بيروت 3 نوفمبر 2016 / أعلن رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري اليوم (الخميس) أنه يتطلع إلى حكومة وفاق وطني يتعاون فيها جميع الأفرقاء السياسيين.
وشكر الحريري في تصريح للصحفيين من القصر الرئاسي بعد اجتماعه مع الرئيس ميشال عون إثر التكليف ثقة عون والنواب مؤكدا أنه ينطلق في "المهمة الوطنية" منفتحا على جميع الكتل النيابية ومن بينها الكتل التي لم تسمه لتشكيل الحكومة.
وقال " أتطلع للشروع في الاستشارات النيابية لتشكيل حكومة وفاق وطني تتخطى الانقسام وتستند إلى إجماع كل القوى السياسية حول خطاب القسم الرئاسي" الذي أدلى به الرئيس عون عقب انتخابه يوم (الاثنين) الماضي.
واعتبر انه في ظل العهد الرئاسي الجديد "أملي كبير في هذه اللحظة الايجابية التي تضع حدا لمعاناة الوطن والمواطنين طوال عامين ونصف من الشغور والشلل والجمود في تشكيل الحكومة سريعا لتعمل على انجاز قانون انتخابي يؤمن عدالة التمثيل وتشرف على انجاز الانتخابات النيابية في موعدها" في شهر مايو المقبل.
وتمنى " تشكيل حكومة تواكب انطلاق العهد الرئاسي وتمكننا جميعا من شبك أيدينا لمعالجة الأزمات المعيشية والاقتصادية والبيئية والأمنية والسياسية التي يعاني منها اللبنانيون".
ورأى أنه من "حق اللبنانيين علينا أن نشرع سريعا في العمل لنحمي وطننا من النيران المشتعلة من حوله ونحصن مناعته في وجه الإرهاب ونوفر له مستلزمات مواجهة أعباء النزوح السوري ونعيد الأمل والثقة إلى شبابنا وشاباتنا بمستقبل أفضل ونعيد ثقة العرب والعالم بلبنان ورسالته ومؤسساته واقتصاده وسياحته والاستثمار فيه."
وكان الحريري قد حاز على أكثرية من أصوات الكتل البرلمانية تمثلت في أصوات 112 نائبا في الاستشارات النيابية الملزمة ، ويفترض أن تبدأ مسيرة تشكيل الحكومة بإجراء الحريري استشارات في مقر البرلمان مع الكتل البرلمانية حول مطالبها في التركيبة الحكومية.
وكان الحريري قد شكل حكومته الأولى في العام 2009 في عهد الرئيس ميشال سليمان والتي جاء تشكيلها بعدما اعتذر الحريري في سبتمبر 2009 عن التشكيل الذي كان تكلف به في يونيو وذلك بعد رفض المعارضة لتشكيلته المقترحة ، لكنه مالبث أن أعيد تكليفه بعدما أعاد أكثرية النواب تسميته حيث تمكن من التشكيل بعد جهد في 9 نوفمبر 2005.
وقد واجهت هذه الحكومة صعوبات عدة أدت إلى استقالة 11 وزيرا هم وزراء تكتل "الإصلاح والتغيير" و"حركة أمل" و"حزب الله" في يناير 2011 ما أدى إلى الاطاحة بالحكومة لفقدان نصابها الدستوري الناجم عن التباين بين مكوناتها حول قضية المحكمة الدولية الناظرة في قضية اغتيال رفيق الحريري.
وكان سعد الحريري (46 عاما) قد دخل العمل السياسي بعد اغتيال والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في فبراير 2005.
وتكرس موقع سعد الحريري السياسي من خلال تأسيس "تيار المستقبل" الذي يترأسه منذ العام 2005 وعبر الانتخابات النيابية التي فاز بها عن بيروت في العام ذاته وترأس على أثرها أكبر كتلة نيابية في البرلمان ضمت 35 نائبا من كل المناطق والطوائف اللبنانية.