الدوحة 14 مايو 2017 / قال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن مشاكل اللجوء ليست سببا للارهاب لكن اللاجئين في نهاية المطاف ضحية له سواء البيئة نفسها التي تنتج الارهاب.
وأضاف إن " مشكلة اللاجئين ليست ناجمة عن الفقر وانما هي نتاج الاضطهاد والممارسات العنصرية الخارجة عن سلطة الدولة أو الشرعية أو بسبب تدخلات قوى خارجية تحاول أن تفرض سيطرتها وتبسط نفوذها ".
ودعا أمير قطر فى كلمة القاها فى افتتاح منتدى الدوحة في دورته السابعة عشرة، الذي ينعقد اليوم (الأحد) فى الدوحة تحت شعار" التنمية والاستقرار وقضايا اللاجئين " المجتمع الدولي إلى تحمل مسئوليته وبذل المزيد من الجهود لايجاد الحلول الجذرية العادلة والمستدامة لهذه النزاعات المولدة لنزوج ملايين اللاجئين وتخفيف معاناتهم في الوقت ذاته.
وأشار إلى أن بلاده بذلت وما زالت تبذل كل ما في وسعها للمساهمة مع المجتمع الدولي في تقديم كافة اشكال الدعم للاجئين المغلوب على امرهم من خلال المساعدات الانسانية والاغاثية.
ولفت إلى أن وضع اللاجئين يزداد سوءا بسبب عدم الالتزام بتنفيذ الاتفاقات الدولية ذات الصلة.
وأوضح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني أن غياب الاستقرار يؤدي إلى تدفق اللاجئين عبر الحدود، لذلك ينبغي العمل على تحقيق السلام العالمي، والعدالة حيث يسود الطغيان وحيث تشن انظمة حروبا على شعوبها، معتبرا أن التنمية والاستقرار عاملان متلازمان، فلا تنمية بدون استقرار ولا استقرار بدون تنمية.
وجدد تأكيده أن الإرهاب والتطرف ظاهرتان عالميتين لا ترتبطان بمجتمع أو شعب أو دين دون آخر، فقد باتت تشكلان تهديدا خطيرا للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
وشدد على أن استئصال هذه الظاهرة المقيتة يتطلب تعاونا دوليا واستراتيجية ملزمة للجميع للتصدي للظروف والأسباب المؤدية للإرهاب والأفكار التي تبرره وتمنحه شرعية من أي نوع، وأن تراعى في مكافحة الإرهاب أحكام القانون الدولي ومعالجة جذور هذه الآفة ومسبباتها الحقيقية.
وشدد أمير قطر على ضرورة مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة واصحابها الذين يستغلون هذه البيئة ويدفعون بقلة من الشباب في هذا الطريق، لافتا إلى أنه لا يجب ان نغفل " ارهاب الدولة " الذي يمارس تحت ذريعة مكافحة الارهاب.
وخلص إلى القول أن الحوار هو السبيل الامثل لتسوية النزاعات وحل الازمات والصراعات الاقليمية والدولية، مؤكدا في السياق ذاته ان عالمنا اليوم احوج ما يكون إلى تضافر الجهود والعمل الجاد من اجل اشاعة ثقافة السلام والتسامح والمساواة ونبذ العنف والتطرف.
ويناقش المنتدى على مدار يومين اربعة محاور رئيسية وهي : تحولات المشهد السياسي العالمي، وتحديات التنمية الاقتصادية والاستثمار في مرحلة التغيرات العالمية "قضايا النفط والطاقة"، والدور السياسي والاقتصادي في قضايا اللاجئين، والبعد القانوني والحقوقي والإنساني في التعامل مع قضايا اللاجئين، حسبما قال وزير الخارجية القطرى الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني .
ويعتبر منتدى الدوحة، الذي تنظمه كل عام، وزارة الخارجية القطرية واحدا من أبرز المنتديات الدولية في مجال الشئون الدولية المعاصرة.
يشار إلى أن أول منتدى عقد فى العام 2001 تمهيدا للاجتماع الوزاري لمنظمة التجارة العالمية بالدوحة في نوفمبر من نفس العام، وحمل المنتدى اسم المؤتمر القطري - الأمريكي حول الديمقراطية والتجارة الحرة والذى تناول مسائل مهمة وحيوية شملت التجارة الحرة والحقوق الاقتصادية وحقوق الإنسان وحرية الصحافة والانسجام الديني في ضوء الخلاف السياسي، وتفعيل العملية الديمقراطية والعلاقة بين الإسلام والديانات الأخرى.