بكين 9 فبراير 2016 / مع دخول الصين عامها القمري الجديد "عام القرد" تبدو الصين أكثر عزماً وتفاؤلا لمواصلة طريق النهوض بالأمة الصينية والارتقاء بها نحو مصاف الدول المتقدمة، رغم الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها، فالحلم الصيني كان وما زال؛ هدفا ساميا وخياراً لا بديل عنه بالنسبة للصين حكومة وشعباً.
فبعد وداع عام "الخروف " الصيني الذي كان عاماً صاخباً بالنسبة للاقتصاد ات العالمية جمعاء، تستقبل الصين ضيفها "القرد" بحماسة وعزم كبيرين، فالعمل سيتواصل اعتبارا من صباح يوم الاثنين مع أولى ساعات السنة القمرية الصينية الجديدة، وسط آمال وتطلعات متجددة بتحسين الأوضاع الاقتصادية من جديد.
يثق الصينيون بقدرتهم الكبيرة على تجاوز الصعوبات الاقتصادية التي تعانيها البلاد في السنة القمرية الجديدة لتخطو بثبات أكبر نحو الأمام لتحقيق مجتمع الرفاه المعتدل. فهم لا يشعرون بأي نوع من القلق والإحباط رغم كل شيئ طالما امتلكوا إيمانهم العميق بأن حلمهم سيتحقق إن عاجلاً ام آجلاً.
رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد ، إلا أنها تثق بقدرتها على تحقيق سرعة نمو مستدام متوسط-عالي المستوى ومواصلة خلق المزيد من الفرص أمام المستثمرين، فهذه الثقة لم تُخلق من العدم كما أنها ليست مجرد أماني وأحلام وردية تداعب مخيلاتهم . هذه الثقة تنبع من العزيمة الصلبة والأفعال القوية التي تنتهجها القيادة الصينية للدفع قدما بالإصلاح والقيام بالمزيد من خطوات الانفتاح لثاني أكبر اقتصاد عالمي أمام العالم أجمع .
هذه الثقة تنبع كذلك من مستويات الأداء التنموي الصيني العظيم والمرونة الاقتصادية التي يتحلى بها الاقتصاد الصيني، طالما استمرت الحكومة الصينية في انتهاج وسنّ المزيد من السياسات القوية والفعّالة لضمان استمرار دوران العجلة الاقتصادية على نحو سلس وسليم وآمن .
ولضمان "عبور النهر مع تلمس الحصى" لن يكون هناك تغيير في أساسيات الاقتصاد الصيني الذي يبدو سليما ومستقرا وقادرا على تحقيق الرفاه المستدام لزمن طويل... ولا تغيير في سمات الاقتصاد الصيني الذي يتميز بالمرونة والأداء وسعة الأفق ... ولا تغيير كذلك في اتجاه التقدم للاقتصاد الصيني الذي يعمل بقوة لإعادة الهيكلة والارتقاء .
وفيما سيبقى "القرد" عاماً كاملاً في حياة الصينيين، فإنهم سيحرصون على الاستفادة من مزاياه الفريدة لزيادة الحيوية والنشاط وابتكار طرق إبداعية تضخ المزيد من الدماء في مفاصل الحياة الاقتصادية لتوصلها إلى الطريق الصحيح، فالنمو سيعتمد على المزيد من الإبداع ، كما سيحرص صُنّاع القرار على مواصلة دعم ريادة الأعمال والإبداع .
وفيما لن تحيد الصين عن درب العمل الدؤوب والملتزم لتقليل الفجوات الموجودة بين المناطق الحضرية والريفية لتحقيق الهدف المتمثل ببناء " مجتمع الرفاه المعتدل على كافة المستويات"، ستواصل الحكومة سعيها لتحقيق نمو الناتج المحلي الإجمالي بشكل أكبر والعمل بدقة لضمان حيوية الاقتصاد وتوفير حماية بيئية أفضل وأكثر نجاعة .
وبالتوازي مع تركيز القيادة الصينية على تجاوز كل التحديات التي تواجهها لتحقيق أهداف الأمة الصينية، فإنها لن تنسى مهمتها ودورها الفعّال على الساحة الدولية، فهي ستفتح بابها على مصراعيه أمام العالم بأسره، وستشارك مع المستثمرين الأجانب ثمار تنميتها الاقتصادية على أساس مبادئ الفوز المشترك، كما ستحرص القيادة الصينية على زيادة شمولية النمو ليكون بمقدر جميع المستثمرين وكيانات السوق الاستفادة من ذلك بطرق عادلة.
لن تتراجع الصين للخلف أبداً في التزاماتها أمام حث المستثمرين الأجانب والعمل على حمايتهم مصالحهم القانونية المشروعة ، إلى جانب تزويدهم بخدمات حكومية أفضل.
مضى "الخروف" وجاء "القرد"... لكن الأسماء تبقى أسماء بالنسبة للصينيين الذين لا يعترفون بغير العمل الصادق والالتزام الجاد لتحقيق حلمهم الصيني الكبير.