الدوحة 21 أبريل 2017 / عاد الصيادون القطريون الذين كانوا مخطوفين في العراق منذ ديسمبر من العام 2015 مساء اليوم (الجمعة) إلى الدوحة بعد إطلاق سراحهم لتنتهي أزمة دامت 16 شهرا وسط احتفاء رسمي وشعبي.
وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية ((قنا)) إن "الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد استقبل المواطنين القطريين الذين كانوا قد اختطفوا في جمهورية العراق، وذلك لدى وصولهم مطار الدوحة الدولي مساء اليوم".
وأضافت "أن عدد المواطنين القطريين الذين كانوا مختطفين يبلغ 26 والمرافقين لهم".
واكتفت الوكالة بالإشارة إلى أنهم كانوا قد دخلوا الأراضي العراقية بصورة شرعية واختطفوا خلال قيامهم برحلة صيد منذ ديسمبر العام 2015، دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل.
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية في وقت سابق اليوم الإفراج عن 26 صيادا قطريا كانوا مخطوفين في العراق منذ ديسمبر من العام 2015.
وقال المستشار الإعلامي لوزير الداخلية العراقي وهاب الطائي في بيان اليوم "إن وزارة الداخلية تسلمت الصيادين القطرين الـ26، وتقوم الآن بعمليات التدقيق والتحقق من المستمسكات الرسمية والجوازات وكذلك التصوير وأخذ البصمة لكل صياد".
وأضاف الطائي أنه سيتم تسليم الصيادين إلى السفير القطري في بغداد.
ولم يوضح البيان ملابسات الإفراج عن الصيادين القطريين، الذين اختطفهم مسلحون مجهولون خلال رحلة صيد في صحراء محافظة المثنى جنوبي العراق قرب الحدود مع السعودية في منتصف ديسمبر من العام 2015.
وحينذاك قال محافظ المثنى فالح عبدالحسن في تصريحات إن من بين المخطوفين أمير قطري.
ونشرت شبكة (مرسال قطر) الإخبارية قائمة بأسماء المفرج عنهم اليوم تضمنت 28 اسما، بينهم تسعة أشخاص من آل ثاني الأسرة الحاكمة في قطر، منهم واحد أفرج عنه سابقا، إلى جانب سعوديين اثنين وباكستاني، أفرج عنه في السابق كذلك.
وكشفت السعودية اليوم للمرة الأولى أن اثنين من مواطنيها كانوا مع المختطفين القطريين، وتقدمت بالشكر للعراق على جهده في إطلاق سراحهم.
وإثر الإعلان عن إطلاق سراح المختطفين، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في قطر، وتصدر وسما "المخطوفين القطريين" و"نشهد الله اننا نحبك يا تميم" موقع (تويتر) في قطر.
وتناقل مغردون على (تويتر) فيديوهات تظهر استقبال وفد قطري رسمي للمخطوفين في بغداد فور الإفراج عنهم، ولقطات تظهر صعودهم لطائرة الخطوط الجوية القطرية التي كانت بانتظارهم، ثم استقبال أمير قطر لهم لدى نزولهم من سلم الطائرة في المطار بالدوحة.
كما أظهرت مقاطع فيديو أخرى قيام أشخاص بإطلاق أعيرة نارية في الهواء ابتهاجا لدى وصول سيارات المفرج عنهم في أحد أحياء الدوحة.
وتوالت التهاني على قطر من قادة وسياسيين ومسؤولين وشخصيات محلية ودولية بإطلاق سراح المختطفين.
وذكرت الوكالة الرسمية أن الشيخ تميم تلقى مساء اليوم اتصالات هاتفية من عدد من قادة الدول العربية والإسلامية الذين أعربوا عن تهانيهم بعودة القطريين سالمين إلى بلادهم.
وكان في صدارة المهنئين أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة.
وغردت السفيرة الأمريكية لدى قطر دانا شل سميث، على حسابها على (تويتر) مرحبة بعودة المختطفين، قائلة "مرحب تراحيب المطر. أبارك لقطر والقطريين عودة المخطوفين القطريين".
وأضافت سميث "شعرت بألمكم طيلة الأشهر الـ 16 الماضية، اليوم فعلا جمعة مباركة".
وعلق مسؤولون وإعلاميون ومواطنون قطريون بينهم أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني والرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني والإعلامي القطري جابر الحرمي ورئيس تحرير جريدة العرب القطرية عبدالله العذبة، على (تويتر) كذلك معربين عن فرحتهم بعودة المخطوفين، ومثنين على جهود الأمير في الإفراج عنهم.
كما غرد الأكاديمي الإماراتي المقرب من السلطات الإماراتية عبدالحق عبدالله، قائلا "مبروك لأهلنا في قطر عودة المخطوفين القطريين بعد 16 شهر من الاختطاف في العراق".
واحتفت مطاعم في قطر بالأمر على طريقتها، إذ أعلنت أن المأكولات والمشروبات مجانا ابتداء من الغد ولمدة ثلاثة أيام "بمناسبة رجوع المخطوفين القطريين سالمين للوطن".
ولم تكشف السلطات القطرية عن ملابسات الإفراج عن مواطنيها.
كما لم تؤكد أو تنفي الأنباء التي تناقلتها تقارير إعلامية عن كون الإفراج عن المختطفين جاء جزءا من صفقة إقليمية مرتبطة بعملية إجلاء سكان أربع مدن محاصرة في سوريا، بعد أن شاع أن قطر لعبت دورا رئيسيا في الوساطة لإنجاز اتفاق المدن الأربع.
ويسافر صيادون كثر من الدول الخليجية إلى البادية الجنوبية للعراق لممارسة الصيد باستخدام الصقور في هذه الفترة من كل عام، وهي ظاهرة تعود إلى ما قبل العام 2003، قبل الإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.