انعقدت قمة بكين 2018 لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي يومي 3 و4 سبتمبر الجاري، حيث إلتقى الرئيس الصيني شي جين بينغ بالقادة الأفارقة لبحث الفرص الجديدة في التعاون والتنمية.
أجرى الرئيس النيجيري محمد بخاري زيارة دولة ناجحة إلى الصين في إبريل عام 2016، ويعد أول رئيس أفريقي يلتقي به الرئيس شي جين بينغ ببكين بعد انعقاد قمة جوهانسبرج لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي. وتحت قيادة قادة البلدين دخلت العلاقات الصينية النيجيرية مرحلة جديدة من التطور السريع، حيث إزدادت الثقة السياسية المتبادلة بشكل ملحوظ وازدهر التعاون الثنائي في مجال التجارة والاستثمار. ووقع الجانبان اتفاقية تبادل العملات، ما جعل "صنع في نيجيريا" بالتعاون مع الصين يشهد زخما جيدا، وتشهد منطقة التجارة الحرة أوجون -قوانغدونغ ومنطقة التجارة الحرة ليكي نموّا مطّردا، كما سلمت الصين عددا من السفن الدورية إلى نيجيريا وأرسلت لها دفعات من المساعدات الغذائية، وأنشأت مجمعا زراعيا حديثا في نيجيريا.
في مجال البنية التحتية، تم إنجاز وافتتاح خط أبوجا-كادونا الذي يعتبر أول خط سكك حديد حديث بأفريقيا تم بناؤه باستخدام التقنيات والمعايير الصينية تماما في يوليو عام 2016. ودخل خط أبوجا، الذي يعد أول خط سكك حديدية بالمناطق الحضرية في غرب أفريقيا، العمل في يوليو عام 2018. كما بدأ بناء خط سكك حديد لاغوس-إيبادان الحديث في مارس عام 2017، إضافة إلى ميناء ليكي وهو أكبر ميناء في غرب أفريقيا، ومحطة زونغلوو التي تعد أكبر محطة للطاقة المائية في نيجيريا، إلى جانب عدّة مشاريع أخرى. وخلال العام الماضي، توصل الجانبان إلى اتفاق لدعم بناء خمسة مشاريع جديدة تغطي مجالات السكك الحديدية والطرق العامة وإمدادات المياه والمعدات والبنية التحتية للاتصالات في نيجيريا. ووفرت المشاريع عشرات الآلاف من فرص العمل لنيجيريا، كما أسهمت في دخول التقنيات والمعايير والمعدات والإدارة الصينية إلى أفريقيا.
تعتبر الصين أكبر دولة نامية في العالم، ونيجيريا هي أكبر دولة نامية من حيث عدد السكان في أفريقيا، ويعد التعاون الصيني النيجيري على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة نموذجا للتعاون جنوب –جنوب. في هذا الصدد، قال الرئيس النيجيري بخاري، "منذ استقلالنا، ليس هناك بلد مثل الصين، ساعدنا على تعزيز بناء البنية التحتية، قدمت الصين قروضا تفضيلية على عدد من المشاريع لمدة تصل إلى 20 عاما ".
يسهم البناء المشترك بين الصين وأفريقيا لمبادرة الحزام والطريق في توفير المزيد من الموارد ووسائل التنمية في إفريقيا، وتوسيع فضاء السوق وتوفير آفاق واسعة من التنمية، لذلك، تحمل نيجيريا تطلعات كبيرة لتعميق التعاون في إطار الحزام والطريق.
(الكاتب: السفير الصيني لدى نيجيريا، تشو بينغ جيان)