تقرير إخباري: إضراب يعم الأراضي الفلسطينية تضامنا مع الأسرى المضربين في سجون اسرائيل

رام الله/ غزة 27 أبريل 2017 /عم الإضراب اليوم (الخميس) الأراضي الفلسطينية في خطوة رمزية لدعم وإسناد الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية لليوم 11 على التوالي.

ودعا للإضراب الذي أغلقت فيه كافة مؤسسات السلطة الفلسطينية والبنوك والمحال التجارية والجامعات والمدارس باستثناء طلبة الثانوية العامة والعيادات الصحية في الضفة الغربية اللجنة الوطنية الفلسطينية لإسناد إضراب الأسرى.

وبدت شوارع مدن وقرى الضفة الغربية شبه خالية من السيارات والمارة بعد توقف خطوط النقل والمواصلات فيها.

وانطلق الفلسطينيون في تظاهرات راجلة ومحمولة إلى خيام الاعتصام والتضامن مع الأسرى التي أقيمت على مراكز المدن الرئيسية، بالإضافة إلى توجه بعض الشبان إلى نقاط التماس مع الجيش الإسرائيلي.

وقال عبد الفتاح دولة رئيس لجنة اسناد إضراب الأسرى لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن الإضراب شل مختلف نواحي الحياة في الضفة الغربية وظهر التزام كبير من جميع قطاعات الشعب الفلسطيني به.

وأضاف دولة، أن الدعوات وجهت لجميع المواطنين للتواجد في خيام الاعتصام، والخروج بمسيرات جماهيرية حاشدة في مراكز المدن لتأكيد التفاف الجميع حول إضراب الأسرى.

بدوره قال رئيس اتحاد الغرف التجارية في الضفة الغربية خليل رزق لـ ((شينخوا)) "قمنا بالتعميم على منتسبينا وأعضائنا بالالتزام التام والشامل بالإضراب دون أي ضغوط".

وأضاف رزق، أن الإضراب التجاري "يدلل على عدالة قضية الشعب الفلسطيني وأسراه والوقوف الى جانبهم دعما واسنادا لقضيتهم العادلة في معركة الأمعاء الخاوية".

من جهته اعتبر رئيس هيئة شؤون الاسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية عيسى قراقع، أن الإضراب الذي يعم الأراضي الفلسطينية "تعبير صارخ من الشعب الفلسطيني عن تعطشه للحرية وإنهاء الاحتلال عن حياة الشعب الفلسطيني".

وقال قراقع ل((شينخوا))، إن الشعب الفلسطيني "يتوحد بقوة وصلابة في كل أماكن تواجده خلف معركة الاسرى المستمرة من أجل كرامتهم وإنسانيتهم"، لافتا إلى أنه "لن ينجو أي أحد إذا حصل أي مكروه لأسير مضرب عن الطعام".

وأضاف قراقع، أن "الانفجار" سيعم المنطقة ولن يتوقف، خاصة أن الأسرى دخلوا دائرة الخطر الشديد في إضرابهم المستمر منذ 11 يوما، وأن الظروف التي يتواجدون بها وحصارهم والضغوطات عليهم أدت إلى تدهور متسارع على صحتهم.

وأكد قراقع، أن الاسرى مستمرون في الاضراب حتى "الحرية والشهادة"، ولن يتوقفوا حتى ينالوا مطالبهم الانسانية العادلة والمشروعة.

وكان أكثر من 1500 أسير فلسطيني لدى إسرائيل شرعوا في إضراب مفتوح عن الطعام منذ 17 من الشهر الجاري بالتزامن مع ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، وأغلب المشاركين فيه هم من أسرى حركة فتح.

ويطالب الأسرى المضربون، بوقف سياستي العزل والاعتقال الإداري داخل السجون وتحسين أوضاعهم المعيشية بما في ذلك انتظام الزيارات لهم وتمكينهم من التواصل مع العالم الخارجي إلى جانب تحسين الخدمات الصحية المقدمة لهم.

من جهته اعتبر أمين سر المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) ماجد الفتياني، أن إضراب الأسرى إنساني مطلبي لرفع الظلم والعنجهية والتمييز العنصري في السجون الإسرائيلية ليصلوا الى أبسط حقوقهم الانسانية.

وقال الفتياني ل((شينخوا))، إن على إسرائيل ان تسمع صوت الشعب الفلسطيني بكل تفاصيله وعناوينه بأن الأسرى هم "أبناء الشعب الفلسطيني وليسو مجرمين" .

ويتزعم إضراب الأسرى النائب الأسير مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) الذي دعا في رسالة وزعت الاثنين الماضي على أعضاء برلمانات العالم، إلى دعم إضرابه والأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية.

وحث البرغوثي في رسالته التي قال إن وصولها لأعضاء البرلمانات العالمية تعني أنه وضع قيد العزل الانفرادي داخل السجون الإسرائيلية "على رفع صوتهم عاليا من أجل جميع من تحاول إسرائيل إسكاتهم، ومن أجل من تم الزج بهم في غياهب الزنازين ليتم نسيانهم عبر دعم المطالب العادلة لإضراب الأسرى".

وجاء نشر رسالة البرغوثي بعد تحذير نادي الأسير الفلسطيني من تدهور طرأ على حالة البرغوثي الصحية.

وكان فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر تمكن يوم أمس الاربعاء من زيارة الأسرى المضربين عن الطعام في سجن نفحة لأول مرة منذ إضرابهم.

وقالت اللجنة في بيان صحفي لها، إن مندوبيها التقوا بجميع الأسرى المضربين خلال الزيارة للإطلاع على ظروف الاحتجاز والمعاملة التي يتلقونها، كما قاموا بجمع الرسائل الشفهية منهم بهدف إيصالها لأهاليهم.

وأضافت اللجنة في بيانها، أنها تناقش نتائجها من الزيارة وتوصياتها بشكل ثنائي وغير علني مع السلطات الإسرائيلية، مؤكدة التزامها بزيارة المضربين عن الطعام.

وأشارت اللجنة، إلى أنها رفعت مستوى التأهب لديها ورفعت وتيرة الزيارات للسجون الإسرائيلية في ضوء الإضراب عن الطعام.

وفي قطاع غزة أعلنت اللجنة الإدارية الحكومية التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن إضراب عام بالمؤسسات الحكومية باستثناء المؤسسات الصحية والثانوية العامة.

كما بثت الإذاعات المحلية الفلسطينية موجات مفتوحة تضامنية مع الأسرى وعائلاتهم ، فيما أطلق نشطاء فلسطينيون على مواقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) هاشتاغات تضامنية مع الأسرى في معركتهم.

وتوافد عشرات الفلسطينيين رجالا ونساء ومن مؤسسات حكومية وأهلية إلى خيمة التضامن مع التضامن التي تقيمها لجنة الأسري في القوى الوطنية والإسلامية في أرض (السرايا) وسط مدينة غزة.

ورفعت في الخيمة الأعلام الفلسطينية، ورايات الفصائل، بالإضافة إلى صور لأسرى في السجون الإسرائيلية، لاسيما ذوو الأحكام العالية، بالإضافة تقديم فقرات فنية وعروض داعمة لهم.

وقال رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات، إن إضراب الأسرى "إنساني وليس سياسيا" يأتي في سياق الاتفاقيات والمواثيق الدولية، لافتا إلى أن مطالبهم تأتي في إطار اتفاقية جنيف الثالثة والرابعة.

وسبق أن خاض الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية أكثر من 23 إضرابا جماعيا أبرزها عامي 2012 لمدة 28 يوما، و2014 لمدة 63 يوما حتى نالوا جزءا من مطالبهم بعد اتفاقين مع إدارة السجون الإسرائيلية.

من جهته قال عبد الناصر فروانة نائب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين ل((شينخوا))، إن ثقافة الإضراب عن الطعام "متجذرة" لدى الحركة الوطنية الأسيرة، لكن ربما هذا الإضراب لديه ما يميزه عن غيره لأنه بقرار موحد بعد غياب 5 أعوام في ظل تزايد الإضرابات الفردية.

وأضاف فراونة، أن الإضراب "قوي" لأن من يقوده قيادات ورموز فلسطينية، معتبرا أنه "سيحقق المطالب التي تهدف للدفاع عن كرامة الأسير وانتزاع حقوقه الأساسية والإنسانية".

واعتبر فراونة، أن التحركات الجماهيرية والشعبية في المشاركة بالفعاليات الداعمة والمساندة للأسرى "مناسبة ومقبولة"، داعيا بذل المزيد من الجهود من كافة المستويات الرسمية والشعبية "طالما الأسرى يواصلون إضرابهم، وطالما أن الانتهاكات الإسرائيلية متواصلة بحقهم".

وتواصل إسرائيل اعتقال 6500 فلسطينيا بينهم 300 طفل، و 57 أسيرة، و500 معتقل اداري من بينهم طفلان بحسب تقارير فلسطينية رسمية.