القاهرة 3 أغسطس 2016 / يعتبر العالم المصري أحمد زويل الذي غيبه الموت أمس (الثلاثاء) "هرم مصر العلمي"، الذي أحدث ثورة في الكيمياء، جعلته أول عربي مسلم يحصل على جائزة نوبل في هذا العلم.
وتوفى زويل عن عمر ناهز الـ 70 عاما، بعد صراع مع المرض، حيث كان يعاني من ورم سرطاني في النخاع الشوكي.
وأوصى زويل في وصيته بأن يتم دفن جثمانه في مصر، رغم أنه كان يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.
وزويل هو أستاذ الكيمياء في معهد كاليفورنيا للتقنية، والحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء في عام 1999 لأبحاثه في مجال كيمياء "الفيمتو"، حيث قام باختراع ميكروسكوب يقوم بتصوير أشعة الليزر في زمن مقداره فيمتوثانية، وهكذا يمكن رؤية الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية.
ولد زويل في 26 فبراير 1946 بمدينة دمنهور في محافظة البحيرة شمال القاهرة، وفى سن الرابعة انتقل مع أسرته إلى مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، حيث تلقى تعليمه الأساسى.
والتحق زويل بكلية العلوم في جامعة الإسكندرية، حيث حصل على بكالوريوس العلوم بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف في عام 1967، وعمل معيدا بالكلية ثم حصل على درجة الماجستير عن بحث في علم الضوء.
وسافر زويل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في منحة دراسية، حيث حصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر، ثم عمل باحثا في جامعة كاليفورنيا من عام 1974 إلى 1976، وبعدها انتقل للعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتك) أكبر الجامعات العلمية هناك.
وفي عام 1982 حصل زويل على الجنسية الأمريكية، وتدرج في المناصب العلمية إلى أن أصبح أستاذ ورئيس قسم الكيمياء في كالتك، خلفا لينوس باولينج الذي حصل على جائزة نوبل مرتين، الأولى في الكيمياء والثانية في السلام العالمي.
ابتكر زويل نظام تصوير سريع للغاية يعمل باستخدام الليزر، له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها والتحام بعضها ببعض، والوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة هي فيمتو ثانية.
ونشر لزويل أكثر من 350 بحثا علميا في المجلات العالمية المتخصصة، وأدرج اسمه في قائمة الشرف بالولايات المتحدة التي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأمريكية، حيث احتل المرتبة التاسعة من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر في الولايات المتحدة.
وفى 21 أكتوير 1999 حصل زويل على جائزة نوبل فى الكيمياء عن اختراعه كاميرا لتحليل الطيف تعمل بسرعة الفيمتو ثانية، وجاء في حيثيات منح الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم جائزة نوبل له أن تكريمه جاء نتيجة للثورة الهائلة في العلوم الكيميائية من خلال أبحاثه الرائدة في مجال ردود الفعل الكيميائية واستخدام أشعة الليزر حيث أدت أبحاثه إلى ميلاد ما يسمى بـ"كيمياء الفيمتو ثانية" واستخدام آلات التصوير الفائقة السرعة لمراقبة التفاعلات الكيميائية، مؤكدة أن هذا الاكتشاف أحدث ثورة في علم الكيمياء وفي العلوم المرتبطة به.
وحصل زويل على العديد من الأوسمة والنياشين والجوائز العالمية لأبحاثه الرائدة في علوم الليزر وعلم الفيمتو، حيث حاز على 31 جائزة دولية.
وفى عام 2009، أعلن البيت الأبيض عن اختيار زويل ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا، والذي يضم 20 عالما مرموقا في عدد من المجالات.
وحصل كذلك على قلادة النيل العظمى وهى أعلى وسام مصري، واطلق اسمه على بعض الشوارع والميادين في مصر.
وأسس زويل في 2012 "مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا" في مصر، وهي مشروع يستهدف تحقيق نهضة علمية في البلاد، ومؤسسة تتمتع بالاستقلالية التامة ويتم تمويلها عبر التبرعات.
ونعى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي "ببالغ الحزن وعميق الأسى" زويل، و"تقدم بخالص التعازي والمواساة لأسرة الراحل العظيم وذويه وكافة تلاميذه ومحبيه من أبناء الوطن وخارجه".
واعتبرت الرئاسة في بيان" أن مصر فقدت عالما نابغا بذل جهودا دؤوبة لرفع اسمها عاليا في مختلف المحافل العلمية الدولية.. وكان حريصا على نقل ثمرة علمه وأبحاثه التي أثرت مجالي الكيمياء والفيزياء إلى أبناء مصر".
ومن المقرر أن تقام جنازة عسكرية لزويل فور وصول الجثمان من الولايات المتحدة الأمريكية، حسب اللواء صلاح عزازي مدير عام مدينة زويل.