مقالة : "الملاك الأبيض" الصيني يعالج مرضى أفريقيا

ويندهوك 19 فبراير 2019 / بعد عودتهم إلى ناميبيا بفترة قصيرة بعد قضاء عطلة عيد الربيع، تلقى الموظفون الطبيون الصينيون على ما يبدو أفضل تهنئة للأطباء في العام الجديد-- رسالة شكر من مريضة شُفيت تدعى ليا تيكوتوكي.

كانت السيدة الناميبية البالغة من العمر 30 عاما عاجزة عن المشي بسبب آلام شديدة في الفخذ والظهر. وفشل الأطباء المحليون في تشخيص إصابتها بعد سلسلة من الاختبارات، بما في ذلك الآشعة السينية في ديسمبر الماضي.

واضطرت تيكوتوكي إلى المشي على عكاز حتى تلقت تدليكا بتقنية الإبر في منطقة الظهر والفخذ من الأطباء الصينيين في مستشفي كاتوتورا في يناير.

قالت تيكوتوكي: "منذ ذلك اليوم، بدأت المشي بدون عصا".

وقال تشو هويلين، وهو طبيب كبير ضمن الفريق الطبي الصيني الذي عمل لفترة ثالثة في ناميبيا، إن الكثير من المرضي عادوا إلى أطبائهم الصينيين ليشكروهم، بل أن البعض غنوا ورقصوا في المستشفى لإظهار فرحتهم وامتنانهم.

-- لآلئ في أفريقيا

على مدار نصف قرن، من الصحراء الكبرى إلى شلالات فيكتوريا، ومن جبل كليمنغارو إلى خليج غينيا، ومن ضفاف نهر النيل إلى وادي الصدع العظيم، ومن نهر الكونغو إلى نهر الزامبيزي، ومن السافانا الأفريقية إلى الغابة الكثيفة، انتشرت الفرق الطبية الصينية مثل اللآلئ في القارة الأفريقية، وفقا لما جاء بتقرير اللجنة الوطنية للصحة في الصين.

وفي عام 1963، وصل أول فريق طبي صيني إلى دولة الجزائر في شمال أفريقيا. ومنذ ذلك الحين، أرسلت الصين حوالي 20 ألف طبيب إلى ما مجموعه 51 بلدا ومنطقة في أفريقيا، تعاون العاملون الطبيون الصينيون مع الأطباء المحليين في إنقاذ أكثر من 200 مليون روح.

وفي دولة غامبيا بغرب أفريقيا، أطلق الفريق الطبي الصيني عمليات علاج إعتام عدسة العين (الساد) مجانا في يناير، مساعدا أكثر من 200 شخص من السكان المحليين علي استعادة حاسة البصر.

وفي السودان، أجرى الأطباء الصينيون بنجاح جراحة كسر الفخذ لشخص يبلغ من العمر 90 عاما لم يتمكن من علاج مشكلته في المستشفيات المحلية.

وفي مالاوي، قام الفريق الطبي الصيني بأول عملية لاستئصال معدة على الإطلاق في البلاد.

وفي غينيا، حيث تنقطع الكهرباء باستمرار، نجح الأطباء الصينيون في إجراء أول عملية بضع أو شق صدر على ضوء الهاتف المحمول.

وعندما اندلع فيروس الإيبولا في غرب أفريقيا في 2014، أرسلت الصين أكثر من 1200 من العاملين في المجال الطبي وخبراء الصحة العامة إلى المنطقة، وفازوا جميعا بإشادة حكومات وشعوب البلدان المستقبلة.

-- شكر وامتنان

وقال وزير الصحة الزامبي تشيتالو تشيلوفيا إن حكومته تقدر الثقافة المهنية والأخلاقية والدؤوبة للفرق الطبية الصينية التي تأتي إلى بلادنا منذ عام 1978.

وأضاف:"نريد أن نسجل امتناننا لشعب وحكومة الصين على هذا التعاون الكبير".

وقال وزير الصحة والرفاه السابق في بوتسوانا دوركاس ماغكاتو إن الشراكة مع الصين سدت فجوة الموارد البشرية في بوتسوانا في القطاع الصحي.

وقالت ساره اوبيندي، وزيرة الدولة للواجبات العامة في أوغندا،"إنهم (الفرق الطبية الصينية) يأتون متخصصين في مجالات مختلفة، والخدمات التي يقدمونها لشعبنا تتسم بنوعية جيدة. ونقدر لهم ذلك حقا".

وأعرب وزير الصحة في جنوب السودان ريك غاي كوك عن تقديره للفرق الطبية الصينية قائلا،" من كرم من جمهورية الصين الشعبية أنها ترسل هذا الفريق المتفاني إلى جنوب السودان لمساعدتنا في مكافحة أسوأ مؤشرات صحية في العالم".

وقال رئيس الوزراء الموريتاني السابق يحيي ولد حدمين إن الفريق الطبي الصيني قدم خلال السنوات الـ50 الماضية مساهمات بارزة في تعزيز التعاون الصحي بين الصين وموريتانيا وضمان صحة السكان المحليين.

وأضاف أن الحكومة والشعب الموريتاني يشعران بالامتنان العميق لهذا الأمر ولن ينسيا ذلك أبدا.

وقال الرئيس المؤسس لناميبيا سام نجوما إن الفريق الطبي الصيني يعمل بشكل جيد جدا في ناميبيا ويمثل الصداقة الصينية-الناميبية.