سيدني 9 فبراير 2016/ إن ممارسة حرية الملاحة في إطاعة لأوامر الولايات المتحدة سيبعث بإشارة رهيبة لأقرب شريك تجاري لاستراليا مفادها أن هذه العمليات هي خطة إحتواء وليست مسألة قانون دولي، هكذا ذكر خبير استرالي لوكالة أنباء ((شينخوا)).
فالصين وفيتنام وماليزيا وبروناي والفلبين تتنازع جميعا السيادة على أجزاء من بحر الصين الجنوبي الذي يعتقد أن يذخر باحتياطيات هائلة من النفط والغاز ويمر عبره طريق شحن تجاري رئيسي تنتقل من خلاله تجارة سنوية تتجاوز قيمتها خمسة تريليونات من الدولارات الأمريكية .
بيد أن الدكتور إيوان غراهام، مدير برنامج الأمن الدولي بمعهد لوي للسياسات الدولية، قال لـ((شينخوا)) إن تركيز المعلقين على التبادلات التجارية يشوه النقاش الأوسع نطاقا.
وأضاف "وإذا شئتم القول فهو صراع فلسفي بين ما إذا كان البحر امتدادا للمياه الإقليمية والأراضي وما إذا كان في الواقع مشاعا بحريا نستفيد منه جميعا".
وأشار غراهام إلى أن "التبادلات التجارية لم تواجه أية مضايقات في بحر الصين الجنوبي"، مضيفا "إننا لم نشهد أية حوادث من أي نوع سواء اصطدام أو احتكاك في البحر".
ويقول غراهام إن "القانون الدولي لا يسمح لسفن عسكرية بالتحرك في ممر آمن داخل مياه إقليمية (لدولة ما) وإن الحريات في البحار العليا تطبق خارج هذه المنطقة في المنطقة الاقتصادية الخاصة والبحار العليا"، مضيفا أنها مسألة في القانون الدولي تستحق أن يدافع عنها جميع الأطراف.
وأضاف أنه "كلما طالت فترة اعتماد اقتصاد الصين على البحر .. سيطور الصينيون وأيضا الحكومة طريقة تفكيرهم الخاصة ويدركون أن هذا الأمر مصلحة جماعية يستحق الدفاع عنه على المستوى العالمي".
بيد أنه إذا ما اتبعت استراليا ما تمليه عليها الولايات المتحدة وانخرطت بشكل مباشر في ممارسة "حرية الملاحة " عقب اللغط المتزايد من قبل نواب البرلمان من المعارضة، فربما تقوم بذلك بتأجيج التوترات.
وانتقد المسؤول الاسترالي ستيفن كونروي مؤخرا حكومة ترنبول لكونها "طويلة في اللغط وقصيرة في ملامسة الجوهر" في دفاعها عن التحركات الأمريكية في مقال رأي نشرته صحيفة ((ذى استراليا)).
وقال غراهام "إذا كانت استراليا تفعل شيئا في بحر الصين الجنوبي، فعليها أن تفعل ذلك بصورة مستقلة وألا ينظر لها على أنها حليف يطيع أوامر سيده في واشنطن".
واختتم حديثه قائلا إن"هذا سيبعث بأسوأ إشارة للجميع، ومن بينهم الصين، بأن هناك إلى حد ما (إجراء) إحتواء من قبل الولايات المتحدة وحلفائها".