تحليل إخباري: "مصنعك جاهز بالتراخيص" مبادرة "خارج الصندوق" لتشجيع الصناعة في مصر

القاهرة 21 ديسمبر 2016 / اعتبر محللون ومستثمرون مصريون، إعلان الحكومة عن مبادرة "مصنعك جاهز بالتراخيص" "تفكيرا خارج الصندوق" من شأنه أن يشجع الصناعة بما يؤدى إلى زيادة الإنتاج والاستثمارات في البلاد.

وأعلنت مصر هذا الأسبوع عن مبادرة "مصنعك جاهز بالتراخيص"، وذلك للمرة الأولى، وتتضمن باكورة هذه المبادرة إنشاء مجمع صناعي كامل المرافق والمباني وجاهز بالترخيص في مدينة السادات بمحافظة المنوفية شمال القاهرة.

ويشمل مجمع السادات 296 مصنعا بمساحات تتراوح بين 300 و720 مترا، وبأسعار تتراوح بين 1.4 مليون وثلاثة ملايين جنيه مصرى حسب مساحة المصنع (الدولار الأمريكى الواحد يعادل نحو 19.4 جنيه)، يتم تسديدها بالتقسيط أو عن طريق تمويل بنكي بفائدة 5 % متناقصة حتي عشر سنوات.

وفوجئت هيئة التنمية الصناعية يوم (الاثنين) الماضي، أول أيام طرح هذه المصانع، بإقبال غير مسبوق من المستثمرين على شراء المصانع.

وفي هذا الصدد، أشاد السفير جمال بيومي أمين عام اتحاد المستثمرين العرب، بتوجه الحكومة المصرية نحو إنشاء مجمعات صناعية، وعده "تفكيرا جديدا من الدولة".

وقال بيومي لوكالة أنباء (شينخوا)، إن " الحكومة تذهب إلى أماكن الصناعات المتميزة مثل محافظة دمياط الشهيرة بصناعة الأثاث، وسوف تتوسع وتنشئ مدينة كاملة للأثاث هناك، وأيضا محافظة أسيوط الشهيرة بصناعية السجاد، ويمكن أن تذهب لمدينة المحلة وتحيي صناعة المنسوجات هناك".

واعتبر هذا التوجه يأتي في إطار "التنمية وإحياء لصناعات لمصر ميزة نسيبا فيها".

وتشمل مبادرة "مصنعك جاهز بالتراخيص" في مرحلتها الأولى، إنشاء ثلاثة مجمعات صناعية متضمنة مجمع السادات الذي سيتم تخصيصه للصناعات الغذائية والدوائية والهندسية، ومجمع بمدينة بدر في محافظة القاهرة سوف يخصص للصناعات النسيجية، وثالث بجنوب الرسوة في محافظة بورسعيد يتضمن أنشطة متنوعة.

وتستهدف هذه المبادرة إنشاء 21 مجمعا صناعيا في مصر حتى عام 2020.

وأضاف بيومي إن إنشاء هذه المجمعات الصناعية " يخلق وظائف للشباب الذين يبحثون عن فرص عمل خاصة بهم، فمن يريد أن يفتح مشروعا سوف يجد مكان جاهز ويحتاج فقط لتمويل، هذا هدفه التوظيف وأيضا سوف يوفر خدمات للناس".

ورأى أن هذه المجمعات سوف تزيد الاستثمارات في مصر إذا نجحت المشروعات بها.

وأوضح أن أسعار المصانع التي أعلنتها الهيئة العامة للتنمية الصناعية ليست مرتفعة، بل تتضمن عنصر تحفيز للمستثمرين.

لكن أحمد وهبة رئيس جمعية "مستثمري الصفا" بمحافظة أسيوط جنوب القاهرة، اعتبر أسعار المصانع مرتفعة بعض الشئ بالنسبة للمستثمرين الذين يبدأون أولى خطواتهم فى هذا المجال.

وقال وهبة، إن المستثمرين الذين سيشترون المصانع قد يتعرضون لمشاكل فى السداد بعد ذلك، وطالب الحكومة بتشجيع صغار المستثمرين بمنحهم إعفاءات ضريبية لمدة عشر سنوات حتي تنجح مشروعاتهم.

وأوضح أن 80 % من المصانع بالمنطقة الصناعية في مدينة الصفا توقفت جزئيا عن العمل بسبب مشاكل التمويل، وعدم قدرة المصانع على تسويق منتجاتها، لافتا إلى أن عدم اكتمال البنية التحتية بالمناطق الصناعية من أكبر المعوقات التي تواجه مستثمري مدن الصعيد.

غير أن وهبة اعتبر إنشاء مصانع وبيعها للمستثمرين بكافة تراخيصها "أمر جيد يهدف إلى تشجيع الصناعة والمستثمرين".

وتابع إن " المستثمر يتعرض لمعوقات بسبب صعوبة الحصول على التراخيص من المحليات فى المدن الصناعية، لكن هذه المبادرة الحكومية تعرض المصانع جاهزة بكافة التراخيص على المستثمرين، وهذه خطوة كبيرة من الدولة لعودة المستثمرين مرة أخرى للعمل والانتاج".

وتوقع وهبة أن تنجح هذه المبادرة في إعادة تنشيط الصناعة المصرية بشكل جيد، لأن فتح مصانع جديدة من شأنه أن يزيد الإنتاج.

وأكد أن هذه المبادرة سوف تجذب الاستثمار المحلي أولا، ثم تنتقل إلى الاستثمار الأجنبي من خلال التعاملات بين المستثمرين المصريين ونظرائهم العرب والأجانب.

أما الدكتور محمد هلال نائب رئيس جمعية المستثمرين بمدينة السادات، فرأى أن إنشاء مجمعات صناعية "توجه جيد جدا، سوف يؤدى إلى تحسين البيئة الصناعية".

وأردف "هذا تفكير خارج الصندوق (أي غير تقليدي) بكل تأكيد، وطلبنا ذلك منذ سنوات، ونطالب أيضا بإنشاء مناطق تكنولوجية متخصصة، تقدم لها حوافز من أجل جذب العقول".

واستطرد " لو نفذت هذه المجمعات الصناعية في ظل معايير وحوافز ورقابة جيدة ورعاية من الدولة، فسوف تنجح بكل تأكيد في إعادة تنشيط الصناعة المصرية وزيادة الإنتاج ".

وواصل " اعتقد أن توجهات الحكومة الحالية أن تحل جزء من مشاكل الصناعات الصغيرة، وهذه خطوة جيدة، سوف تقضى على وجود صناعات وورش عشوائية".

وتابع إن " الرئيس (عبدالفتاح السيسي) كان قد أعلن تخصيص 200 مليار جنيه للمشروع الصغيرة والمتوسطة، والمستثمر يمكن أن يأخذ قرض بـ5 ملايين جنيه بفائدة 5 %، وهذا لا يحدث فى أى دولة صناعية حاليا، وسوف يشجع ويدعم أصحاب المشروعات الصغيرة في مصر".