القاهرة 7 نوفمبر 2016 / بحث رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه، بالقاهرة عدة ملفات أبرزها، ظاهرة الإرهاب، وقضايا دول منطقة الشرق الأوسط، بالاضافة إلى الهجرة غير الشرعية والعلاقات الثنائية.
وأشار رئيس مجلس النواب المصري دكتور علي عبدالعال، خلال لقائه مع لارشيه، على الجهود التى تبذلها بلاده في مجال مكافحة الإرهاب.
وأكد عبدالعال أن مصر تلعب دورا محوريا في مواجهة الإرهاب نيابة عن العالم وأوروبا ، مشددا على أنها تقوم بمعالجة تلك الظاهرة ليس فقط من منظور أمني وإنما من منظور شامل متعدد الأبعاد الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والدينية .
وفي معرض حديثه عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية، أكد أن مصر تسعى للقضاء على تلك الظاهرة من جذورها الأمر الذى يتطلب وضع خطة شاملة في حوض البحر المتوسط تراعي الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فضلا عن البعد الأمني.
ونوه إلى جهود مجلس النواب في مكافحة تلك الظاهرة والمتمثلة في إصدار قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية وهو القانون الذى يفرض عقوبات رادعة وصارمة على من يتورط في تلك الظاهرة الإجرامية.
كما أكد عبدالعال على ضرورة استمرار العمل على الاستفادة مما لدى الجانبين من أفكار وامكانيات لتنمية التعاون الاقتصادي لاسيما في المشروعات القومية العملاقة مثل مشروع تنمية محور قناة السويس مرحبا بالدور الفرنسي فى عملية تطوير منظومة التعليم في مصر وخاصة في الشق الفني والمهني .
وعلى صعيد الوضع في ليبيا، شدد على أن مصر تلعب دورا بناء في حل الأزمة الليبية يقوم على الحفاظ على أمن ليبيا واستقرارها ووحدة أراضيها واعتماد الحل السياسي كسبيل وحيد لاستعادة سلطة الدولة، والحفاظ على لحمة الشعب الليبي بمختلف أطيافه.
من جانبه، أكد لارشيه أن فرنسا تولى قضية مكافحة الإرهاب أولوية حيث يقوم البرلمان الفرنسي بغرفتيه بإصدار القوانين التى من شأنها مكافحة تلك الظاهرة والقضاء عليها من جذورها.
وعلى صعيد الوضع في ليبيا، شدد على توافق الرؤى المصرية - الفرنسية فيما يتعلق بضرورة التوصل لحل سياسي بين الفرقاء يضمن أمن واستقرار ليبيا، واصفا الدور المصري بأنه المفتاح لحث الفرقاء الليبيين على التفاوض والتوصل لتسوية سياسية.
وأثني على المجهودات الكبيرة والايجابية التى تبذلها مصر في مجال الاصلاح الاقتصادي، مشيرا إلى أنه سوف يحمل رسالة لدى عودته الى فرنسا مفادها ضرورة عودة السياحة إلى سابق عهدها في ضوء الأمن والاستقرار الذى تشهده مصر حاليا.
وبحث رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي مع سامح شكري وزير الخارجية المصري عدد من الموضوعات تتناول العلاقات الثنائية ، فضلا عن التشاور بشأن عدد من الملفات المرتبطة بمنطقة الشرق الأوسط والعلاقات بين مصر وأوروبا.
واستعرض شكري في بداية اللقاء مجمل الأوضاع في مصر ، لاسيما المرتبطة بعملية الإصلاح الإقتصادي والسياسي والإجتماعي ،حسبما أفاد المستشار أحمد ابو زيد المتحدث باسم الخارجية المصرية.
وأشار شكري إلى أن الحكومة المصرية اتخذت قرارا بمواجهة كل تلك التحديات والتعامل معها بأكبر قدر من الجدية واقتحام العديد من الملفات الشائكة إيمانا منها بأهمية المضي في برنامج الإصلاح الإقتصادي في أسرع وقت وعدم امكانية الإنتظار كي لا تتفاقم المشاكل والتحديات الإقتصادية في البلاد.
كما قدم عرضا مستفيضا لرؤية مصر لعدد من التطورات الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط والأزمات المختلفة التي تواجه كلا من سوريا وليبيا والعراق واليمن ، فضلاً عن التطورات الخاصة بالقضية الفلسطينية ومستقبل حلها.
وأضاف أبو زيد أن رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي حرص على طرح العديد من الأسئلة والإستفسارات حول تقييم مصر لكل تلك الموضوعات ، مؤكداً أن فرنسا تدرك حجم وأهمية مصر في منطقة الشرق الأوسط وفي القارة الأفريقية .
وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن المحادثات عكست رغبة الجانبين المصري والفرنسي في تعزيز آليات التشاور والتنسيق فيما يتعلق بالتحديات المشتركة التي تواجه البلدين ، بما في ذلك التحديات المرتبطة بقضية الهجرة غير الشرعية ومكافحة الارهاب باعتبارها تحديات تهدد أمن واستقرار شمال وجنوب المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية وقارة أوروبا على حد سواء.
على صعيد متصل، اطلع المسئول الفرنسي على رؤية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط حيال عدد من قضايا وازمات الشرق الأوسط، خاصة ما يتعلق بالاوضاع في سوريا وليبيا واليمن والعراق.
واستعرض أبو الغيط خلال اللقاء الجهود والاتصالات التى يجريها لتنشيط دور الجامعة العربية ، خاصة وأن الجامعة شهدت خلال الخمس سنوات الأخيرة تنحيتها في التعامل مع أزمات المنطقة في ليبيا وسوريا ومناطق أخرى .
وأشار السفير محمود عفيفي المتحدث باسم الجامعة العربية إلى أن أبو الغيط أكد خلال اللقاء أن لديه اهتمامات أصيلة بأن تعود الجامعة العربية الى دورها المعهود.
وتطرق اللقاء، الى تعيين ممثل خاص للأمين العام للجامعة في ليبيا ، مؤكدا أن الهدف من ذلك التعيين ليس التنافس مع دور الأمم المتحدة أو غيرها في التعامل مع الوضع الصعب في ليبيا ، وانما الهدف هو أن بيت العرب "الجامعة العربية" يكون له دور فعال في التوصل إلى تسوية للأزمة الليبية.
وقال عفيفي إن الهدف من اللقاء هو التوضيح إلى فرنسا أن الجامعة العربية تعود لدورها فى ظل قيادة أبو الغيط ، والتوضيح للجانب الغربي المتمثل في فرنسا يحدث في المنطقة ، فى ضوء بعض التدخلات الأجنبية في القضايا العربية التى تنم عن عدم وجود متابعة حقيقية لما يحدث في المنطقة أو وصول الأمور اليهم بشكل مغلوط.
وأشار الى أن اللقاء تطرق إلى القضية الفلسطينية ، موضحا أن الموقف الفرنسي واضح في مساندة حقوق الشعب الفلسطيني وتسوية القضية الفلسطينية.
واستعرض أبو الغيط صعوبة الوضع الفلسطيني وعدم وجود أفق واضح له ، وطالب الجانب الفرنسي بتوضيح أكثر للمبادرة الفرنسية واطلاق خطوات جدية للتسوية.
وأكد المتحدث الرسمي أن رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي كان حريصا خلال زيارته إلى القاهرة على لقاء أمين عام جامعة الدول العربية لاهتمام فرنسا بالتواصل المستمر مع الجامعة وللتعرف من أبو الغيط على رؤيته للواقع العربي الأليم الذى تعيشه المنطقة وكيفية التعامل معه.