人民网 2018:12:04.16:36:04
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: بعد انسحاب قطر .. هل باتت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" مجرد اسم فقط؟

2018:12:04.16:24    حجم الخط    اطبع

أعلن سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة القطري لشؤون الطاقة يوم 3 ديسمبر الجاري عشية انعقاد اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" المقرر يوم 6 ديسمبر، أن قطر ستنسحب من " أوبك" في يناير 2019، ورغبة قطر بتركيز جهودها على تنمية وتطوير صناعة الغاز الطبيعي. وبعد زمن قصير من اعلان الخبر، شهدت اسعار النفط انخفاضا بشكل طفيف، وأثار اهتماما دوليا واسع النطاق.

أحد القوى المصدرة للغاز الطبيعي بالعالم تنسحب من " الدائرة النفطية"

انضمت دولة قطر إلى أوبك عام 1961، وتعتبر الدولة ال11 المنتجة للنفط في المنظمة، حيث تمثل 1.83٪ من إنتاج نفط أوبك، بإنتاج يبلغ حوالي 610 ألف برميل يومياً، ويعتبر هذا الرقم غير ذي اهمية بالمقارنة مع 11.2 مليون برميل انتاج المملكة العربية السعودية يومياً، ما يعني تأثير قطر على تخفيض إنتاج أوبك "صغير جدا".

وبالرغم من أن سعد بن شريده الكعبي ذكر في كلمته أن قرار قطر "ليس لأسباب سياسية"، إلا أنه من الصعب ان نبعد المملكة العربية السعودية الرئيس الفعلي لمنظمة أوبك عن هذا الامر. حيث لا تزال العواصف القوية تعيق ذوبان الجليد بين المملكة العربية السعودية وقطر.

تصاعد الاقتتال الداخلي والتحديات الخارجية للأوبك

القدرة على زيادة الانتاج في ظل استخدام الطاقة البديلة باتت محدودة عند بعض اعضاء اوبك، ما ادى الى انخفاض تأثير الأوبك على اسعار النفط تدريجيا مع دخول القرن الواحد والعشرين.

منذ اندلاع الثورة الصخرية في الولايات المتحدة، ارتفع إنتاج النفط في أمريكا الشمالية بشكل حاد، مما أثر بشكل خطير على مكانة أوبك في سوق النفط الدولية. وفي عام 2014، ادى انخفاض سعر النفط العالمي إلى انتشار شائعات بأن المملكة العربية السعودية تزيد من إنتاج وإغراق أسواق النفط بسعر منخفض عمدا بهدف تعويق قطاع النفط الصخري الأمريكي.

لكن صناعة النفط والغاز الصخري في الولايات المتحدة أظهرت مرونة مذهلة. ولم يدمر سعر برميل النفط البالغ 35 دولارًا صناعة النفط الصخري الأمريكي، وإنما أضر بمنظمة الأوبك داخليا، وتعرضت اقتصاديات فنزويلا ونيجيريا لضربات شديدة، ما أثر على العلاقات بين دول اعضاء المنظمة.

بالإضافة إلى ذلك، تشهد منظمة الأوبك "منافسة مميتة" بين المملكة العربية السعودية أكبر منتج للنفط في الأوبك، وإيران ثالث أكبر منتج للنفط. وقد توحدت المملكة العربية السعودية والعراق ثاني أكبر بلد منتج للنفط في الأوبك لتقاسم حصة إيران في السوق النفطية خلال العقوبات المفروضة على إيران. وقد أثر هذا الاقتتال المباشر على الاستراتيجية الداخلية للأوبك. 

بالإضافة إلى التحديات الداخلية، هناك تحديات خارجية ايضا. حيث اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأوبك بالتلاعب بأسعار النفط العالمية، ويفكر في فرض عقوبات على الأوبك. ويعتقد بعض أعضاء أوبك أن المملكة العربية السعودية قريبة جداً من الولايات المتحدة، كما أن العلاقات بين إيران وروسيا في تحسن مستمر، وهذا ما لا تريد بعض دول أوبك الأخرى رؤيته.

المملكة العربية السعودية كان لديها حدس بقرب "وفاة " الأوبك. ومع ذلك، نفى خالد بن عبد العزيز الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي في وقت لاحق نية المملكة العربية السعودية في الانسحاب من الأوبك، واعتقد أن منظمة الاوبك يمكن لعب دور " البنك المركزي " في الحقل النفطي، وقد تستمر لفترة طويلة.

ويعتقد لين بو تشيانغ، عميد معهد بحوث سياسات الطاقة في جامعة شيامن الصينية أن الأوبك لن تتفكك في هذه الفترة، وبإمكانها تقييد النفط الخام الأمريكي الى حد ما، فالسوق الدولية تحتاج إلى مثل هذه المنظمة للحفاظ على أسعار النفط.

الولايات المتحدة وانسحاب قطر من الأوبك

أولاً، انسحاب قطر من الاوبك سيعرض اسعار النفط الخام الدولية لضغوطات هائلة على المدى القصير 

أعرب ترامب في العديد من المناسبات في الآونة الاخيرة عن أمله في أن تنخفض اسعار النفط الخام الدولية أكثر. وأن قرار قطر بالانسحاب من الاوبك سيؤدي حتما الى تراجع آمال السوق الدولية في انتاج النفط الخام الذي تحدده المملكة العربية السعودية ودول أخرى، مما سيؤدي الى انخفاض سعر النفط الدولي. ويمكن القول، أن انسحاب قطر يلبي دعوة ترامب الى حد ما أيضا.

ثانيا، انسحاب قطر سيساعد الولايات المتحدة على تفكيك منظمة الأوبك وتقوية قدرتها التسعيرية

كانت الفكرة الاولية عندما تضافرت جهود البلدان الأربعة في الشرق الأوسط وفنزويلا لتشكيل "الأوبك" هي استخدام النفط كسلاح لمحاربة إسرائيل. لكن الدور السياسي الحالي للأوبك في تضاعف مستمر، ولا تزال قيود الإنتاج المشتركة لها تأثير كبير على أسعار النفط العالمية. لذلك، تأمل الولايات المتحدة في تفكيك منظمة الأوبك، وتعزيز قدرتها التسعيرية، والتلاعب بأسعار النفط العالمية حسب الإدارة الامريكية.

ثالثا، انسحاب قطر سيزيد من احتمالات تقسيم الولايات المتحدة لدول الخليج والتحكم فيها

تتطلع الولايات المتحدة الى انشاء معسكر يضم المملكة العربية السعودية ودول أخرى للتعامل مع إيران عدوها الأول في منطقة الشرق الأوسط في هذه المرحلة، ولكنها لا تريد أن تقود المملكة العربية السعودية المعسكر حتى لا تتحدى الاخيرة هيمنتها في المنطقة. وكانت المملكة العربية السعودية قد اعربت سابقا عن أملها في أن تمارس الولايات المتحدة الضغط على الحكومة القطرية لإجبارها على قبول الشروط السعودية بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. لكن الأمريكيين لم يفعلوا ذلك، ولم تلعب دورا في حل الازمة وانما فضلوا دور المشاهد في معركة النمر. كما يخشى أن يتلقى انسحاب قطر من الأوبك اشادة كافية من الامريكيين.

انسحاب قطر من أوبك بعد 57 عاما من تواجدها ليس قرارا سهلا. والآن، يبقى كيف والى أين يتطور الأمر محط اهتمام الكثيرين.  

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×