وارسو 14 فبراير 2019 /اختتم المؤتمر الدولي حول الشرق الأوسط هنا يوم الخميس بعد مناقشات دامت يومين تجلى فيها الانقسام بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشكل واضح إزاء القضية الإيرانية، ولم يتم التوصل إلى أي اتفاقات محددة.
شارك في تنظيم المؤتمر الذي بدأ يوم الأربعاء، بولندا والولايات المتحدة. وتضمنت موضوعاته الرئيسية الوضع في اليمن وسوريا، ودور إيران في المنطقة، والأمن والاستقرار في المنطقة الشرق الأوسط.
وعزا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الوضع غير المستقر في المنطقة إلى "تأثير إيران المزعزع للاستقرار". وقال في وقت سابق من يوم الخميس إن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقهما "دون مواجهة إيران".
وفي تصريحاته الختامية في نهاية المؤتمر، قال بومبيو "يجب فرض المزيد من العقوبات والضغوط علي إيران". كما حث الدول الأخرى علي "رفض تقديم المال إلى (الرئيس الإيراني) حسن روحاني".
لكن موقف الاتحاد الأوروبي بدا مختلفا. وقال وزير الخارجية البولندي جاسيك تشوابوتوفيتش إن "الاتحاد الأوروبي يؤمن بالحفاظ علي الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني ويدعو إلى الإبقاء علي خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)"، الذي تخلت الولايات المتحدة عنه وأعادت العمل بسياسة العقوبات.
وقال تشوابوتوفيتش في ختام المؤتمر "إن الاتفاق النووي مع إيران يلعب دورا إيجابيا علي المدى الطويل".
وفي العام الماضي، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي للعام 2015 مع إيران وأعادت فرض العقوبات. ومنذ ذلك الحين، تحاول الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق، بما فيها القوي الأوروبية الكبرى، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، إبقاء الصفقة على قيد الحياة.
وحضر المؤتمر المعني بالشرق الأوسط ممثلون من أكثر من 60 دولة. ودعت الولايات المتحدة إسرائيل والدول العربية واستثنت إيران.
ولم تحضر الممثلة العليا للشؤون السياسية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني المؤتمر، كما أرسل وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا ممثلين عنهما.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الأربعاء إن إيران ستقف ثابتة في مواجهة ضغوط العقوبات الأمريكية.
ونقلت محطة ((برس تي في)) عن روحاني قوله إن واشنطن تستهدف الأمة الإيرانية "بحرب اقتصادية ودعائية ونفسية".
بيد أن الإيرانيين سيدافعون عن كرامتهم واستقلالهم و"لن يستسلموا للعدو"، وفقا لوصفه.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في نفس اليوم إن الاجتماع المناهض لإيران في العاصمة البولندية وارسو "محكوم عليه بالفشل"، وفقا لما ذكرت وكالة ((إسنا)) شبه الرسمية.
ونقلت عن ظريف قوله "هذه محاولة أخرى من جانب الولايات المتحدة لمواصلة سياساتها تجاه إيران وهي محاولة لم يتم تدبيرها بشكل صحيح".