الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> تبادلات دولية
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

مقالة : دليل أساسي لفهم أفضل لمبادرة الحزام والطريق

2017:05:14.10:12    حجم الخط    اطبع

بكين 13 مايو 2017 /تستضيف العاصمة الصينية هذا الأسبوع فعاليات منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الذي سيحضره آلاف المندوبين والمشاركين، بما فيهم أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة، وسيحضرون افتتاح أعمال المنتدى.

وفيما سينعقد المنتدى في 14 و 15 مايو الجاري، أصبح الحزام والطريق عبارة مقترنة بالعديد من المساعي والجهود. فالمدينة المستضيفة قامت بتزيين أحد أكثر شوراعها ازدحاما بتماثيل الجِمال التي ترمز إلى طرق التجارة القديمة التي تتطور حاليا لتأخذ شكل شبكات جديدة من التعاون في مختلف المجالات .

وإذا ما وضعنا هذه الأجواء جانبا، سيبرز سؤال حول ماهية مبادرة الحزام والطريق؟

وللإجابة على هذا السؤال، قامت وكالة الأنباء الرسمية الصينية (شينخوا) بسؤال واستشارة العديد من الشخصيات من صناع القرار السياسي والأكاديميين ، لتسليط الضوء على بعض الأسئلة المتكررة التي يتم طرحها حول طبيعة وماهية المبادرة.

- ما هي مبادرة الحزام والطريق؟

إن مبادرة الحزام والطريق، هي مبادرة اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013، لرسم حدود وآفاق جديدة للتعاون الدولي . فالصين تدعو الدول والمناطق من خلالها للمشاركة النشطة والفعالة في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري للقرن الـ 21.

وفيما استلهمت المبادرة اسمها من طرق التجارة القديمة، فإنها ومع ذلك تهتم بما هو أكثر من مجرد التجارة، حيث تغطي مجالات ضخمة من مناطق العالم.

إن المبادرة -كمصطلح مجرد- تعتبر بشكل أساسي منصة انفتاح جديدة تتمكن الدول الأوراسية وغيرها من تقوية التعاون الاقتصادي والثقافي لتحقيق الازدهار المشترك.

- أين يقع "الحزام" و "الطريق" تماما ؟

بالاعتماد على الحقائق التاريخية، فإن علماء التاريخ استطاعوا رسم خطوط طرق الحرير القديمة على خريطة، فيما يقول المخططون الاقتصاديون بأن هناك خمس طرق على الأقل للتعاون الاقتصادي ضمن نطاق مبادرة الحزام والطريق الحالية.

ثلاثة منها برية:

-شمال غرب، شمال شرق وسط الصين آسيا-روسيا-أوروبا- بحر البلطيق.

-شمال شرق وسط الصين، غرب آسيا-الخليج العربي-البحر الأبيض المتوسط.

- شمال غرب الصين- شبه جزيرة الهند الصينية- المحيط الهندي.

وطريقان بحريان:

- سواحل الصين - بحر الصين الجنوبي - مضيق مالاكا - المحيط الهندي- أوروبا.

- سواحل الصين- بحر الصين الجنوبي - جنوب المحيط الهادئ.

- هل المبادرة استراتيجية صينية مخططة؟

لا، فعندما اقترحت الصين هذه المبادرة، لم تكن تنوي أو تقصد أبداً إملاء طريقة عملها على أحد. هذه المبادرة ليست عزفا صينيا منفردا وإنما جوقة تستطيع جميع الدول من خلالها المشاركة والحصول على المنافع منها.

إن المشاريع المقررة ضمن مبادرة الحزام والطريق تقوم على أسس "التشاور الواسع، والمساهمة المشتركة والمنافع المتبادلة" وجميعها تؤكد على أن المبادرة منفتحة وشمولية.

وفي الواقع، فإن اسم "المبادرة" بدلا من "استراتيجية" يوضح بأن نجاحها متوقف على التعاون. والمنطقة لا تفتقر إلى الأمثلة على ذلك، مثل مبادرة تشيانغ ماي، التي بدأت بتبادل نقدي ثنائي واختياري قبل أن تتحول أخيرا إلى محفظة تبادل للنقد الأجنبي في المنطقة.

- هل تستثني المبادرة دولا معينة؟

لا، فالمبادرة لا تعتبر نسخة محدّثة من خطة مارشال، التي زعمت تقديم الدعم لحلفاء الولايات المتحدة الامريكية. لأنها وعلى النقيض تماما، مبادرة منفتحة على الجميع. إن الغموض الذي يكتنف الحدود الجغرافية للمبادرة أمر يساعد أيضا. فلا عوائق تم وضعها، كما أن الدول ليست بحاجة لمناقشة طرقها بالمشاركة في المبادرة.

إن اكثر من 100 دولة ومنطقة ومنظمة دولية استجابت بشكل إيجابي مع المبادرة. كما وقعت الصين اتفاقيات تعاون مع أكثر من 40 منها.

- هل يعتبر التكامل الإقليمي ومناطق التجارة الحرة الهدف الأقصى للمبادرة؟

ليس بالضرورة أن يكون كذلك، لأن الصين لا تدفع نحو التكامل الإقليمي عبر منصة الحزام والطريق. في بعض الاوقات ، يعتبر التوقيع على مذكرة تفاهم كافيا بحد ذاته لبدء مشروع أو استثمار رئيسي.

وبعد كل ذلك، لا يمكن اعتبار مبادرة الحزام والطريق شراكة أخرى عابرة للمحيط الهادئ، أو شراكة استثمار وتجارة عابرة للمحيط الأطلسي. كلاهما تم تصميمهما ليكونا اتفاقيات تجارية، بينما تعتبر التجارة ضمن مبادرة الحزام والطريق مجرد جزء فقط من كل أوسع وأشمل.

-إذن؛ مالذي تنطوي عليه المبادرة عمليا؟

هناك خمسة مجالات تمت الإشارة إليها للدفع بالمبادرة وهي : التنسيق السياسي، وترابط المرافق، التجارة دون عوائق، والتكامل المالي، والروابط الشعبية.

وعلى الرغم من اعتبار مبادرة الحزام والطريق أكثر من مجرد شبكة تجارة وبنية تحتية وحسب، إلا أن العديد من المشاريع الأولية تنطوي على كم كبير من بناء البنى التحتية والطرق والسكك الحديد والموانئ والمطارات وأنابيب الطاقة والألياف البصرية.

كما تم التخطيط لبناء 6 ممرات اقتصادية برية، أبرزها -الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني الذي شهد تقدما سريعا، ويضم طريقا عاما رئيسيا وميناء، إلى جانب مشاريع طاقة قيد البناء والتحضير.

لقد تم تأسيس صندوق طريق الحرير وبنك الاستثمار للبنية التحتية الأسيوية لتمويل المشاريع التنموية في المنطقة ككل ويشمل مناطق أبعد أيضا. كما عززت سياسات البنوك من الإقراض ، فيما افتتحت البنوك التجارية فروعا جديدة لها، في وقت وقعت فيه العديد من الدول اتفاقيات تبادل نقدي مع الصين.

وامتد التعاون بين الدول الواقعة على طول الحزام والطريق ليشمل مجالات حماية البيئة، وحماية الحياة البرية واتفاقية التغير المناخي، والإنفاذ المشترك للقانون البحري ، والتبادلات الثقافية والفنون والتعليم وغيرها .

-ما هي الفوائد التي ستجنيها الصين من كل ذلك؟

لقد حققت الصين نموا اقتصاديا مذهلا خلال العقود الاربعة الماضية على خلفية تكاملها في سلسلة القيمة العالمية. كما شهدت تعاونا وثيقا مع الدول المتقدمة وقدمت كل ما تستطيع خلال ذلك.

وفيما سارت الصين على درب الدول متوسطة الدخل، فإنها الآن تحتاج إلى استكشاف مناطق جديدة للتعاون الدولي لمساعدة صناعاتها على الترقي وهيكلها الاقتصادي على التحول.

ولسنوات عدة، كانت الاستثمارات الأجنبية المباشرة داخل الصين مصدرا مهما لاقتصاد غني بالعمالة لكنه يفتقر إلى رأس المال. إلا أن ذلك كله قد تغير الآن ، لأن الاستثمارات الصينية المباشرة الموجهة للخارج تجاوزت نظيرتها الأجنبية المباشرة الموجهة لداخل الصين.

أما الاستثمارات الصينية الخارجية غير المالية فقد قفزت إلى 170 مليار دولار أمريكي في العام 2016. حيث وجدت الاستثمارات طريقها إلى 164 دولة ومنطقة.

تحتاج الشركات الصينية الآن إلى استكشاف أسواق دولية جديدة، ولذلك فإن المبادرة ستخلق العديد من الفرص الجديدة. بما يشير إلى نمط نمو جديدا على وشك التبلور.

-ما هي الفوائد التي ستحصل عليها الدول الاخرى ؟

يمكن تسمية بعض الفوائد وليس جميعها: فمثلا؛ المال وفرص العمل وطرق وموانئ أفضل ومعرفة وطرق جديدة لتنمية الاقتصاد .

إن العديد من الدول الواقعة على طول الحزام والطريق تعتبر دولا نامية تحتاج الكثيرا إلى لتخفيف حدة الفقر لديها، وتحسين بنيتها التحتية وصناعاتها أو تحقيق التوازن في اقتصادها. ولذلك؛ فإن بمقدور الصين أن تساعدها برأس مالها وخبراتها الوافرة وخبرائها ومواهبها. كما العرض والطلب يفتح المجال أمام فرص عظيمة من التعاون .

إن هذا النوع من التعاون موجود بالفعل بين الصين والعديد من الدول قبل طرح مبادرة الحزام والطريق. ولا شك في أن جاذبية التعاون المستقبلي ستكون عنوانا لمنصة الحزام والطريق التي استوعبت العديد من المشاريع القائمة بالفعل.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×