بقلم داي وي، مؤسس شركة أوفو للدراجات التشاركية
الإبتكار بالنسبة لي هو التحلي بالجرأة في إستحداث طريقة جديدة كليا لمعالجة مشكلة ما.
كانت فكرة الدرّاجات التشاركية صدفة بالنسبة لي. فحين كنت أدرس في جامعة بكين، أضعت العديد من الدرّاجات، وأسفت على ذلك. لذا كنت أقول في نفسي، ماذا لو نجعل الدرّاجات العادية تصبح عامة، ليست ملكا لأي شخص، يمكن وضعها على قارعة الطريق، تلبي حاجة كل من يرغب في إستعمالها، وتوضع حيث يصل الراكب. وهكذا لن يخشى الناس مرة أخرى على إضاعة الدرّاجات.
في ذلك الوقت، كانت هذه الفكرة على درجة عالية من الجرأة. فالدراجة كانت دائما ملكا شخصيا، وكانت في يوم الأيام احدى أهم ثلاثة أشياء في البيت الصيني. لذا فإن هذه الفكرة قلبت نظام الملكية الخاصة للدراجات، وواجهت عدة عقبات، وتعد سابقة على المستوى العالمي.
حينما أطلقنا هذا المشروع في جامعة بكين في سبتمبر من عام 2015، كانت خطوة كبيرة إلى الأمام، وفتحت الباب على مصراعيه لدخول الشركات الأخرى. كما أطلقنا مشاريع للدراجات التشاركية في أمريكا وسنغافورة وبريطانيا وعدة دول أخرى. وأعتقد أن هذا يمثل أول موجة إبتكار عالمية للإنترنت الصينية.
لم نتوقع أن تتطور صناعة الدراجات التشاركية بهذه السرعة، وبحلول عام 2020، ربما لن نجد من يريد شراء الدرّاجات في العالم. وربما تتحول الدراجة إلى أول سلعة لاتشترى بشكل خاص في العالم.
في ظل هذا الوضع، سيشهد نموذج العمل التجاري لقطاع الدراجات تغيرا كبيرا: ستتحول شركات الدراجات التقليدية من استهداف المستخدمين إلى إستهداف الشركات المشغلة للدراجات التشاركية، التي تعتمد نظاما اداريا موحدا، ثم يستخدمها المستهلكون مقابل أجرة. ولا شك أن في ذلك فائدة سواء بالنسبة للمستهلك أو الشركة أو الحكومة. كما ان استعمال الدراجات سيقلل من الإنبعاثات الكربونية.
يمكن القول أن هذا النمط التجاري يعبر عن "الشيوعية"، حيث يقوم على الإستعمال المشترك والملكية المشتركة. ومن المؤكد انه سيؤثر على الشركات في القطاع التقليدي، ولكن، سنواصل التعاون مع المزيد من المصانع والاستكشاف في التكامل والتغيير في القطاع. ربما هناك أمور غير واضحة، لكن، هذا النمط التجاري سيوفر القيمة المضافة للمجتمع ويعالج المشاكل التي يواجهها.
قبل أن أدخل هذا المجال، بحثت على غوغل وبايدون عن مصطلح "الدراجات التشاركية"، لكن هذا المصطلح لم يكن له أي وجود في ذلك الوقت. أما الآن فقد باتت الدراجات التشاركية قطاعا مستقلا بذاته، وهنا يكمن الإبتكار والإختراق. وإذا لجأ المزيد من الناس في المستقبل لركوب الدراجات، وقللوا استخدامهم للسيارات، ستكون البيئة أفضل من الآن، وهذا هو احد دواعي فخري من هذا الإبتكار.