21 إبريل 2017/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ إحباط الإنفجارات وتفكيك القنابل، يعد عالما غامضا ومخيفا بالنسبة للأشخاص العاديين، لايعرفونه سوى من خلال مشاهد الأفلام البوليسية التي تقطع الأنفاس. لكن هذه المهنة الخطيرة تمثل جزءا من حياة خبراء المتفجرات، وتجعلهم يقضون حياة بين الخطوط الخضراء والحمراء.
وإلى جانب ضغوط ومخاطر العمل، يواجه خبراء المتفجرات ضغوطا عائلية كبيرة. يان تشين هو واحد من بين هؤلاء الخبراء، ويشغل منصب نائب رئيس فريق تفكيك المتفجرات بالفيلق الخامس من قوات مكافحة الإرهاب والقوات الخاصة بمدينة بكين.
يبلغ يان تشون من العمر 40 سنة، وعمل في الشرطة 23 سنة. وخلال مسيرته الطويلة، نجح في تفكيك أكثر من 200 إنفجار و27 قنبلة، وشارك في 3835 عملية تفتيش، و2758 عملية مكافحة للشغب.
أصبح يان تشون ضابط تفكيك المتفجرات في عام 1996، وفي عام 1998 حصل على شهادة تفكيك المتفجرات من وزارة الأمن الصينية. ولم يتوقع أن تتواصل رحلته مع المتفجرات 20 سنة.
مازال يان تشون يتذكر أول عملية تفكيك للمتفجرات. فبعد أن وصل للشرطة بلاغ عن وجود متفجرات بإحدى مطاعم منطقة تشاويانغ بمدينة بكين، توجه يان وزملائه إلى المكان المحدد، فوجدوا كيسا بلاستيكيا بداخله مواد متفجرة. لبس يان الملابس الواقية الثقيلة، ودخل بمفرده إلى المطعم، بعد أن تم إخلائه من الناس." في تلك اللحظة لم أفكر كثيرا، كان الجميع في الخارج، ودخلت بمفردي، وكنت أسمع لزفيري داخل الملابس الواقية، وأشعر بالخوف." في النهاية، تمكن ليان تشون من تفكيك القنبلة، وحينما نزع الملابس الواقية، كان كامل جسمه يتصبب عرقا."كان ذلك قبل زمن طويل، بعدها قمت بتفكيك 26 قنبلة، لكنني لم أكن بذلك المستوى من التوتر. ولاحقا حينما أتذكر مشهد المرة الأولى، أشعر بأنني كنت أتجه إلى الموت."
عادة يقوم فريق تفكيك المتفجرات بالتقاط صورة تذكارية قبل تنفيذ العملية، تحسب لأي طارئ. وهنا يقول يان "عندما أتقاعد، سأعود لمشاهدة تلك الصور. وبالنسبة لي سعادتي هي أن أرى أصدقائي يخرجون سالمين في كل عملية."
سؤل يان ذات مرة: ألم تفكر في خوف أهلك عليك، حينما تمارس هذه المهنة الخطرة؟ وأجاب: "طبعا أفكر في ذلك، لكن الرضا الذي أراه في وجوه الناس بعد معالجة كل عملية، يجعلني أشعر بالإطمئنان. وفي الوقت الحالي، باتت عائلتي تتفهم عملي أيضا."
في عام 2000، تعرف يان على زوجته الحالية، وفي عام 2003 قررا الزواج. لكنه لم يخبر أحدا من عائلته عن طبيعة مهنته. " أخبرتهم في ذلك الوقت بأنني شرطي دوريات. وفي عام 2004، وبعد أن أنهى يان عملية تفكيك مواد متفجرة وعاد على عجل لحضور اجتماع عائلي. زلّ لسانه حينما سألته زوجته عن سبب تأخره، فقال "كنت أفكك المتفجرات". فأجابته زوجته بصوت غاضب: "لو علمت أنك تعمل في هذا المجال ماتزوجتك". لكن الآن، باتت زوجته تقف إلى جانبه في هذا العمل.
وفي اطار البحث عن تقنيات وطرق جديدة لتفكيك المتفجرات، قام يان بتنظيم 9 برامج بحثية حول أدوات تفكيك المتفجرات، كما عمل على جمع المعلومات والوثائق المتعلقة بتفكيك المتفجرات داخل الصين وخارجها. وشارك في تحرير مقررات تدريس مكافحة المتفجرات، وقام بتطوير نموذج تعليم مستلهم من الحرب الحقيقية، لرفع مستوى التدريب والتكوين .