بغداد 6 فبراير 2016 / اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، اليوم (السبت) ان بغداد هي "عاصمة جميع العراقيين ولا يمكن لسور ان يعزلها" عنهم، وذلك على خلفية اعلان الجيش عن البدء ببناء سور حول العاصمة لحمايتها من الهجمات الارهابية.
وقال بيان صدر عن مكتب العبادي اليوم إن "بغداد عاصمة جميع العراقيين وتبقى لهم جميعا ولا يمكن لسور او جدار ان يعزلها او يمنع باقي المواطنين من دخولها بل واجبنا حماية جميع المواطنين داخل العاصمة من الاعمال الاجرامية للجماعات الارهابية".
وتابع ان حماية المواطنين داخل العاصمة يتم "بإعادة تنظيم السيطرات وغلق جميع الثغرات لتسهيل دخول وخروج المواطنين الآمنين من والى بغداد".
وتأتي تصريحات العبادي على خلفية اعلان قيادة عمليات بغداد عن البدء بتشييد سور امني حول بغداد لحمايتها من الهجمات الارهابية وما تبع هذا الاعلان من ردود فعل سياسية رافضة، وخصوصا من القوى السنية في مجلس النواب العراقي.
وكان قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبد الامير الشمري، قد اعلن الاربعاء عن بدء العمل بانشاء سور حول بغداد لحمايتها من تسلل الارهابيين.
وقال الشمري في بيان إن "السور الذي تم الشروع ببنائه منذ الاول من فبراير الحالي من قبل خمس كتائب هندسية (..) سيكون المرحلة الاولى منه بطول 100 كيلو متر"، مشيرا الى ان "كل كتيبة من هذه الكتائب ستقوم بتنفيذ 20 كيلومترا منه".
واضاف ان هذه "الكتائب باشرت بالاعمال الترابية التي تضمن حفر خندق بعرض ثلاثة امتار وعمق مترين واجراء تسوية للطرق المحيطة بالخندق وفرشه بالسبيس (الحصى الناعم) وحدله".
واوضح الشمري ان "هذه العملية يعقبها نصب كتل كونكريتية بعد رفعها من جميع مناطق بغداد ونصب ابراج لمسافات معينة، اضافة الى نصب كاميرات مراقبة لمراقبة المساحة بين الابراج، فضلا عن اجراء دوريات عسكرية متواصلة محاذية لهذا السور".
في المقابل، اعلن تحالف القوى العراقية السني الجمعة عن رفضه اقامة سور لتطويق العاصمة بغداد، واعتبره بداية لـ"مخطط خطير" يرمي لاقتطاع اجزاء من الانبار وضمها لمحافظات اخرى.
وقال التحالف في بيان "إننا في الوقت الذي نعرب عن قلقنا الشديد وتخوفنا المشروع من الاهداف المشبوهة التي تقف وراء تنفيذ ما يسمى بـ(سور بغداد الامني)، فإننا نعده بداية لمخطط خطير يرمي الى اقتطاع اجزاء من محافظة الانبار وضمها الى محافظتي بغداد وبابل".
ورأى ان "ذلك مقدمة لإعادة رسم خارطة العراق وفق اسس طائفية وعنصرية وبما يمهد الطريق لتقسيم البلد وتحويله الى دويلات صغيرة خدمة لاجندات خارجية معروفة".
وقال التحالف إن "الامن لا يتحقق بحفر الخنادق واقامة الاسوار وتحويل المدن الى سجون كبيرة (..) ولكن بتحقيق الاصلاحات السياسية والاقتصادية الحقيقية"، مشيرا الى ان "هناك حلولا اخرى يمكن ان تلجأ اليها الحكومة لمعالجة عجزها الامني".
وتشهد العاصمة العراقية بغداد من حين لاخر تفجيرات بعبوات ناسفة وسيارات مفخخة على الرغم من الاجراءات الامنية المشددة التي تفرضها القوات الامنية في مختلف مناطقها.