الخرطوم 30 أغسطس 2018 /قال خبيران سودانيان إن السودان يعتبر من أكثر الدول استفادة من مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في العام 2013.
وقال حسن الساعوري، أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين بالسودان ورئيس الجمعية السودانية للعلوم السياسية، في تصريح خاص لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن "هناك علاقات تاريخية بين السودان والصين، وقد بدأت هذه العلاقات منذ أمد بعيد، واستمرت وتطورت حتى بلغت مرحلة العلاقات الإستراتيجية".
وأضاف أنه "عطفا على معطيات تاريخية وواقعية، فإن السودان يعول كثيرا على مبادرة الحزام والطريق، وقد أبدى موافقته على المبادرة منذ الوهلة الأولى، كما أعلن استعداده ليكون شريكا رئيسيا في بناء المبادرة".
وأشار إلى أن السودان يمكنه أن يكون شريكا رئيسيا من خلال موقعه الجغرافي الذي يجعل منه حلقة وصل بين العالم العربي والدول الأفريقية، موضحا "إذا نظرنا للتاريخ القديم نجد أن موانئ السودان الشرقية على ساحل البحر الأحمر شكلت في السابق نقطة التقاء للقوافل التجارية القادمة من الصين باتجاه أفريقيا".
وبيّن أن الفائدة العظمى للسودان من بناء مبادرة الحزام والطريق تأتي من إقامة مشروعات تنموية في مجالات السكك الحديدية والطرق والموانئ، إضافة إلى مشروعات الطاقة.
وقال الساعوري إن "هناك حلم أفريقي قديم بربط القارة بالسكك الحديدية، وضمن مبادرة الحزام والطريق يمكن أن يتجه السودان والصين إلى إقامة سكك حديدية تربط القارة من جنوب أفريقيا جنوبا إلى مصر شمالا، ومن البحر الأحمر شرقا إلى السنغال على المحيط الأطلسي غربا".
من جانبه، قال المحلل السياسي السوداني، عبد الرحيم السني، "أعتقد أن أكثر المجالات التي يحتاجها السودان تتمثل في مشروعات الطاقة بأنواعها المختلفة".
وأضاف "يفكر السودان جديا الآن في إنشاء أول محطة نووية للأغراض السلمية، وهذا المشروع يمكن إنشاؤه بالتعاون مع الجانب الصيني، كما يتطلع إلى السودان إلى الدخول في شراكات مع الصين من أجل بناء محطات للطاقة الشمسية وإقامة المزيد من السدود المائية لمشاريع الري والكهرباء"، وذلك في إطار مبادرة الحزام والطريق.
ورأى السني أن الزراعة تمثل أيضا واحدا من أبرز مجالات التعاون بين السودان والصين أيضا في إطار المبادرة، مضيفا "يستطيع السودان من خلال إمكاناته الزراعية إقامة مشروعات بالتعاون مع الصين في مجالات الأمن الغذائي".
وتابع "إجمالا يحتاج السودان إلى مبادرة الحزام والطريق التي ستوفر فرصا له في مجالات تعزيز التجارة مع الصين وغيرها من الدول وإقامة مشروعات التنمية المستدامة وإنشاء مشروعات البنى التحتية".
وتحظى مبادرة الحزام والطريق بدعم أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية، وتهدف إلى بناء شبكات للتجارة والبنية التحتية تربط آسيا بأوروبا وإفريقيا ضمن مسارات طريق الحرير القديم وخارجها. وتتكون المبادرة من الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21.