وضعت تشوي سون- سيل صديقة رئيسة كوريا الجنوبية بارك جيون هيه منذ فترة طويلة قيد الاحتجاز الطارئ للاشتباه في تدخلها في شؤون الدولة وذلك بعد ساعات من قيام النيابة العامة باستجوابها نظرا لوجود مخاوف من فرارها خارجها البلاد وقيامها بتدمير أدلة، حسبما أفادت تقارير إعلامية محلية اليوم (الثلاثاء).
فقد تم على نحو عاجل توقيف تشوي سون- سي (70 عاما)، التي غيرت اسمها إلى تشوي سيو- وو، في حوالي الـ11:58 من ظهر الاثنين (14:57 بتوقيت غرينتش) بعدما حضرت في الثالثة ظهرا إلى مكتب النيابة العامة لمنطقة سول المركزية.
وقد نقلت تشوي إلى مركز الاحتجاز في سول، وستسعى النيابة العامة إلى استصدار أمر اعتقال لتوقيفها رسميا في غضون 48 ساعة.
وينص القانون الجنائي على أنه يسمح بعمليات اعتقال طارئة دون أمر توقيف عندما تكون هناك أسباب معقولة على أن متهما ما ارتكب جريمة تتطلب حبسه لمدة أكثر من ثلاث سنوات.
ونقل عن مسؤول بالنيابة العامة قوله إن هناك مخاوف من أن تكون تشوي قد دمرت الأدلة نظرا لإنكارها جميع الاتهامات المنسوبة إليها، كما أن هناك مخاطر من فرارها إلى الخارج كما فعلت في السابق حيث ليس لديها مكان ثابت لتقيم فيه.
وأشار المسؤول أن النيابة العامة تشعر أيضا بالقلق إزاء ما قد يحدث إذا ما افرج عنها في ضوء ما يبدو عليها من علامات على حالة نفسية غير مستقرة تماما.
وقد وضعت تشوي، التي ينظر لها على أنها لقطة سياسية كبيرة من وراء الستار، خلف القضبان منذ عودتها على نحو غير متوقع إلى سول بعدما مكثت في أوروبا لقرابة شهرين.
ويشتبه في أنها تحرك الخيوط من وراء الكواليس وتتدخل في شؤون الدولة من خلال استغلال صلتها بالرئيسة بارك. فقد استمرت صداقتها لنحو أربعة عقود.
وتكهنت تقارير إعلامية محلية بأن تشوي استطاعت الحصول على خطب وبيانات الرئيسة قبل ساعات أو أيام من قيام الرئيسة بارك بإلقائها بالفعل، بما فيها خطاب هام ألقته في درسدن بألمانيا عام 2014 ووضع رؤية لإعادة التوحيد مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
وأضافت التقارير أن نسخا من تقارير رئاسية كانت تقدم إلى تشوي يوميا بما فيها وثائق حول جدول الرئاسة للرحلات الخارجية والاتصالات السرية مع كوريا الديمقراطية تحت إدارة لي ميونج- باك السابقة.
كما قيل أن تشوي تدخلت في قرارات حكومية كبرى بما فيها إغلاق مجمع كاسيونغ الصناعي وتعيين وزراء. وإن تلك القرارات كانت تتخذ عقب التشاور مع المستشارين الخاصين لتشوي بمن فيهم مخرج أفلام تجارية ومبارز سابق بالمنتخب الوطني.
وتضمنت اتهامات الفساد محاولة تشوي خصخصة مؤسستي "مير" و"كيه- سبورتز" غير الربحيتين اللتين تم إقامتها مؤخرا وذلك من خلال موافقة سريعة على نحو غير مسبوق من خلال الضغط على تكتلات من بينها سامسونغ وهيونداي للتبرع بعشرات الملايين من الدولارات الأمريكية.
كما اُتهمت تشوي باستغلال النفوذ لتمكين ابنتها من الالتحاق بجامعة مرموقة بصورة غير قانونية. حتى أنها شجعت طلاب المدارس الثانوية بإحدى المجتمعات التي يحدد فيها التعليم الجامعي الجزء الأكبر من حياتهم على النزول إلى الشوارع للقيام بمظاهرات في نهاية الأسبوع .