رام الله 14 يوليو 216 /اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية اليوم (الخميس)، أن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بين الفينة والأخرى عن تحسن علاقات إسرائيل مع الدول العربية قبل تطبيق مبادرة السلام العربية "خطير للغاية".
وقالت الوزارة في بيان صحفي لها، أن نتنياهو "يسعى من خلال حديثه عن تقدم في العلاقات مع العالم العربي إلى توجيه رسائل سياسية الى أكثر من جهة".
وأضافت أن نتنياهو "يرغب بأن يظهر للداخل الإسرائيلي أنه يحقق انتصارات وإنجازات دبلوماسية، وأن حكومته لا تعاني من أية عزلة، رغم حالة الجمود التي تعيشها عملية السلام".
وأردفت الوزارة، "كما أن نتنياهو يحاول الترويج بأن السلام من خلال البوابة الإقليمية ما زال ممكنا بهدف قطع الطريق على جهود السلام الدولية، وإعطاء الانطباع أنه يبحث عن فرص ومخارج تسمح بعودة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية من خلال البوابة العربية".
واعتبرت أن ذلك "يعكس إطار تنفيذ مبادرة السلام العربية، ويخرجها عن شكلها الحالي، حيث تعرض المبادرة علاقات تطبيع بين الدول العربية وإسرائيل بعد التوصل إلى اتفاق سلام نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتوصل إلى حل عادل ومتفق عليه في موضوع اللاجئين".
ورأت الوزارة، أن نتنياهو "يقفز إلى محاولات خلق واقع شرق أوسطي جديد، بحيث يعزز ما يدعيه عن علاقات إسرائيلية عربية على حساب القضية الفلسطينية، دون أن يكون هنالك رابط بين هذا وإنهاء احتلاله لأرض دولة فلسطين، أو وقف نشاطاته الاستيطانية التهويدية وسرقته للأرض الفلسطينية، ووقف اعتداءاته المتواصلة ضد القدس المحتلة والمقدسات، وهدم المنازل والإعدامات الميدانية".
وكان نتنياهو قال خلال مراسم تخريج دفعة جديدة من طلاب كلية الأمن القومي الإسرائيلي أمس الأربعاء، بحسب ما نقلت عنه الإذاعة الإسرائيلية العامة، إن علاقات إسرائيل مع الدول العربية المحورية تمر بمرحلة تحول جذري.
واعتبر نتنياهو، أن الدول العربية "باتت تدرك أن إسرائيل ليست عدوا لها بل حليفة وسندا هاما بوجه التيار الإسلامي المتطرف وإيران اللذين يهددان الجميع".
وأضاف نتنياهو، أن إسرائيل اعتقدت في الماضي أن التوصل إلى السلام مع الفلسطينيين سيتيح لها تحقيق السلام مع العالم العربي "لكن يمكن لهذه العملية أن تسير في الاتجاه المعاكس أيضا".
ورأى رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن "توطيد العلاقات مع العالم العربي قد يؤدي إلى سلام واقعي ومستقر مع الجانب الفلسطيني".
وسبق أن أكدت الرئاسة الفلسطينية، على التمسك بالمبادرة العربية التي أطلقت عام 2002، مشددة على أنها "جزء من قرار مجلس الأمن الدولي، وخطة خارطة الطريق".
وأضافت الرئاسة في بيان أصدرته أخيرا على لسان المتحدث باسمها نبيل أبو ردينة، أنه "من غير المقبول الالتفاف على المبادرة العربية، في ظل وجود اجماع فلسطيني وعريي وإسلامي عليها".
ودعا أبو ردينة إسرائيل، إلى الاعتراف بأن الشرعية العربية والدولية هي الطريق الوحيد للأمن والاستقرار والسلام.
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في النصف الأول من عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون أن تسفر عن تقدم لإنهاء النزاع المستمر بينهما منذ عدة عقود.