يتعين على الجانب التركي أن يفهم ويدرك سياسات وجهود الصين ذات الصلة على النحو الصحيح، وأن يتخذ الإجراءات الملموسة لتعزيز الثقة المتبادلة والتعاون بين البلدين.
أدلى بهذا المتحدث باسم وزارة الخارجية في الآونة الأخيرة ردا على الاتهامات والانتقادات التركية التي لا اساس لها من الصحة حول الوضع والسياسات ذات الصلة في منطقة شينجيانغ في الصين. حيث أن التصريحات التركية تتعارض بشكل جدي مع الحقائق على ارض الواقع، ومبنية على افتراءات كاذبة، وسلوك خبيث يلطخ الابيض بالأسود. وتعارض الصين بشدة هذا الخطأ الفادح وغير مسؤول للغاية، وقدمت احتجاجات جادة للجانب التركي.
إن مركز تدريب وتعليم المهارات المهنية (المشار إليه فيما بعد باسم "مركز التعليم والتدريب") في شينجيانغ ، الصين يزيد من خلال أشكال مختلفة من المساعدة والتعليم من وحدة التعليم إلى أقصى حد لإنقاذ الغالبية العظمى من هؤلاء الذين انتهكوا القانون أو ارتكبوا جرائم صغيرة ، وتجنيبهم من أن يتحولوا الى مجرمين محترفين أو ضحايا الارهاب والتطرف . وتشير مختلف الابحاث الصادرة عن الامم المتحدة حول مكافحة الارهاب الى أن التعليم والعمل تدبيرين رئيسيين للوقاية والقضاء على التطرف والارهاب، وأن مركز شينجيانغ للتعليم والتدريب هو مشروع لتنفيذ هذا المفهوم.
يعتبر الارهاب والتطرف العدو المشترك للحضارة الإنسانية وللمجتمع الدولي. ومنذ تسعينيات القرن الماضي، قامت قوى الشر الثلاث )القوى الانفصالية القومية، قوى التطرف الديني، وقوى العنف والإرهاب (في الصين وخارجها بتدبير وتنظيم وتنفيذ آلاف الهجمات الإرهابية العنيفة تسببت في إلحاق أضرار جسيمة بشينجيانغ، و تخريب نظام الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، كما شكّل انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان الأساسية لأبناء جميع القوميات التي تعيش هناك، مثل الحق في الحياة والصحة والملكية والتنمية. لذلك، واستنادا لتجربة المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، نفذت الحكومة الصينية إجراءات حازمة للوقاية من هذه الجرائم ومكافحتها بشكل صارم لتطهير البلاد، وقد حققت نتائج ملحوظة، حيث لم تشهد شينجيانغ منذ إنشاء مركز التعليم والتدريب أعمال عنف لأكثر من 25 شهراً، والوضع الامني في تحسن بشكل كبير.
لم يغلق مركز التعليم والتدريب أمام العالم الخارجي، وقد لقي تقييما موضوعيا وعادلا ممن زاروا المركز، حيث أعرب مستشار السفارة الماليزية في الصين، محمد حسني شاهيلان، عن مشاعره عندما زار شينجيانغ في نهاية العام الماضي، مشيرا الى أن بعض التقارير الإعلامية الغربية حول شينجيانغ خاطئة ، حيث قال:" بعد زيارتي الى شينجيانغ تأكدت أن ما يقال بعيد كل البعد عن الحقيقة".واعترف صحفي تركي زار مركز التعليم والتدريب في يناير من هذا العام قائلا:" زيارتي قضت على تحيزي"، " لقد رأيت مركزا تعليميا، يعالج الطلاب من ناحية، و يرفع من معنوياتهم ونفسياتهم ليتمتعوا بالفضيلة من جهة اخرى".وللأسف، يفضل بعض الناس الانتقائية والتحيز في مواجهة هذه الاصوات الموضوعية التي تعكس الحقائق.
الحقائق تتحدث بصوت أعلى من الكلمات وهي عادلة للآخرين. ويعتبر الاستكشاف النشط والتجارب المفيدة في شينجيانغ الصينية خبرة متراكمة للمجتمع الدولي في مكافحة الارهاب وتطرف. كما ترى سامية فخري منصور محررة مجلة)) اقتصاد الأهرام ((أن التطرف مشكلة عالمية، وإنشاء مركز تدريب وتعليم المهارات المهنية يعد ممارسة ومحاولة جيدة يمكن أن ينقذ المزيد من الاشخاص الذين اصيبوا بأفكار متطرفة حديثا، الامر الذي يستحق التعلم من دول أخرى. ويعتقد مقال نشر على موقع " البرق "ببنغلاديش أن إجراءات الصين لمكافحة الإرهاب في شينجيانغ تستحق الثناء وتستجيب بصوت عال. ومن الواضح أن أي شخص لديه ضمير سيدعم احترام الحقائق وإدانة تلك الاعمال الكاذبة الشريرة.
وفي الوقت الحاضر، الوضع العام لمنطقة شينجيانغ مستقر والاقتصاد يتطور بسرعة، ومستوى معيشة الشعب يتحسن باستمرار، والأمة موحدة ومتناغمة، وهذه حقيقة لا يمكن تغييرها ولا تلطيخها، وهو رد على اقوى الاشاعات الخبيثة. وسياسة المعايير المزدوجة في المكافحة الارهاب التي تنتهجها تركيا بلد متعدد الاعراق تضر بها نفسه والآخرين، ويتعن على الجانب التركي أن يفهم ويدرك سياسات وجهود الصين ذات الصلة على النحو الصحيح، وأن يتخذ الإجراءات الملموسة لتعزيز الثقة المتبادلة والتعاون بين البلدين.