شنغ نان رئيسة إدارة العقود لمشروع حصيان الذي تشرف على تنفيذه شركة هاربين انترناشونال المحدودة للهندسة الإلكترونية تتباحث مع نظرائها العرب في مايو 2018 |
في اليوم الأخير من نوفمبر 2017، ظلت غرفة الاجتماعات بمقر مشروع مجمّع "حصيان" الذي تشرف على تنفيذه شركة هاربين إلكتريك انترناشونال المحدودة، مضاءة حتى منتصف الليل، حيث اجتمعت شنغ نان، رئيسة إدارة العقود للمشروع مع أعضاء فريقها من جانب، والسيد سعد مسؤول العلاقات العامة بمكتب الشركة لبحث مستجدات تطبيق دولة الإمارات ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5% منذ الأول من يناير العام الجاري. حيث تحتاج شنغ إلى تقييم تأثير تلك الضريبة على تنفيذ المشروع في ظل اللائحة التنفيذية لقانون الضريبة الذي تطبقه دولة الإمارات للمرة الأولى.
ولتذليل تلك العقبات والوصول إلى حلول مناسبة، عملت شنغ نان مع جميع الأطراف بجد كل يوم، إضافة إلى التعاون مع شركات محاسبة محلية ومكاتب استشارات مالية وضريبية مثل المكتري، لإعداد بحث تفصيلي حول تأثير تطبيق ضريبة القيمة المضافة، وغالبا ما كان يعمل سعد حتى ساعة متأخرة من الليل للاطلاع على البيانات ومراجعة اللوائح والقوانين ذات الصلة، حتى تمكن الجانبان من إعداد تقييم جيد للموضوع.
وخلال إحدى ليالي يونيو الماضي، حيث كان شان شياو ليانغ، رئيس إدارة الخدمات اللوجستية لمشروع مجمع حصيان للطاقة النظيفة، يواصل عمله مع فريقه وصل جهاز نازع الهواء الذي يستخدم لإزالة الأكسجين و الغازات المذابة من ماء التغذية للغلاية قبل إنتاج البخار، أحد الأجهزة الأساسية للمشروع إلى ميناء جبل علي. ولضمان سلامة أجهزة المشروع أشرف شان على أعمال التفريغ وإجراءات الاستلام. واضطر للتواصل مع موظف الدعم اللوجستي والتنسيق في فريقه والقادم من الهند فينود لحل إحدى المسائل الطارئة التي وقعت في حدود الساعة العاشرة مساء، لينجح في حل المسألة.
وقالت شنغ إنه في كل مرة يسترجع فيها مشاهد العمل، تشعر بمدى صبر فريقها وتعاونهم مع الموظفين المحليين وكذلك جهود الموظفين الأجانب. مشيرة إلى أنه حتى الآن تم الانتهاء من ثلث أعمال المشروع، ودخلت جميع الإنشاءات إلى مرحلة مهمة، ولا يمكن فصل ذلك عن تعاون الموظفين من كلا الطرفين.
شان شياو ليانغ (ثاني يمين) رئيس إدارة الخدمات اللوجستية لمشروع محطة حصيان للطاقة النظيفة مع فريق العمل بموقع المشروع في يونيو 2018
وأشار شان إلى أنه تزامنا مع الأعمال المتواصلة لمشاريع التعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق" خلال السنوات الأخيرة، ارتفع عدد الموظفين الصينيين المبعوثين إلى دول الحزام والطريق من مديرين ومهندسين وعمال مهرة من مختلف التخصصات والمجالات والمهن، ولدى جميع العاملين في موقع مشروع مجمع حصيان صينيون كانوا أو أجنب نفس الهدف.
وفي السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات الثنائية بين الصين والإمارات العربية المتحدة تطورا سريعا، وقد أثمر التعاون في مختلفة المجالات، خاصة مع التوافق التام بين مبادرة "الحزام والطريق" ومفهوم التنمية في دولة الإمارات، وهو ما يجعل من مشروع حصيان نتاجا طبيعيا للتعاون.
وأوضح شان أن المشروع يمثّل مفهوم "التشاور المشترك والبناء المشترك والفوز المشترك" بين الجانبين الصيني والعربي، ويتوافق مع "استراتيجية دبي الصناعية 2030"، باعتباره أول محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بالفحم النظيف في منطقة الشرق الأوسط، ودوره الهام في تحول هيكل الطاقة في دبي. مضيفا أنه من المتوقع أن يحقق 20% من إجمالي طلب الكهرباء في إمارة دبي بعد أن تشغل المشروع بالكامل بحلول عام 2023.
ولا يخفف مشروع حصيان اعتماد دبي على مصدر طاقة واحد فحسب، بل يوفر كذلك منصة لـ"خروج" الشركات الصينية نحو العالم ويخلق الفرص لتحقيق الفوز المشترك بين الجانبين.
وقالت شنغ نان، إنه لا يمكن فصل تحقيق المنفعة المتبادلة عن التعاون الثنائي، حيث تعتمد سلاسة تنفيذ المشروع على الجهود المبذولة من جميع العاملين. مشيرة إلى أن المشروع يعد "دوليا"، حيث جاء المشاركون فيه من 11 دولة ومنطقة، ونسبة الصينيين إلى المحليين حوالي 2 :1، ويمكن ملاحظة تنوع بشرة العمال والموظفين في موقع المشروع وهم يتفاهمون ويتعاونون ويتبادلون الخبرات والمهارات، لتتكون بينهم صداقة خاصة من خلال العمل المشترك.
ونوّه شان شياو ليانغ إلى أن الموظفين الأجانب مثله يأتون بالتقنية ويغادون بمشاعر المشاركة في السراء والضراء.