بغداد 23 أبريل 2017 /في منطقة العظيم بمحافظة ديالى شرقي العراق أصبحت رؤية قطعان الخنازير البرية، وهي تجوب المزارع وتقطع الطرق أمرا شبه مألوف لدى السكان، لكنه يثير مخاوف المزارعين بعدما باتت مصدر تهديد مباشر للمحاصيل الزراعية وخطر على الأطفال والنساء.
وانتشرت قطعان الخنازير البرية المعروفة محليا بـ"الخنزير الرمادي" في منطقة العظيم والمناطق المحيطة بعدما نزح السكان منها بسبب سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليها في العام 2014 وما تلاها من عمليات عسكرية لتحريرها، حسب رئيس مجلس منطقة العظيم محمد ضيفان العبيدي.
ويقول العبيدي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه "نتيجة لخلو منطقة العظيم من السكان لأكثر من عام تزايدت الخنازير البرية بأعداد كبيرة في عموم المنطقة والمناطق المجاورة لها" الواقعة على بعد (60 كيلومترا) شمال مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى.
وسابقا كانت الخنازير تتواجد بأعداد محدودة في قرية الحاوي الواقعة على بعد (15 كم) شرق منطقة العظيم.
وبعد انتشارها، أصبحت الخنازير تشكل تحديا للسكان والمزارعين، خاصة بعد تكرار هجماتها على المحاصيل وإتلافها، ما كبدهم خسائر مادية فادحة، حسب العبيدي.
ويثير انتشار الخنازير غضب المزارع العراقي غسان عبد علي العزواي، وهو كآخرين يطالب بمواجهتها والحد من انتشارها
ويقول العزاوي البالغ من العمر (45 عاما) إن "وجود الخنازير البرية كان يقتصر على أطراف القرى المجاورة لمجرى نهر العظيم، حيث النباتات الكثيفة والأراضي الوعرة، لكن هذا الواقع تغير كثيرا وأصبحت رؤية قطعان الخنازير البرية وهي تجوب المزارع وتقطع الطريق أمرا شبه مألوف".
وأضاف أن "تكاثر الخنازير، ظاهرة أصبحت تهدد القطاع الزراعي بشكل واضح، حيث يميل هذا النوع من الخنازير إلى تدمير الأشجار والنباتات".
وطالب السلطات بوقفة جادة لوضع الحلول المناسبة للحد من هذه الظاهرة.
وتمتاز الخنازير البرية بحجمها الكبير، حيث يتجاوز وزن الواحد منها 200 كيلوغرام، بالإضافة إلى شراستها وعدوانيتها.
ويقول المزارع الخمسيني جاسم خليل "قبل نحو شهر اقتحم قطيع من الخنازير مزرعتي في المحيط الغربي لمنطقة العظيم (..) وزن الخنزير كان مخيفا ويمكن أن يقتلني بضربة من رأسه".
وكغيره يرى خليل في انتشار قطعان الخنازير "ظاهرة ملفتة برزت في الأشهر الماضية"، ويخشى من "خسائر كبيرة وفادحة" في حال باتت القرى الزراعية والمحاصيل ساحة لها.
وبالنسبة لرئيس اللجنة الزراعية في مجلس محافظة ديالى حقي الجبوري، فإن توقف عمليات صيد الخنازير البرية وترك الفلاحين لأراضيهم في العام 2014 "شكل بيئة مناسبة لزيادة أعدادها".
ولم يعد سكان العظيم إليها إلا بعد رحلة نزوح دامت أكثر من عام ، رغم أنها كانت من أول المناطق التي استعادتها القوات العراقية من تنظيم الدولة الإسلامية بعد سيطرته عليها لأكثر من خمسة أشهر في العام 2014.
وفي السياق، يقلب المهندس الزراعي عبدالله قصي، صورا تذكارية لحملات صيد الخنازير خلال السنوات الماضية.
ويقول قصي "كان المزارعون ينظمون حملات صيد للخنازير البرية بهدف خلق توازن في أعدادها، لأنها تلحق ضررا بالغا بالأشجار خاصة الحمضيات، أما ضررها على محاصيل الخضروات فيكون مضاعفا".
وتوقفت هذه الحملات بشكل كامل بسبب التداعيات الأمنية في المناطق الزراعية، ما أسهم في مضاعفة أعداد الخنازير، بحسب قصي.
ويثير تزايد أعداد الخنازير في منطقة العظيم علامات استفهام لدى المهندس الزراعي العراقي، الذي يدعو إلى دراسة علمية للأمر لجلاء أسبابه.
ويدعو المسؤول الإداري لمنطقة العظيم عبدالجبار العبيدي، أيضا لدراسة هذه الظاهرة، خاصة بعد أن تعرض العديد من الفلاحين لهجمات الخنازير.
ويحذر العبيدي من "أن الخنازير البرية شرسة بطبيعتها، وربما تؤذي الأطفال والنساء"، خاصة أنها "لم تعد تكتف بما تخربه من الأراضي الزراعية بل بدأت تقترب من بعض القرى والمنازل السكنية".
وكرر العبيدي دعوته إلى ضرورة "معالجة ظهورها من قبل الجهات المختصة".
ويرى مختصون بالشأن الزراعي أن القضاء على الخنازير البرية مهمة ليست سهلة ولايستطيع المزارع وحده القيام بها، ويدعو هؤلاء إلى تعاون بين الدوائر الزراعية والبيطرية والأجهزة الامنية والصحية للحد من انتشار هذه الظاهرة، محذرين من خسائر اقتصادية كبيرة للعاملين في القطاع الزراعي في حال استمرارها.