بقلم/ خوا يي وين، خبير في الشؤون الدولية
في الآونة الاخيرة، صادرت البحرية الصينية " جسما غريبا" في مياه بحر الصين الجنوبي، واتضح بعد الفحص أنه غواصة غير مأهولة تابعة للولايات المتحدة. وأصبح هذا الخبر بسرعة البرق محل اهتمام الراي العام الدولي، وأهم العوامل التي لعبت الدور في ذلك:ـ بطلا الرواية عسكريين من بلدين كبيرتين، ومكان الرواية منطقة بحر الصين الجنوبي التي لم تشهد تهدئة في السنوات الاخيرة. ارسال رئيس الولايات المتحدة المنتخب تويتر ذات الصلة بعد الحادثة.
أولا، الحديث عن ترامب
أعرب ترامب عن قلقه بشأن الحادثة على حسابه على تويتر، قائلا: "الصين تسرق غواصة أبحاث تابعة للبحرية الأميركية من داخل مياه دولية، انتشلتها من البحر وأخذتها إلى الصين في عمل لم يسبق له مثيل"، وتابع:" لا نريد الغواصة التي سرقوها فليحتفظوا بها!". وقد نشر التويتر الثاني بعد إعلان الصين عن أن بكين ستعيد غواصة أميركية احتجزتها سفينة حربية صينية في بحر الصين الجنوبي بالطريقة المناسبة. وأن نشر الترامب تويترا عشوائيا يجعل من الصعب معرفة ما يريده بالضبط. كما لا داعي أن تستهلك الصين قوة كبيرة لتخمين فكرته، ما تحتاج فعله هو الرد بهدوء بمجرد وضع قدمها وفهم الوضع.
ثانيا، بحر الصين الجنوبي
في السنوات الأخيرة، أصبحت قضية بحر الصين الجنوبي كمقبض في يد الولايات المتحدة لاحتواء الصين من الناحية الاستراتيجية. وأرسلت الولايات المتحدة السفن والطائرات لدخول المجال الجوي والبحري الصيني قرب مياه جزر نانشا ، حتى أرسلت سفنا حربية الى المياه الاقليمية الصينية قرب جزر سيشا بدون إذن، وبغلاف " حرية الملاحة" تتعمد على استفزاز والتحريض على الصين. وتتظاهر الولايات المتحدة في حادثة غواصتها في بحر الصين الجنوبي بالبراءة مدعية أن تواجد الغواصمة في المنطقة هو وفقا للقانون الدولي، بجمع بيانات عسكرية بشأن المحيطات في المياه الدولية، في حين تتهم الصين بأن مصادرة الغواصة غير مأهولة في بحر الصين الجنوبي والاستلاء عليها بأنه غير قانوني. ويعتبر هذا الاتهام زورا ولا اساس له من الصحة. ووفقا للمعلومات التي تم الكشف عنها حاليا، أن زورق نجاة تابع للبحرية الصينية رصد جسما غريبا في مياه بحر الصين الجنوبي فتوجه الزورق إلى مكانه لاستكشاف الأمر من أجل سلامة الملاحة ومساعدة افراد السفينة من الضرر، باعتبار الجانب الصيني مسؤول عن تحديد هوية الجسم الغريب.
وينبغي القول أن التعامل الصيني مع الحدث هو عقلاني للغاية. كما أن الصين تعاملت بكل مهنية ومسؤولية اثناء البحث والتأكد من هوية الجسم الغريب، وبعد التحقق من أن الغواصة غير المؤهولة تابعة للولايات المتحدة ، قررت اعادتها لاصحابها. وفي المقابل، أن تسخين الولايات المتحدة للمسألة من جانب أحادي ، قد يؤدي الى عدم حل المشلكة على نحو سلس.
ثالثا، عسكري
الولايات المتحدة لا يمكن أن تخفي النوايات الحقيقية وراء الغواصة غير المأهولة وبأنها تقوم باجراءات استطلاع ومسح عسكري داخل بحر الصين الجنوبي. وأن ظهور الغواصة غير المأهولة التابعة للولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي مجرد غيض من فيض في الاستراتيجية العسكرية الامريكية تجاه الصين في بحر الصين الجنوبي. وقد بدأت الولايات المتحدة بتطوير الغواصات غير المأهلة، وتعتبر الاخيرة " قوة مضاعفة" للبحرية الامريكية وجزءا هاما من أنظمة الاسلحة الامريكية للحفاظ على التفوق العسكري على الصين والعالم أجمع. وفي السنوات الاخيرة، شهد الاستثمار في مجال البحث وتطوير الغواصات غير المأهولة زيادة ملحوظة.
وأن ظهور سفينة "ي يو اس ان اس بوديتش" التابعة للجيش الامريكي وهي غواصة غير مأهولة امريكية، عملت على مراقبة الصين غير القانونية منذ سنوات عديدة. وتتجاهل الولايات المتحدة معارضة الصين لذلك منذ فترة طويلة، وترسل باستمرار وبشكل متكرر سفنا عسكرية للاستطلاع في بحر الصين، ما يعكس استمرار الشكوك الذي قد يصل في بعض الاحيان الى عداء بين الصين والولايات المتحدة.
وتواجد السفن والغواصات الامريكية في بحر الصين الجنوبي للتجسس باسم " حرية العمل الملاحي"، لا يؤدي الى وقوع حوادث جوية وبحرية فقط، وأنما من المحتمل أن تكون من العقبات التي تحول دون تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة أيضا.
يستمر وضع التعاون والمنافسة بين الصين والولايات المتحدة. والصين تنمو في خلفية التعاون والنضال مع الولايات المتحدة.