لندن 4 سبتمبر 2018 / ذكر مجلس العموم البريطاني يوم الثلاثاء أن بريطانيا تلقت مجموعة واسعة من ردود الفعل الإيجابية والبناءة بشأن مقترحاتها الخاصة بالتوصل إلى اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست) وذلك من جانب عدد من بلدان الاتحاد الأوروبي.
وقام دومينيك راب وزير شؤون بريكست بعرض آخر التطورات حول مفاوضات بريكست التي تجريها الحكومة أمام نواب البرلمان في أول يوم لهم في ويستمينستر بعد العطلة الصيفية.
وقال راب إنه قام إلى جانب رئيسة الوزراء تيريزا ماي ووزراء كبار آخرين بزيارات في أنحاء أوروبا، لتوضيح مقترحات بريطانيا بشأن بريكست وإثبات جدوى ما طرحته الحكومة لعلاقات مستقبلية مع الاتحاد الأوروبي بعد مارس القادم.
وذكر راب أنه منذ نشر الوثيقة الحكومية التي تفصل مقترحات الحكومة، أي ما يسمى بخطة تشيكرز والتي أعلنت في مايو الماضي، كشف الوزراء البريطانيون عن أكثر من 60 انخراطا لهم مع نظرائهم في أنحاء أوروبا.
وأشار راب إلى أنه قام هو وميشيل بارنييه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بضخ مزيد من الخطى السريعة والمكثفة في المفاوضات، مع بلوغ المراحل النهائية.
وقال راب لنواب البرلمان إنه "تم الاتفاق على الغالبية العظمي من اتفاق الانسحاب"، مضيفا أنه عندما يتم التوقيع عليه، فإن ذلك سيحمي حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي في بريطانيا والرعايا البريطانيين في الاتحاد الأوروبي حتى يتمكنوا من مواصلة حياتهم بشكل واسع كما يفعلون الآن.
وذكر راب إن "ذلك سيسمح للمملكة المتحدة بإجراء انتقال منظم وسلس ونحن نتجه نحو شراكة مستقبلية عميقة وخاصة مع الاتحاد الأوروبي".
وقال راب إن الحكومة ملتزمة بتقديم علاقات مستقبلية تشهد خروج بريطانيا من السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركي.
وفيما يتعلق بقضية الحدود بين أيرلندا الشمالية وجمهورية أيرلندا المجاورة والتي لم يتم البت فيها بعد، لفت راب إلى أن الحكومة البريطانية أوضحت أن مقترحات الاتحاد الأوروبي غير مقبولة لأنها ستخلق حدودا جمركية في البحر الأيرلندي.
وأضاف "إننا عاقدون العزم على التوصل إلى حل يحمي اتفاق بلفاست ويتجنب وجود حدود صارمة في جزيرة أيرلندا".
جدير بالذكر أن اتفاقية بلفاست أعادت السلام إلى أيرلندا الشمالية بعد عدة عقود من الاضطرابات، وينظر إلى حدود خالية من الاحتكاكات في جزيرة أيرلندا باعتبارها عنصرا حاسما في اتفاق السلام.
وذكر راب أن بريطانيا قدمت مقترحاتها بروح من التنازل، مضيفا بقوله "وأصدقائنا في أنحاء أوروبا يتعاملون بجدية مع مقترحاتنا من حيث الجوهر".
كما قام راب بإطلاع النواب على الخطوات التي اتخذتها الحكومة خلال أشهر الصيف للتحضير للحدث غير المحتمل وهو عدم التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي.
وقال راب إنه "في الوقت الذي نتوقع فيه التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، وفي الوقت الذي تظل فيه هذه هي النتيجة المرجحة، وفي الوقت الذي تظل فيه هذه أولويتنا القصوى والعليا كحكومة مسؤولة، علينا أيضا واجب الاستعداد لأى احتمال".
وأضاف "نهجنا يعترف بأن هناك بعض المخاطر إزاء سيناريو (عدم التوصل إلى اتفاق)، ويبرهن على أننا نتخذ إجراءات لتجنب هذه المخاطر المحتملة والوصول بها إلى الحد الأدني والتخفيف منها حتى نتمكن من إدارة أي اضطراب على المدى القصير".
وأضاف راب أن سيناريو عدم التوصل إلى اتفاق سيجلب بعض الفرص التعويضية، مثل قدرة بريطانيا على خفض الرسوم الجمركية وتفعيل اتفاقيات التجارة الحرة الجديدة على الفور. وسيضع أيضا نهاية سريعة للمدفوعات، التي تصل إلى مليارات الدولارات سنويا وتساهم بها بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
واختتم حديثه قائلا "يمكن للبريطانيين أن يطمئنوا إلى أن بريطانيا ستكون جاهزة لبريكست -- باتفاق أو بدون اتفاق -- ومستعدة مهما كانت النتيجة حتى ينتقل هذا البلد من قوة إلى قوة".
ومن جانبه هاجم كير ستارمر، المتحدث باسم حزب العمال بشأن بريكست، بيان راب.
وقال إن البيان لن يطمئن أحدا، معتبرا خطة تشيكرز بشأن بريكست والتي أعلنت في مايو بأنها هراء. وذكر ستارمر أيضا أن هناك فجوات كبيرة في خطط الحكومة تجعلها تصل إلى نتيجة عدم إبرام اتفاق، ولا سيما بشأن مصير الحدود الأيرلندية.
وأعلنت نقابة (جي إم بي)، وهي إحدى أكبر النقابات العمالية في بريطانيا وتضم 620 ألف عضو، يوم الثلاثاء أنها دعت إلى إجراء تصويت عام على اتفاق نهائي بشأن بريكست. ويقول معلقون سياسيون إن خطوة النقابة هذه ستزيد من الضغط على حزب العمال لكي يدعم أيضا إجراء تصويت عام.