رام الله 3 أغسطس 2016 / اتهمت الحكومة الفلسطينية إسرائيل اليوم (الأربعاء) "بعرقلة" إعمار المسجد الأقصى في الجزء الجنوبي من مدينة القدس، معتبرة أن الأمر يأتي ضمن "الاعتداءات اليومية" التي تشن بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة.
وقال الناطق باسم الحكومة يوسف المحمود، في بيان تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إن السلطات الإسرائيلية اعتقلت اليوم 4 من موظفي لجنة إعمار المسجد الأقصى في دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أثناء عملهم بترميم قبة الصخرة المشرفة.
واعتبر المحمود، أن الإجراء الإسرائيلي يهدف إلى "منع اللجنة من القيام بواجبها تجاه أقدس مقدسات المسلمين، ولبسط السيطرة على الحرم القدسي الشريف في إطار السعي إلى تغيير الوضع الطبيعي والمتعارف عليه بالوضع القائم ومحاولة استبداله بفرض واقع مختلف لا يتطابق عروبة مدينة القدس".
وحذر الناطق باسم الحكومة من "خطورة الأوضاع التي تعمل سلطات الاحتلال على مفاقمتها في مدينة القدس المحتلة على كافة الصعد".
ودعا المحمود المؤسسات الدولية وأسرة المجتمع الدولي إلى "التدخل العاجل للجم الاحتلال ووقف اعتداءاته اليومية ضد المسجد الأقصى المبارك وضد مدينة القدس المحتلة".
وكانت مصادر فلسطينية ذكرت أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت أربعة من موظفي لجنة الإعمار في المسجد الأقصى بينهم مدير اللجنة بسام الحلاق، ومراقب العمال عيسى سلهب وإثنين آخرين.
وقالت المصادر لـ((شينخوا)) إن الشرطة اقتادت المعتقلين الأربعة إلى مركز توقيف وتحقيق تابع لها في البلدة القديمة من القدس.
وأشارت المصادر إلى أن الاعتقال جاء عقب تدخل السلطات الإسرائيلية وطلبها وقف أعمال الترميم في مسجد قبة الصخرة بالأقصى الأمر الذي رفضه رئيس اللجنة وأكد أن هذه الأعمال من شأن وصلاحية ومسئولية الأوقاف الإسلامية فقط.
بدوره، اعتبر وزير الأوقاف والشئون الدينية يوسف إدعيس اعتقال موظفي اللجنة، "يهدف إلى إفراغ الساحة من أي تواجد إسلامي في المسجد الأقصى وإحلال التواجد اليهودي فيه ولإتاحة المجال أمام المستوطنين لتدنيسه بحرية".
وقال إدعيس في بيان صحفي له، إن "الاحتلال الإسرائيلي يعرقل على الدوام عمل اللجنة ويضع الصعوبات أمامها سواء بالاعتقال، أو مصادرة المواد والمعدات، وعدم السماح لها بأية صيانة أو ترميم".
وأشار إلى أن "الاحتلال وأذرعه التنفيذية بدأ بمعركة خطيرة ضد حراس وموظفي المسجد الأقصى المبارك، والمرابطين وجموع المصلين"، محذرا من عواقب استمرار "صمت الأمة العربية والإسلامية أمام ما حدث ويحدث من كوارث".
كما حذر إدعيس في بيانه السلطات الإسرائيلية، من "مغبة التمادي بهذه السياسة والاعتداء على حراس الأقصى وسدنته وموظفي الأوقاف"، داعيا العالمين العربي والإسلامي ومؤسسات المجتمع الدولي إلى التدخل "لوقف الإجراءات العقابية بحق القائمين على المسجد الأقصى، والتدخل الإسرائيلي في كل أعمال الأوقاف والإعمار في المسجد الأقصى المبارك التي تعرقلها الشرطة الإسرائيلية".
ولم تعقب مصادر إسرائيلية على ذلك.
ويريد الفلسطينيون إعلان القدس الشرقية التي تضم المسجد الأقصى عاصمة لدولتهم العتيدة فيما تصر إسرائيل على اعتبار القدس الموحدة عاصمة لها.
ولا يعترف المجتمع الدولي بالقدس عاصمة لإسرائيل منذ إعلانها القدس الغربية عاصمة لها عام 1950 منتهكة بذلك "قرار التقسيم" الصادر عن الأمم المتحدة في 1947 وينص على منح القدس وبيت لحم وضعا دوليا.
وازداد هذا الرفض بعد احتلال إسرائيل للقدس الشرقية وضمها في يونيو عام 1967.