شرم الشيخ، مصر 9 ديسمبر 2018 /أكد عدد من القادة والمسئولين الأفارقة اليوم (الأحد) أهمية العمل جديا على تحقيق التكامل الإقليمي وتيسير حركة التجارة البينية، وزيادة الاستثمارات بين دول القارة.
وشددوا خلال فعاليات منتدى "أفريقيا 2018" المنعقد بمنتجع شرم الشيخ المصري، على ضرورة تفعيل اتفاقية التجارة الحرة بين دول القارة، وتسهيل عملية التجارة البينية بين الدول الأفريقية.
وأقرت قمة الإتحاد الإفريقي بموريتانيا اتفاقية التجارة الحرة بين الدول الأفريقية في مارس الماضي، ويتوقع أن تدخل حيز التنفيذ العام المقبل.
وتواجه التجارة البينية في القارة الإفريقية صعوبات بالغة، ومازلت تتعثر وتواجه مشاكل مختلفة تعوق حركتها، نظرا لضعف البنية الأساسية، خاصة فيما يتعلق بوسائل الربط بين دول القارة.
ويشارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونحو 10 من رؤساء الدول والحكومات وعدد من الوزراء في بعض فعاليات المنتدى الذي يستمر يومين حتى عنوان "الاستثمار في إفريقيا والعالم".
وأعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمة له، عن التطلع إلى تنفيذ مشروعات مشتركة وعابرة للحدود، خاصة في مجالات البنية الأساسية، والطاقة الجديدة والمتجددة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ونوه السيسي إلى أهمية ما تنفذه العديد من الدول الأفريقية من برامج إصلاحية لتحسين أداء اقتصاداتها، وضرورة ذلك لزيادة جذب الاستثمارات، وتعزيز حركة التجارة، ورفع معدلات النمو فيها.
وشدد على ضرورة أن تتناسب تلك الإصلاحات، مع متطلبات العصر واحتياجات المواطنين ودفع عملية التنمية، لتشمل تطوير الطرق والمطارات والموانئ والمدن، وشبكات الكهرباء والطاقة والمياه والصرف الصحي.
وأكد أهمية أن تواكب عملية الإصلاح متطلبات ثورة المعلومات والتكنولوجيا المتطورة، والصناعات والخدمات الجديدة المرتبطة بالاقتصاد الرقمي، وأن تتوافق أيضا مع الجهود المبذولة على الصعيد الدولي، للتصدي لتغيرات المناخ وخفض الانبعاثات الضارة بالبيئة.
واستطرد السيسي قائلا "ولا شك أن مختلف تلك المجالات بحاجة لتوفير استثمارات ضخمة، تسمح بتنفيذ عملية الإصلاح بشكل فعال، وهو ما يدفعنا إلى دعوة المستثمرين من داخل القارة وخارجها، لاستغلال الفرص الواعدة في أفريقيا، بما يسهم في دفع التنمية وترسيخ الاستقرار، لتصبح أفريقيا شريكا فاعلا ومؤثرا على المستوى العالمي".
وشدد على أن دول القارة في أمس الحاجة لمضاعفة الجهود لتعميق التعاون والتكامل الاقتصادي، وتحقيق التنمية والتقدم، مشيرا إلى حرص مصر في هذا الصدد على زيادة استثماراتها في أفريقيا، حيث ارتفعت تلك الاستثمارات خلال العام 2018 بمقدار 1.2 مليار دولار ليصل إجماليها إلى 10.2 مليار دولار.
وأوضح أن هذا التوجه يهدف إلى تحقيق المصالح المشتركة لمصر وللدول الأفريقية، إلى جانب زيادة التعاون ونقل الخبرات المصرية إلى دول القارة، في المجالات وثيقة الِصلة بالتنمية، داعيا المستثمرين من كل دول القارة، لبحث الفرص المتاحة على خريطة مصر الاستثمارية.
من جانبه، أكد مامادو إيسوفو رئيس النيجر، أن منتدى إفريقيا 2018 يمثل فرصة لتحقيق التكامل بين دول القارة.
وقال إيسوفو، خلال كلمته، إن منطقة التجارة الحرة بإفريقيا ستكون أكبر منطقة للتجارة البينية، لافتا إلى أن القارة الإفريقية، تمتلك الكثير من المعادن كالنحاس والنيكل، مما يمكنها من تصنيع القطارات والشاحنات.
وشدد على ضرورة الاهتمام بالبنية الأساسية لدول القارة والربط بين جميع دول القارة، وتحديث الطرق والموانئ والمطارات في إفريقيا لتسهيل عملية التجارة البينية.
بدوره، أكد رئيس دولة سيراليون جوليوس مادا بيو، على أهمية العمل على دعم الاستثمارات بالدول الإفريقية من خلال القرارات الحكومية بدول القارة السمراء.
وقال بيو "إفريقيا لديها مصير واحد وهدف واحد"، مؤكدا أن دول القارة تواجه تحديات وصعوبات متشابهة بدرجة كبيرة، ما يشجع على العمل سويا لمواجهة هذه التحديات والصعوبات.
وأضاف إن اتفاقية التجارة الحرة بين دول القارة تتطلب الكثير من الجهود لتفعيلها وتذليل الصعوبات التي تواجهها، خاصة في ظل ما تعانيه القارة من مشاكل في البنى التحتية، وما يمثله ذلك الأمر من أولوية كبيرة.
وتطرق إلى وضع المرأة في إفريقيا، والذي أكد أنه "كان ملهما"، وتابع "لابد من دعم المرأة لتوليها المناصب القيادية في بلداننا، كما يجب إزالة جميع العقبات التي تواجهها بالقارة الإفريقية، لتكون شريكا أساسيا في عملية التطوير والتنمية".
في السياق ذاته، أكدت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي بمصر الدكتورة سحر نصر، اليوم (الأحد) أن القارة الإفريقية تحتاج استثمارات سنويا 150 مليار دولار لتحقيق معدلات نمو جيدة، مؤكدة أن استغلال القوة البشرية أصبحت ضرورة ملحة حيث إن نحو 60 بالمائة من سكان القارة تحت سن الـ 25 سنة.
وأضافت نصر أن عددا من الدول الإفريقية تبنى في الآونة الأخيرة برامج إصلاحية اقتصادية ساهمت في تحقيق معدلات نمو متزايدة، مشيرة إلى أنه بالرغم من تحديات الاقتصاد العالمي، وصل معدل النمو بالقارة السمراء إلى 3.5 بالمائة في العام 2018.
وتوقعت أن يرتفع معدل النمو بالقارة لأكثر من 4 بالمائة في السنوات القادمة، لافتة إلى احتلال ست دول إفريقية قائمة العشر اقتصاديات الأسرع نموا هذا العام.
وأشارت إلى أن إفريقيا تمتلك المقومات الأساسية لتحقيق مستقبل أفضل بما لديها من إمكانيات اقتصادية وإنتاجية واستهلاكية ضخمة.
ونوهت بأن عائد الاستثمار في القارة يعد من المعدلات الأعلى عالميا، موضحة أن ذلك انعكس على زيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بأكثر من أربعة أمثال في آخر خمس سنوات.
وتستضيف مصر منتدى إفريقيا للعام الثالث على التوالي، والذي تنظمه منظمة السوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا (كوميسا) ووزارة الاستثمار المصرية.
وتأسس تجمع السوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا العام 1993 ويقع مقره بمدينة لوساكا الزامبية، ويضم 21 دولة.