19 إبريل 2017/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ "أنا أمير من تونس وهذه أختي مريم"، هكذا فاجأ أمير البالغ من العمر 10 سنوات مشاهدي برنامج "الشعر الصيني" على قناة الشرق التي تبث من شنغهاي، حينما صعد رفقة شقيقته مريم التي تصغره بـ 8 سنوات على الركح للمشاركة في مسابقة الشعر الصيني القديم. وأظهر الشقيقان براعة وموهبة كبيرة في حفظ الشعر الصيني القديم والإجابة على الأسئلة المطروحة، ما أثار دهشة الشعراء الجالسين ومقدم البرنامج، وصفق لهم الجمهور طويلا.
في حديثه لصحيفة الشعب اليومية أونلاين(شبكة الشعب) عن قصة تعلق ابنيه بالشعر الصيني القديم، يقول محمد نجيب، التونسي الذي يعيش في الصين منذ قرابة 15 سنة، أن تشجيعه هو زوجته الصينية لأمير على تعلم الشعر الصيني، كان في البداية بهدف تحسين نتائجه الدراسية، لكنهما سرعان ما اكتشفا موهبة أمير في الحفظ وحبه للشعر، فعملا على صقل هذه الموهبة وتشجيع أمير على المشاركة في مختلف المسابقات الشعرية، واستطاع أمير رغم صغر سنه أن يشارك في عدة مسابقات شعرية في مختلف القنوات التلفزية الصينية وحصل على تثمين عالي ولفت إنتباه المشاهدين.
ويضيف محمد نجيب، أن حب ابنه للشعر جعله الأكثر تفوق في الدراسة بين زملائه، وأثر كذلك على ميولات اخته الصغيرة مريم، التي باتت تقبل على حفظ الشعر بشراهة رغم أنها لا تحسن القراءة والكتابة بعد. وهنا يشيد الأب بدور زوجته وانغ لي، التي تنحدر من موطن الشعر الصيني القديم، مدينة شيآن، في تربية موهبة الشعر لدى ابنيهما. حيث تدربهما بشكل يومي على قراءة الشعر والعزف، لصقل موهبتهما وتهذيب حسهما الفني. ويرى بأن ذلك كان العامل الأهم في تميز ابنيه في المسابقات الشعرية رغم حداثة سنّيهما.
إلى جانب موهبة الأبناء، هناك سبب آخر يدفع محمد نجيب وزوجته لتشجيع ابنيهما على تعليمهما الشعر الصيني القديم، حيث يرى الأب أن الشعر الصيني القديم يمكن أن يعلم ابنيه العديد من القيم والمبادئ التي تآكلت في المجتمع الصيني الحديث، ويساعدهما على تربيتهما التربية الصحيحة، ويغرسا فيهما قيم برّ الوالدين واحترام الآخرين منذ الصغر.
من جهة أخرى، ينوي محمد نجيب تعليم ابنيه الشعر العربي أيضا، ويأمل أن يصبح ابنيه جسرا قويا يربط الثقافة العربية بالثقافة الصينية، ويقدمان إسهاما كبيرا في دفع التبادل والحوار الحضاري بين العرب والصين وخاصة بين تونس والصين.