في محافظة تعز (256 كلم) جنوب صنعاء مخلفة قتلى وجرحى من الجانبين ومن المدنيين.
وتخوض القوات الموالية للحكومة اليمنية ضد مسلحي الحوثي وقوات صالح معارك مستمرة منذ أكثر من عام وقد خلفت الحرب أكثر من 7 الاف قتيل ونحو 35 ألف جريح، وأوضاع انسانية صعبة.
وفي إطار أعمال العنف في اليمن سقط 4 قتلى اليوم إثر تفجير انتحاري بسيارة مفخخة في مدينة عدن "العاصمة اليمنية المؤقتة" جنوب اليمن.
وقال بيان للشرطة المحلية إن أربعة قتلى سقطوا من طاقم حراسة مدير أمن عدن واصيب 8 آخرون لدى تصديهم لسيارة مفخخة يقودها انتحاري حاولت التوغل وسط موكب مدير الأمن اللواء شلال علي شايع والمحافظ اللواء عيدروس الزبيدي على الطريق الرابط بين مدينتي المنصورة والبريقا شمال عدن.
وبحسب البيان " فقد أدى انفجار السيارة الملغومة إلى استشهاد 4 وإصابة 8 أخرين من مرافقي مدير أمن عدن" .
وكان مصدر أمني قال في وقت سابق لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن سيارة مفخخة نوع "تويوتا" يقودها انتحاري هاجمت موكب مدير أمن عدن اللواء شلال شائع أثناء مروره في منطقة "خط التسعين" في مديرية المنصورة.
وأكد حينها أن التفجير أسفر عن مقتل 4 من مرافقي شائع وإصابة نحو 8 أخرين.
وتشهد عدن منذ استعادتها من الحوثيين في يوليو 2015، هجمات طال بعضها ضباطا ورجال أعمال وقضاة ومسئولين حكوميين.