شهدت صور المدينة المحرّمة تداولا واسع النطاق على مواقع التواصل الإجتماعي مؤخرا في الصين، مع تنظيم المدينة لفعاليتين احتفاليتين بعيد الربيع وعيد الفوانيس. في هذا الصدد، أشار مدير متحف المدينة المحرّمة شان جي شيانغ خلال مشاركته في الإجتماع السنوي التاسع عشر لرجال الأعمال الصينيين بمدينة يابولي الصينية في 17 فبراير الجاري، إلى أن المنتجات الثقافية الإبداعية في المدينة المحرّمة قد حققت مداخيل بـ 1.5 مليار دولار خلال عام 2017. على سبيل المثال، تم بيع أكثر من 900 ألف طقم من "أحمر شفاه المدينة المحرمة"، على الإنترنت خلال العام الماضي.
وأضاف شان بأن المدينة المحرّمة تحصل على تمويل من الدولة بنسبة 54٪ كل عام، وتعتمد على مواردها الذاتية في الـ 46% المتبقية. ويرى شان، بأن زيادة قوة تأثير المدينة المحرّمة سترفع من قيمة أصولها الثقافية.
تظهر البيانات أنه اعتبارًا من نهاية عام 2017 ، تجاوز عدد المنتجات الثقافية في المدينة المحرمة10 آلاف نوع.
في الوقت الحالي، تمتلك المدينة المحرمة أربعة متاجر على الإنترنت. قبل ذلك، وحينما طرحت المدينة المحرّمة سلعها للبيع على الإنترنت في عام 2010، لم تجد السلع اقبالا بسبب غلاء أسعارها وتدني جودتها وتواضع تصاميمها. لكن انطلاقا من عام 2013، بدأت هذه السلع تشهد اقبالا متزايدا من المتسوقين على الإنترنت بسبب تصميمها الإبداعي.
يعود هذا التغيير أولا إلى الإبتكار في المفاهيم، حيث قال شان جي شيانغ: "في الماضي، كنّا نسمي هذه السلع منتجات ثقافية، أما الآن فبتنا أكثر اهتماما بالمحتوى الإبداعي. من خلال إكساب هذه المنتجات عناصر ثقافية تعبر عن حياة الناس وعن التراث الصيني القديم.
فتحت وسائل التواصل الإجتماعي الباب لحياة جديدة بالنسبة للمدينة المحرّمة. حيث أسهمت في تقريب المدينة أكثر إلى الزائرين، من خلال المحتويات التي يتم نشرها على حساباتها في مواقع التواصل الإجتماعي.
غير أن شان جي شياو، يرى بأن رسالة الأعمال الإبداعية في المدينة المحرّمة ليست الربح فحسب. بل كذلك لعب دور اجتماعي، حيث قامت المدينة بتنظيم أكثر من 60 ألف نشاط تعليمي عام بشكل مجاني في العام الماضي، خصصت لها إعتمادات من عائداتها الخاصة. "كل الأنشطة مجانية. وقد استثمرنا الكثير من عائدات التسويق في الأطفال. وبفضل التفاني، يمكن لهذه الأنشطة أن تربي جيلًا من الأطفال يحب الثقافة الصينية عندما يكبر. "
وأضاف شان جي شيانغ بأن عدد زوار المدينة المحرمة وصل إلى مستوى قياسي جديد، حيث بلغ 17 مليون زائر في عام 2018. ووفقًا للبيانات الصادرة عن متحف القصر الوطني، فإن 40٪ من السياح، هم أقل من 30 عامًا ، و 24٪ من السياح الذين تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 40 عامًا ، و 17.5٪ من الذين تتراوح أعمارهم بين 40 إلى 50 عامًا. ويمثل مواليد الثمانينات والتسعينات الفئة الرئيسية من زوار المدينة.
في ظل تغيّر و"تشبيب" المدينة المحرمة، قامت المدينة في أكتوبر من العام الماضي بإفتتاح برنامج تلفزيوني مشهور،حيث يقوم بدعوة الممثلين الذين يحظون بشعبية كبيرة لدى الشباب، للتحاور مع الخبراء ومعرفة القصص الكامنة وراء القطع الأثرية. إلى جانب مشاركة المصممين في تطوير عناصر المدينة المحرّمة، ماأسس منصّة للحوار بين المدينة المحرّمة والشباب.
قبل ذلك، في عام 2016 ، وجد الفيلم الوثائقي "أعمل في اصلاح الآثار بالمدينة المحرّمة"، رواجا واسعا على الإنترنت. حيث تجاوز عدد مرات المشاهدة 1 مليون مرة.
في ديسمبر عام 2018، افتتحت المدينة المحرمة مقهى تحت اسم "ركن المدينة المحرّمة"، ويعرض المقهى أعمال الرسم لمناظر الجبال والأنهار التي تعود لعصر أسرة سونغ، والمجوهرات والحلويات ذات طابع المدينة المحرّمة.