هيوستن 6 ديسمبر 2018 /تحت أمطار خفيفة، دفن الرئيس لأمريكي الأسبق جورج بوش الأب يوم الخميس في مقبرة العائلة بحديقة مكتبة ومتحف جورج بوش الرئاسي في جامعة تكساس.
وفي مراسم مغلقة عن العموم والإعلام، وضعت أسرة بوش فقيدها إلى جانب زوجته التي توفيت عن عمر 73 عاما وابنته روبين التي توفيت بسرطان الدم في الثالثة من عمرها.
وقطع جثمان الرئيس الـ41 للولايات المتحدة رحلته الأخيرة من هيوستن إلى المدفن عبر قطار تاريخي4141 تابع لشركة "يونيون باسيفيك".
مع شعار الرئاسة وعبارة " مكتبة ومتحف الرئيس الـ41 جورج بوش"، زين القطار المكون من قاطرتين و11 عربة بخطوط أنيقة باللون الأزرق والرمادي والأبيض، مستحضرا صورة الطائرة الرئاسية أير فورث وان.
وصمم القطار تكريما لبوش من قبل يونيون باسيفيك وأزيح عنه الستار بالقرب من مكتبته كجزء من معرض عام 2005. ويجوب أنحاء البلاد منذ ذلك الوقت.
وخلال الرحلة التي استغرقت نحو ساعتين ونصف، اصطف الآلاف لوداع بوش على طول مسار القطار، احتراما للرئيس الراحل وتاريخه. كانوا يلوحون الأعلام ويلتقطون الصور والدموع تذرف من عيونهم بينما يصفر القطار ويتقدم ببطء.
وكان الرئيس بوش نفسه هو الذي أوصى بتشييعه إلى مثواه الأخير في هذا القطار. ويتفق الموكب مع تاريخ طويل من القطارات الجنائزية الرئاسية التي نقلت جثامين العديد من الرؤوساء إلى مثواهم الأخير، وفقا ليونيون باسيفيك، مثل أبراهام لينكولن وأوليسيس غرانت وفرانكلين روزفلت ودوايت إيزنهاور.
وتقول تقارير إعلامية أن بوش الأب اهتم بشكل كبير بالسكك الحديدية واعتاد أن يتحدث عن ذكريات جميلة قضاها مع عائلته على متن القطارات.
--عائلته وأصدقائه يحيون ذكراه
وفي وقت سابق من يوم الخميس، أقيمت جنازة استغرقت 80 دقيقة للرئيس الراحل في كنيسة سانت مارتن الأسقفية في هيوستن، بمشاركة أفراد أسرته وأصدقائه ونجوم الرياضة والموسيقي المفضلين له.
وأحيى عدد من الأصوات ذكرى بوش بينهم صديق عمره ووزير خارجيته الأسبق جيمس بيكر، الذي وصفه بأنه "عضو مؤسس الجيل الأعظم". وقال في مراسم تأبينه:" إنه يمتلك الفضائل الكلاسيكية لحضارتنا وعقيدته، نفس الفضائل التي تعبر عن أفضل ما في دولتنا".
واستدعى حفيده الأكبر جورج بي بوش، مفوض تكساس لاند، إخلاصه لإسرته. وقال" في أوقاتنا معا، رأت أسرتنا الكبيرة والرائعة والتنافسية الطيبة التي أدت إلى عظمته".
وانضم بوش، الذي ولد عام 1942، لسلاح البحرية بعد إكمال تعليمه الثانوي عام 1942. وبعد الحرب العالمية الثانية، سجل في جامعة ييل وحصل على درجة في الاقتصاد. وانتخب رئيسا للولايات المتحدة عام 1988 خلفا لرونالد ريغان.
وتوفي بوش يوم الجمعة في منزله في هيوستن بولاية تكساس. وأقيمت له جنازة رسمية في كاتدرائية واشنطن الوطنية يوم الأربعاء، حضرها الرئيس دونالد ترامب وقرينته السيدة الأولى ميلانيا ترامب و4 رؤوساء سابقين أحياء فضلا عن كبار الشخصيات من جميع أنحاء البلاد وقادة أجانب.
وعقب الجنازة الرسمية، طار جثمان بوش الأب الى هيوستن في وقت لاحق من يوم الأربعاء ليستقر في كنيسية سانت مارتن الأسقفية.
ومن مساء الأربعاء حتى صباح الخميس، اصطف الآلاف من سكان هيوستن خارج الكنيسة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على الرئيس الراحل الذي وصف هيوستن بـ"وطنه" على مدار العقود الخمسة الماضية. وشارك 11 ألف شخص للتعبير عن احترامهم.
وانتظرت جولي ميركادو وابنها لأكثر من ساعة لاستقلال حافلة إلى الكنيسة، قائلة" أريد أن أعبر عن احترامي له، رجل عطوف وكريم، نموذج يحتذى به في المجتمع. من دواعي سرورنا أنه كان بيننا هنا في هيوستن".
--بصمة في العلاقات الصينية-الأمريكية
وشغل الرئيس الأسبق رئيسا لمكتب الاتصال الأمريكي في الصين في عامي 1974 و1975 وشهد على التطور التاريخي للعلاقات الصينية-الأمريكية وعمل على تعزيزها أيضا في العقود الماضية.
وقال فريد تنغ، رئيس معهد أمريكا الصين للشؤون العامة، لوكالة ((شينخوا))، في اتصال هاتفي يوم الأربعاء، "إنه رجل دولة يتمتع برؤية، سيتم تذكر دوره في تحسين العلاقات الصينية-الأمريكية".
وقال تنغ إنه كان محظوطا بتفاعله الشخصي مع بوش الأب منذ أن تطوع للعمل بحملته الرئاسية عام 1988، مضيفا " سأذهب الى هيوستن نهاية هذا الشهر لأعبر عن احترامي للرئيس".
وقال روغر لوه (70 عاما)، وهو متقاعد يقيم في ضاحية فلاشينغ في كوينز بنيويورك، إن بوش يعد واحدا من بين الرؤساء الأمريكيين المعروفين جيدا في الصين.
وأضاف لوه أن بوش عرف جيدا بركوب الدراجات مع قرينته باربارا بوش في منتصف السبعينيات في بكين.
وتابع:" حزنت جدا لسماء نبأ وفاته. لقد قدم الكثير من الاسهامات لتحسين العلاقات الصينية-الأمريكية، المهمة للبلدين والعالم أجمع".
وقال ديفيد فيرشتاين، المدير التنفيذي المؤسس لمركز الساسات العامة للصين في جامعة تكساس في أوستن، في بيان أرسله إلى ((شينخوا))، إن الوقت الذي قضاه بوش في الصين وتفاعله الكثيف مع القيادة والشعب في الصين " كان له تأثير عميق على مشاعره وآرائه حول الصين بقية حياته".
وأثنى على التزامه الثابت بتنمية العلاقات الصينية-الأمريكية على المدى الطويل بأنه " شجاع وحكيم"، عازيا "جذور العديد من النجاحات في العلاقة بين البلدين في السنوات الـ25 الماضية الى طريقة تعامل بوش مع العلاقة والتي كانت تتسم بالمهارة وبعد النظر في وقت صعب"، بحسب قوله.
كما أصدرت منظمة "يو أس-تشاينا بارتنرشيبس"، التي تتخذ من هيوستن مقرا لها وتعني بتعزيز العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، أصدرت بيانا بعد رحيله.
وقال رئيسها تشارلز فوستر في البيان إن المنظمة" ستتذكر دائما مساهماته الاستثنائية في العلاقات الصينية-الأمريكية".