الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة خاصة: قوة الإعلام على "طريق الحرير" (2)

2016:09:26.15:07    حجم الخط    اطبع

"من يملك المعلومة يملك القوة".. حقيقة ندركها جميعا، ومن هنا تأتى قوة الإعلام، التى تضاعفت فى السنوات الأخيرة مع تطور التكنولوجيا، التى منحت الإعلام الأدوات والوسائل لنقل المعلومات إلى أوسع نطاق فى أسرع وقت ممكن، بل ومنحت المواطنين فرصة المشاركة فى ذلك، خصوصا من خلال مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، التى أصبحت وسيلة أيضا لتعرف على توجهات الرأى العام تجاه قضية معينة، وأذكر أنه خلال عملى مراسلا لصحيفتى فى الصين تناولت العديد من القضايا التى تمت إثارتها ومناقشتها على نطاق واسع فى مواقع التواصل الاجتماعى الصينية، ومنها على سبيل المثال تضاعف تكلفة الزواج خلال السنوات الأخيرة، والدعوة لمنع الأغانى الخادشة للحياء أو المحرضة على العنف، وهو ما استجابت له وزارة الثقافة الصينية فى حينه وأصدرت قائمة منع لتلك الأغانى.

هذا التطور الذى شهدته وسائل الإعلام يجب توظيفه لخدمة التعارف بين الشعوب لدعم السلام فى العالم، بالتعاون بين وسائل الإعلام من الدول المختلفة، فالغريب أنه رغم تطور وسائل المواصلات التي قربت المسافات بين الدول، بحيث أصبحت الرحلة التى كانت تستغرق شهورا على ظهور الجِمال فى الماضى تقطعها الطائرة فى ساعات قليلة، إلا أن التواصل على المستوى الثقافى مازال يحتاج إلى تطوير ببذل المزيد من الجهد، وأن يتجاوز التبادل بين وسائل الإعلام مجرد تناقل الأخبار، لأن ذلك -على أهميته- لا يمثل التواصل الثقافى بشكل كاف، ويجب محاولة التغلب على حاجز اللغة من خلال إنشاء القنوات الناطقة بلغات أخرى، أو كتابة تقديم ترجمة للمواد الإعلامية، كما يجب مقاومة تحكم رؤوس أموال بعينها فى توجهات الإعلام العالمى، حيث يتم أحيانا ما نسميه بـ"دس السم فى العسل"، حينما يجرى تطعيم بعض الأخبار بآراء مستترة، تؤثر فى فهم المتلقى لقضية ما، وتدفعه نحو تكوين وجهة نظر بعينها.

السؤال الذى يفرض نفسه عند الحديث عن التعاون بين وسائل الإعلام المنتمية لدول متعددة هو: هل هذا التعاون ممكن فعليا فى ظل التباين الشديد بينها فى إستراتيجياتها وطريقة عملها وأهدافها ومصادر تمويلها؟، وهل يمكن القفز فوق هذه التباينات وتبنى هدف يتم الإجماع عليه مثل دعم مبادرة حزام واحد طريق واحد الصينية؟.. وسأحاول الإجابة على هذه الأسئلة، فمن وجهة نظرى تظل وسائل الإعلام على الرغم من الاختلافات تعتمد على الخبر والمعلومة بشكل أساسى، ومازالت وكالات الأنباء الغربية هى المصدر الأبرز للمعلومات الذى تعتمد عليه معظم وسائل الإعلام فى العالم، حيث تتناقل الأخبار عنها، وتتعرض هذه الوسائل للتضليل أحيانا، لذلك أقترح أن يتم التفاعل والتعاون بين وسائل الإعلام الصينية ووسائل الإعلام المنتمية للدول الداعمة لمبادرة حزام واحد طريق واحد من خلال تبادل الخبرات، عبر اللقاءات المشتركة، واتفاقيات نقل الأخبار وتداولها بين الجانبين، وتسهيل إجراءات الموافقة على إرسال مندوبين لكل طرف لدى الآخر، سواء بشكل دائم أو بشكل موسمى لتغطية الأحداث الكبرى التى تجرى فى دولة ما، وافتتاح مكاتب لتغطية الأحداث بعين مباشرة دون وسيط.

ومن خلال معايشتى وتواصلى مع وسائل الإعلام الصينية، حيث قضيت ثلاثة أشهر فى الموقع العربى لصحيفة الشعب الصينية، خلال تواجدى فى بكين العام الماضى، وزرت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" أكثر من مرة، كما زرت القنوات العربية والإنجليزية والفرنسية فى التليفزيون المركزى الصينى "CCTV" وأستطيع التأكيد أن جميع هذه الوسائل منفتحة تماما على التعاون مع وسائل الإعلام من كل الدول، وتتعاون معها بلا حدود، لدرج أن التليفزيون الصينى يقدم مواد مجانية لعدد كبير من القنوات الإفريقية بدون مقابل، وأرى أن وسائل الإعلام الصينية تطورت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت تسلط الأضواء على قضايا لم تكن تطرحها من قبل، وقد ساهمت الإمكانات الكبيرة المتاحة لهذه الوسائل فى ذلك، فوكالة "شينخوا" لها مراسلون فى معظم دول ومناطق العالم، وأيضا شبكة التليفزيون المركزى الصين (CCTV) بقنواتها المتعددة، باللغة الصينية والإنجليزية والعربية والفرنسية، وإذاعة الصين الدولية التى تقدم المواد الإخبارية والثقافية بـ64 لغة مختلفة.

وأخيرا وليس آخرا فلكى تقوم وسائل الإعلام بدورها المنشود فى تعريف مواطنى الدول الداعمة لمبادرة حزام واحد طريق واحد بما يمكن أن تدره عليهم هذه المبادرة من منافع وتوضح لها أهميتها لمستقبل أجيالهم القادمة، يجب أن يتم دعم وسائل الإعلام ومدها بالمعلومات والحقائق التى تساعدها على القيام بهذه المهمة، فحرية تداول المعلومات هى الضمانة الحقيقية لإعلام قوى راسخ يؤدى وظيفته. 


【1】【2】

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×