الدوحة 15 مايو 2017 /طالب منتدى الدوحة الـ 17 في ختام أعماله اليوم (الإثنين) المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه اللاجئين عبر إيجاد حلول جذرية للنزاعات.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي في ختام أعمال المنتدى، الذي عقد تحت شعار "التنمية والاستقرار وقضايا اللاجئين" إن المشاركين أكدوا أن حالات اللجوء اليوم ليست كما كانت عليه بالأمس، وأنه صار واضحا للعيان أن العالم كله أصبح أمام كارثة إنسانية كبرى تتطلب إيجاد كافة السبل للتعامل معها.
وأضاف المريخي أن المشاركين نبهوا إلى أن أبرز التحديات الخطيرة التي تعصف بالعالم اليوم هو عدم تحقيق التنمية وانعدام الاستقرار في العديد من مناطق العالم وقضية اللاجئين.
ودعوا إلى إيجاد حلول جذرية للصراعات والنزاعات، والعمل على تحقيق تنمية مستدامة في الدول التي تشهد اضطرابات، وإعادة توطين اللاجئين في أوطانهم، والمشاركة الحقيقية في إعادة الإعمار وتحقيق الاستقرار لكل بلد تعرض أهله للجوء ودمر وطنه بسبب الحروب والصراعات حتى يتمكنوا من العودة وإنهاء معاناتهم.
وشدد المشاركون على ضرورة مراجعة وتحديث المعاهدات والمواثيق الدولية الخاصة باللاجئين لتتلاءم مع الوضع الراهن الذي أصبح أكثر صعوبة وسوءا بالنظر إلى تزايد ظاهرة اللجوء.
وأكدوا أهمية أن تضطلع الدول المستضيفة للاجئين بدور كبير في توفير الحماية لهم بل والعمل على توفير سبل الحياة الكريمة لهم من خلال المساعدات الدولية والإقليمية، والعمل على توفير مواطن عمل لهم حتى يصبحوا منتجين.
وكان رئيس مجلس أمناء الصناديق الإنسانية بمنظمة التعاون الإسلامي عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل ثاني، قد أعلن في مداخلة ضمن جلسات المنتدى، عن اجتماع قريب سيعقد في مدينة أسطنبول التركية لمناقشة وضع خطة شاملة للاحتياجات الإنسانية في الدول الإسلامية بالتنسيق مع المانحين في العالم الإسلامي.
وقال "إن التصدي للنزاعات والحروب هو العلاج الفعال لأزمات اللاجئين حول العالم"، معتبرا "أن الحروب هي السبب الأساسي لحالات اللجوء والنزوح حول العالم، فهناك 90 بالمائة من اللاجئين في الوقت الراهن، تركوا أوطانهم بسبب الحروب والصراعات".
وأعرب عن أمله في أن تقود الأمم المتحدة حركة تصحيحية لتحرك المنظمات الإنسانية حتى لا تكون الأنشطة الخيرية مجرد ردة فعل وتقتصر على تقديم المعونات والمساعدات، مطالبا المؤسسات الإنسانية المحلية والإقليمية والأممية إلى اعتماد برامج إنسانية تنموية منتجة، ليكون اللاجئ منتجا وليس مستقبلا للمساعدات فقط.
وناقش منتدى الدوحة الـ17 على مدى يومين أربعة محاور أساسية شملت الأبعاد السياسية والاقتصادية والقانونية والحقوقية لأزمة اللجوء، ومعاناة اللاجئين الذين شردتهم الحروب أو القمع أو ضيق سبل العيش في مختلف أنحاء العالم.
وشارك في منتدى الدوحة قادة ورؤساء حكومات وصناع قرار ومفكرون وخبراء وممثلون عن منظمات إقليمية ودولية.