الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: التوازن في الشرق الاوسط .. أمريكا تعيد تركيز اهتمامها على العراق

2016:05:03.17:28    حجم الخط    اطبع

بقلم/ ما شياو لين، خبير في شؤون الشرق الاوسط

شهدت العاصمة العراقية بغداد مؤخرا زيارات مكثفة لمسؤولين أمريكيين، حيث زار بغداد في غضون شهر واحد كل من جو بايدن نائب الرئيس الأميركي، وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، وزير الدفاع الأمريكي آش كارتر، مما يدل على اعادة أمريكا تركيز اهتمامها مرة أخرى بالعراق، واعادة التوازن في الشرق الاوسط في ظل حالة الفوضى التي تعيشها المنطقة. ووفقا لتصريحات صدرت عن مسؤولين أمريكيين، فإن زيارة كبار الشخصيات الثلاث الى بغداد تلقي الضوء على ثلاثة أهداف رئيسية على نطاق واسع، دعم الرئيس العراقي حيدر العبادي في مواجهة الأزمة السياسية، واستعادة المواقع المسيطرة عليها من قبل تنظيم " الدولة الاسلامية"، والقضاء على "وهم" امكانية أن تحل النفوذ ايرانية محل الامريكية في العراق. واذا ربطنا هذه الزيارات مع زيارة الرئيس الامريكي باراك اوباما الى السعودية قبل عشرة أيام، والموقف من مساعدات غير مشروطة للعراق، يمكن أن نرى بوضوح معنى زيارة بايدن الى العراق والناويا الامريكية الحالية.

وخلال الفترة الماضية، أدت خلافات المصالح في العراق الى نشوب ازمة سياسية جعلت جكومة العبادي على وشك السقوط، وارتباط هذه الفوضى السياسية مباشرة مع التقدم السلسل للاستراتيجية مكافحة الارهاب الامريكية في الشرق الأوسط زاد من متاعب فريق الرئيس الأمريكي باراك أوباما.

وقد زار بايدن العراق ثماني مرات حتى الآن، وعدم الاعلان عن الزيارة الأخيرة مسبقا، يشير الى ان الوضع الامني لا يزال غير متفائل، كما يعكس أيضا حساسية وتعقيد الصراع بين الفصائل العراقية. وتعتبر زيارة بايدن الى العراق بمثابة رحلة " إطفاء النار" لاظهار الدعم الامريكي لحكومة العبادي، ومعارضة تهديدات العزل من قبل السنيين والاكراد، ومساعدة الحكومة العراقية التي تضع في وقت وموضع حاسم لانهاء الحرب الاهلية، وتوحيد القوات لمحاربة تنظيم " الدولة الاسلامية".

وخلال العام الماضي، حققت القوات الحكومية العراقية تحت دعم التحالف الدولي بقيادة أمريكا وبدعم من ايران نتائج جيدة في محاربة الارهاب، واستعادت منطقة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم " الدولة الاسلامية". ومع ذلك، فإن هدف أمريكا هو استعادة الموصل السنية ثاني أكبر مدينة وطرد عناصر تنظيم " الدولة الاسلامية" من الحدود السورية والعراقية، للحد من انتشار الهجمات الإرهابية في الدول الأوروبية.

ومع ذلك، تاثر استكمال خطة الحكومة العراقية لاسترجاع الموصل في شهر ابريل بـ "أزمة داخلية". لذلك، هدف زيارة بايدن الى العراق هو حث مجموعة الفصائل العراقية الى التخلي عن الخلافات الداخلية، والوقوف جنبا الى جنبا لاستعادة الموصل، وتجنب الفشل الذي كان على شك النجاح في جبهة مكافحة الارهاب في الشرق الاوسط.

الهدف الاستراتيجي لرحلة بايدن واضحة جدا بلا شك ويتضح في السيطرة والنفوذ الأمريكية على العراقية ما بعد صدام حسين. وقد تسللت النفوذ الايرانية في العراق بشكل ملحوظ بعد الانسحاب العسكري لامريكا من العراق، خصوصا بعد توسيع تنظيم " الدولة الاسلامية" حيث زاد اعتماد الحكومة العراقية على الدعم الايراني. وفي ظل وصول أمريكا وايران الى تسوية الازمة النويوة الايرانية، وارسال روسيا قوات عسكرية الى سوريا وتشكيل واضح الى " قوس شيعة"، ازداد حق الكلام والنفوذ الايرانية مرة أخرى، ما أعطى انطباعا الى العالم الخارجي بان أمريكا فقدت العراق. وتتطلع حكومة أوباما الى تعزيز الوجود الأمريكي في العراق، لاعادة نفوذها وتاثيرها في المنقطة بعد تآكله من قبل روسيا.

سمحت سياسة أوباما والتعديلات الأمريكية على الاستراتيجية العالمية ومنطقة الشرق الاوسط بالنمو القوي للدور الايراني، وانتقاد السعودية علنا. وقد أغضبت مثل هذه التغيرات للعلاقة بين الصديق والعدو السعودية واسرائيل الحلفاء التقليديين لامريكا في المنطقة، وأدى الى الاستياء العام والمتواصل منهما، بلغ الى درجة اجراء تعديلات على سياساتهما التي لا تفضي الى مصالح امريكا في الشرق الاوسط. وإن زيارة اوباما للسعودية وحضور قمة دول مجلس التعاون الخليجي في 20 شهر ابريل، هو لاسترضاء والتوازن، وإقناع حلفاءها في الخليج لفهم معرفة أمريكا للدور الايراني. وزيارة بايدن الى العراق هي تهدئة حلفاء أمريكا في المنطقة من قبل العملية الحقيقية، والتأكيد بعدم تخليها عن العراق، وأيضا لن تسمح لايران السيطرة على العراق وبعد ذلك يخل بالتوازن الاستراتيجي في الشرق الاوسط.

موازنة في الخارج تتفق مع الدبلوماسية والاستراتيجية الامريكية، خاصة في الشرق الاوسط حيث تتناوب فيه القوات والأعراق والطوائف المتعددة على المدى الطويل. ورحلة بايدن مجرد ﺘﺮﺗﻴـﺒﺎﺕ إﺟﺮﺍﺋﻴﺔ وعرض موقف أوباما في عملية انكماش الاستراتيجية في الشرق الأوسط، ولا تبين زيادة امريكا الانفاق على الافكار والموارد، وإنما الاستمرار في التركيز على استراتيجية إعادة التوازن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×