人民网 2019:02:20.11:01:20
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: أسباب وتداعيات توجه المملكة العربية السعودية شرقا

2019:02:19.16:29    حجم الخط    اطبع

روابط ذات العلاقة

ملخص : كانت الجولة الآسيوية التي قام بها ملك المملكة العربية السعودية السابق عبد الله بن عبد العزيز أمرا غير معهودا قبل 10 عاما ، واليوم، أصبحت ممارسة دبلوماسية معتادة.

بدأ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان جولة آسيوية ابتداءا من 17 فبراير الجاري تستغرق ستة ايام تشمل باكستان والهند والصين. وخلال زيارته الى الصين من 21 إلى 22 فبراير، سيجتمع ولي العهد السعودي مع الرئيس الصيني شي جين بينغ ونائب رئيس الوزراء هان تشنغ على التوالي. كما سيشارك الأخير مع ولي العهد رئاسة الجولة الثالثة من اجتماعات اللجنة المشتركة رفيعة المستوى بين البلدين، كما سيتم توقيع سلسلة من اتفاقيات التعاون بين الجانبين.

لقد زار ولي العهد السعودي الصين عدة مرات، بما في ذلك حضور قمة هانغتشو لمجموعة العشرين عام 2016.

ويعتقد تشو وي ليه المدير الفخري لمعهد دراسات الشرق الاوسط بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية، أن تنمية المنطقة الاقتصادية في ساحل البحر الاحمر التي طرحها ولي العهد السعودي، والتعاون في مجال الطاقة قد يكون موضوع المحادثات بين البلدين. كما أن استضافة الصين لولي العهد السعودي بعد زيارة امير قطر التي انتهت لتوه معقول للغاية، ومن المرجح أن تستمر الصين في لعب دورا مهما في تعزيز محادثات السلام بين البلدين ودفع تهدئة عاصفة أزمة قطع العلاقات تدريجيا.

التبعية المتعددة القابلة للسيطرة

وصفت بعض وسائل الإعلام الأجنبية الجولة الآسيوية التي يقوم بها ولي العهد السعودي بـ"تكوين صداقات جديدة في فترة الصعوبات"، ولكن في الواقع أن السعودية بدأت التوجه شرقا في عهد الملك السابق عبد الله بن عبد العزيز (2005-2015). وبعد تولي سلمان بن عبد العزيز العرش في عام 2015، واصلت المملكة سياستها الخارجية التقليدية –التبعية المتعددة القابلة للسيطرة، ومواجهة القوة المهيمنة، والسعي لزيادة الاستقلالية الاستراتيجية واقامة علاقات دبلوماسية مع دول كبرى متنوعة. وبالنظر الى الاتجاه الدبلوماسي في المملكة العربية السعودية في السنوات الاخيرة، نرى أن آسيا وخاصة دول شرق آسيا التي ترأسها الصين أصبحت موضع تركيزها الدبلوماسي وممارستها الدبلوماسية تدريجيا.

ويعتقد لي وي جيان زميل بمعهد شنغهاي للدراسات الدولية، نائب رئيس الجمعية الصينية ـ الشرق الاوسط، أن نظر المملكة شرقا خلال السنوات الاخيرة يعود لعاملين رئيسيين: أولا، تعزيز التنوع الاقتصادي والابتعاد عن الاعتماد على الصادرات النفطية فقط، وتنفيذ النموذج الاقتصادي "الرؤية 2030". ثانيا، شهدت العلاقات الامريكية ـ السعودية اضطرابات متكررة خلال عهد اوباما، وبالرغم من ازدهارها بعد تولي ترامب السلطة، إلا أن حادثة جمال خاشقجي اثارت ضغوطات الراي العام الامريكي المحلي، وارتفع صوت مجلس النواب الامريكي في الآونة الاخيرة تطالب بوقف الدعم الامريكي للمملكة في الحرب اليمنية، ما دفع المملكة التوجه شرقا من أجل التخفيف من عزلة الغرب.

ويرى تشو وي لي أن جولة ولي العهد الآسيوية ستخفف من الضغوطات الدول الغربية على الرياض لحل التناقضات في الدول الشرق الاوسط. مضيفا بقوله:" اختيار باكستان والهند والصين ضمن الجولة الآسيوية لم يأت عبثا." حيث ان باكستان تتمتع بعلاقة ودية تقليدية مع المملكة العربية السعودية، يتبادلان في سلسلة من الشؤون ذات الاهتمام المشترك. ويتعبر الهند بلدا كبيرا في جنوب آسيا، والمملكة العربية السعودية هي رابع أكبر شريك تجاري له، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية ما يقرب من 28 مليار امريكي، وحوالي 20 في المئة من امدادات النفط الخام للهند من المملكة العربية السعودية. ناهيك عن التعاون بين الصين والمملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة ، حيث ان الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والمملكة العربية السعودية حافظت على قوة دفع جيدة للتنمية. وباختصار، يمكن لجميع الدول الثلاث أن تساهم في تخفيف الضغوطات الغربية على المملكة. 

المدى الذي يمكن ان يصل اليه التوجه شرقا؟

أشار تحليل وسائل الإعلام الأجنبية إلى أن تقديم المملكة العربية السعودية الدعم للدول الآسيوية التي تواجه أوقات صعبة له دلالات رمزية، ولكن مدى التحول الاستراتيجي للممكلة شرقا يبقى محدودا. ومن المتوقع أن تبقى الرياض بشكل رئيسي في المسار الغربي، بينما تواصل تطوير علاقات معتدلة نسبيا مع دول مثل الصين والهند وغيرها من الدول النامية الاخرى للحماية من العقوبات الغربية.

ويعتقد لي وي جيان أن المملكة العربية السعودية تعتمد على الاعتقاد بأن الولايات المتحدة موثوقة وأن الدول الاخرى لا تستطيع تحمل الضمانات الامنية التي تحتاجها المملكة. ولكن تغير القوة العالمية اليوم، جعل المملكة السعودية في العديد من الحالات تشعر بأن الولايات المتحدة ليست موثوقة. مضيفا : "أخبرني بعض الباحثين السعوديين بأن الصداقة مع امريكا أكثر فظاعة من عداوتها، كما أن العلاقات الامريكية ـ السعودية انشئت على أساس المصالح المشتركة وليس القيم المشتركة، ما جعل العلاقات الثنائية لا يمكن الاعتماد عليها."

وأضاف لى وى جيان أنه منذ تولى ترامب الرئاسة الامريكية، أعاد صياغة السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، ولا يمكن فصل تنفيذ هذه السياسات عن المشاركة الفعالة والتعاون الوثيق مع المملكة العربية السعودية. ولذلك، فإن الولايات المتحدة سوف تستمر في استخدام سياسة العصى والجزرة لاستفادة من المملكة العربية السعودية، والسعي الى تحقيق أقصى قدر من الفوائد، وفي المقابل ، سوف تصبح الدبلوماسية السعودية أكثر تنوعا، ولكن هذه العملية بحاجة الى وقت طويل، حيث أن التخلي عن الاعتماد الكلي على الولايات المتحدة لن يتحقق بين ليلة وضحاها. 

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×