التكنولوجيا الحديثة تفتح آفاق استغلال "الكنز الأزرق"

5 سبتمبر 2018/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن وزارة الموارد الطبيعية، للنصف الأول من عام 2018، بلوغ إجمالي الإنتاج البحري في الصين ما يقرب من 3.8 تريليون يوان. بزيادة تقدر بـ 6.9٪ على أساس سنوي، من بينها قطاع الطاقة البحرية المتجددة، والطب البحري والمنتجات البيولوجية، وتحلية المياه، وغيرها من القطاعات البحرية الناشئة، التي تشهد نموا مستمرّا. مايعكس بأن التكنولوجيا الزرقاء، قد أصبحت محرّكا جديدا، لتحفيز نمو الإقتصاد البحري.

نمو سريع للأدوية البرحية والمنتجات الحيوية

أطلق المختبر البحري الوطني بتشينغداو للعلوم والتكنولوجيا (المختبر الوطني البحري التجريبي) في 3 يوليو الماضي، قاعدة بيانات هيكلية ثلاثية الأبعاد لـ 31 ألف كائن بحري، وأتاح مشاركة مختلف البيانات المتعلقة مع كافة دول العالم. حيث يمكن استخدامها مباشرة للفحص الظاهري وتصميم الأدوية الذكية، ما سيزيد من سرعة وكفاءة تطوير الأدوية البحرية.

تظهر نشرة إحصاءات الاقتصاد البحري الصيني لعام 2017، نمو الصناعة الحيوية الطبية البحرية في الصين بنسبة 11.1 ٪ ، حيث بدأت كتلة صناعية للإقتصاد البحري في الظهور. كما تظهر آخر الإحصاءات نمو إيرادات صناعة المنتجات الصيدلانية والبيولوجية البحرية في الصين بشكل سريع. وسجلت إيرادات شركات الأدوية والمنتجات الحيوية خلال النصف الأول من عام 2018، إرتفاعا ملحوظا. ونمت ايرادات المنتجات الرئيسية في الشركات الخاضعة للمراقبة بنسبة 13.2٪ على أساس سنوي.

زيادة استغلال الطاقة البحرية المتجددة

تشير الإحصاءات إلى ارتفاع دخل الأعمال الرئيسية لمؤسسات المراقبة الرئيسية لصناعة الطاقة البحرية المتجددة في الصين بنسبة 13.1٪ على أساس سنوي، خلال النصف الأول من هذا العام. وفي ظل الطفرة العلمية الحالية، تحولت طاقة الرياح البحرية، وطاقة المد والجزر، وطاقة الأمواج إلى "كنز أزرق"، كان يركن لقرون تحت النسيان.

تنتج مجموعة لين دونغ للعلوم والتكنولوجيا بهانغ تشو، مولّدات الطاقة البحرية "آل أش دي" الكبيرة من التيارات البحرية بسعة 3.4 ميغاواط. وتصل قدرتها المركبة إلى 1 ميغاواط، ما يجعل قدرة توليدها السنوية واسقرارها تصل إلى مستوى المؤشرات العالمية المتقدمة. حيث أصبحت الصين أول بلد في آسيا والثالث في العالم، ينجح في توليد الطاقة من التيارات البحرية على مستوى الميغاواط والشبكة المندمجة. "منذ بدء توليد الطاقة من الشبكة المندمجة في مايو 2017، عملنا بشكل مستقر لمدّة عام كامل، حيث تجاوز حجم الطاقة الموصولة بالشبكة 800 ألف درجة". يقول لين دونغ، كبير المهندسين ورئيس مجلس إدارة شركة لين دونغ للطاقة المتجددة. في مايو من العام الحالي، قامت فرق من كندا ونيوزيلندا بإجراء زيارات إستطلاعية إلى الشركة، حيث أعربوا عن اعجابهم بالتقدم الذي أحرزته الصين في هذا المجال.

من جهة أخرى، تحقق طاقة الرياح البحرية في الصين اختراقات كبيرة. ووفقا للإحصاءات الوطنية، بلغ عدد منشآت طاقة الرياح الإضافية في عام 2017، 319 منشأة، يمكنها أن تولّد 1.16 مليون كيلووات إضافية سنويا. بزيادة بـ 96.61 % على أساس سنوي، وبلغت السعة التراكمية المركبة 2.79 مليون كيلوواط.

وخلال النصف الأول من عام 2018، زاد معدل توليد طاقة الرياح البحرية في الصين بنسبة 71٪ على أساس سنوي. ويمكن لمتوسط ساعد توليد الطاقة في حدود 2000 ساعة سنويا، أن يوفر كهرباء نظيفة بحجم 5.1 مليار كيلووات سنويا، والحد من استخدام حوالي 1.65 مليون طن من الفحم الخام، والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 4.28 ملايين طن، والحد من ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين بما يقرب من 5000 طن.

تحلية مياه البحر تعود بالفائدة على سكان الجزر

"بعد عدة سنوات من التطور، تمكنت تكنولوجيا تحلية مياه البحر في الصين، من امتلاك منظومة متكاملة. حيث بنت الصين مشروعا نموذجيا بقدرة إنتاجية تزيد عن 10000 طن، أعتمد التكنولوجيا الصينية بالكامل، ويستجيب لأعلى المعايير الدولية." يقول لي لينمي، مدير أبحاث تحلية مياه البحر والإستخدام الشامل بتيانجين.

تظهر أحدث البيانات بأن صناعة استغلال مياه البحر في الصين، تشهد تطورا مطردا. حيث تم بناء أكثر من 140 مشروع لتحلية مياه البحر في كامل البلاد، بمقياس 1.2 مليون طن\اليوم، مايكفي حاجة 8 ملايين شخص من الماء.

في ديسمبر 2017، أصدرت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح وأقسام أخرى، بشكل مشترك "خطة تنفيذ مشروع تحلية مياه البحر". حيث اقترحت إنجاز وتحسين قرابة مشاريع تحلية مياه البحر في قرابة 100 جزيرة، بمقاطعات لياونينغ وشاندونغ وتشينغداو وتشجيانغ وفوجيان وهاينان وغيرها من المقاطعات والمدن الساحلية، خلال 3 إلى 5 سنوات قادمة. وبلوغ رقم أولي في حدود 600 ألف طن يوميا. ومعالجة مشاكل مياه الشرب لسكان الجزر بحلول عام 2020.