دمشق 7 نوفمبر 2016 / أكد خبراء ومحللون سياسيون في سوريا اليوم ( الاثنين ) أن معركة تحرير الرقة من مقاتلي تنظيم ( داعش ) التي أعلنت قوات سوريا الديمقراطية عنها يوم السبت الماضي ، هي معركة " إعلامية " تهدف إلى تعزيز الحملة الانتخابية للناخب الامريكية قبل توجهه إلى صناديق الاقتراع .
وأكد الخبراء والمحللون السياسيون في سوريا أن المعارك التي تشهدها الرقة حاليا هي " معارك كر وفر " ، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن العدد المعلن عنه في المعركة ليس كافيا لتحرير الرقة .
وأعلن تحالف يضم جماعات كردية وعربية مسلحة أمس "الأحد " إطلاق عملية عسكرية واسعة تحت اسم "غضب الفرات" لاستعادة مدينة الرقة المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) شمالي سوريا بالتنسيق مع التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتمكن التحالف المعروف باسم (قوات سوريا الديمقراطية) من التقدم والسيطرة على نحو 6 قرى ومزارع ومواقع في ريف الرقة الشمالي وسط ضربات جوية للتحالف الدولي لأهداف التنظيم في مواقع الاشتباكات، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويأتي الإعلان عن الهجوم على الرقة في وقت تواصل فيه القوات العراقية عملياتها العسكرية لاستعادة مدينة الموصل معقل داعش في العراق.
وقال تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" في بيان له "إننا في القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية نزف لكم بشرى بدء حملتنا العسكرية الكبيرة من أجل تحرير مدينة الرقة وريفها من براثن قوى الإرهاب للعالم الظلامي المتمثل بداعش الذي اتخذها عاصمة لدولته المزعومة".
ووفقا للبيان، فقد بدأت الحملة مساء "السبت"، حيث تم "تشكيل غرفة عمليات (غضب الفرات) من أجل قيادة عملية التحرير والتنسيق بين جميع الفصائل المشاركة وجبهات القتال".
وتعهد التحالف بـالانتصار في هذه "المعركة المصيرية" كما حدث في كوباني وتل أبيض والحسكة والهول والشدادي ومنبج، وكلها مناطق تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية.
وقال المحلل السياسي السوري حميدي العبدالله في تصريحات لوكالة ( شينخوا ) بدمشق إن " الولايات المتحدة الامريكية تقود حاليا معركة الموصل بالعراق والتي تتزامن مع الانتخابات الامريكية ، حيث أن أمريكا تراهن على تحقيق نجاح سريع في معركة الموصل التي تعزز الحملة الانتخابية للمرشح الديمقراطي هيلاري كلينتون على خلفية اتهامات المرشح ترامب " .
أشار المحلل السياسي إلى أن الولايات المتحدة الامريكية وتحديدا إدارة أوباما " غير جادة في حربها ضد داعش " ، لافتا إلى أن " معركة الموصل لم تتعثر ولكنها لم تكن كما أعلن عنها من حيث تحقيق النجاحات الكبيرة والسريعة " .
وأضاف العبدالله أن " الولايات المتحدة الامريكية لكي تعوض عما يحدث من بطء في معركة الموصل ، قررت فتح معركة في الرقة نظريا ، وليست معركة حقيقية او فعلية ، لان قوات سوريا الديمقراطية ليس بمقدورها أن تحرر القرى والبلدات المتناثرة في الريف الواسع للرقة " .
وتابع المحلل السياسي السوري يقول " معركة الرقة هي عملية إعلامية هدفها تعزيز الحملة الانتخابية الامريكية قبل ساعات من توجه الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع " ، مبينا أن عملية الاشتباكات التي وقعت خلال الساعات الماضية تخضع لمبدأ الكر والفر في قتال مستمر منذ أكثر من سنة في جبهة عين عيسى وهي عبارة عن خطوط التماس المتحولة في هذه المنطقة .
وأشار إلى أن عدد المقاتلين الذي أعلن عنه لخوض معركة الرقة " هو رقم نظري وليس فعلي لان عدد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية على امتداد الساحة الجغرافية من القامشلي إلى عفرين بشمال حلب ليس بهذا الحجم " .
ومن جانبه اتفق الدكتور بسام أبو عبدالله وهو محلل سياسي سوري آخر بأن معركة الرقة ، هي معركة إعلامية تخص الانتخابات الامريكية .
وقال المحلل السياسي بسام أبو عبدالله في تصريحات مماثلة لوكالة ( شينخوا ) بدمشق بإن " معركة الرقة أو عزل الرقة هي محاولة إعلامية أكثر منها واقعية على الأرض " .
وكرر قائلا " المعركة قضية داخلية أمريكية انتخابية تهدف إلى دفع الناخب الأمريكي إلى صناديق الاقتراع " ، مبينا أن معركة عين العرب ( كوباني ) احتاجت إلى اكثر من ثلاثة اشهر ، متسائلا كيف يمكن لقوات سوريا الديمقراطية أن تحرر الرقة بهذه السهولة وبعدد من المقاتلين غير كاف .
وأشار المحلل السياسي أبو عبدالله إلى وجود تناقضات ضمن التحالف الدولي بين الولايات المتحدة الامريكية وتركيا ، مؤكدا أن امريكا لا تريد مقاتلة داعش ولكن تريد خلق واقع جغرافي جديد ومناطق نفوذ لها في العالم .
وتحدثت أمريكا وتركيا عن مشاورات تجرى بين الطرفين من أجل المشاركة في عملية إخراج تنظيم داعش من الرقة.
وأبدت تركيا استعدادها لدعم عملية تحرير الرقة، في حال لم تشارك فيها القوات الكردية السورية، في حين أعلنت واشنطن أن "المعركة قريبة" ولن تتعاون مع النظام السوري في هذه العملية.
وأعلنت وزارتا الدفاع الأمريكية والبريطانية مؤخرا، أن الهجوم لاستعادة مدينة الرقة سيبدأ خلال أسابيع، إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف كشف يوم الأربعاء الماضي، عن تأجيل الولايات المتحدة توجيه معارك التحالف الدولي نحو تحرير الرقة من تنظيم داعش إلى "أجل غير مسمى".
وتقود الولايات المتحدة منذ عام 2014، حلفا دوليا يضم أكثر من 60 دولة، لمحاربة تنظيم داعش في سوريا والعراق، وأعلن التحالف الدولي مطلع العام الحالي أن الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم في سوريا تقلصت بنسبة 20% خلال عام 2015.