صحيفة الشعب اليومية أونلاين: هناك علاقات تبادل عريقة وثرية بين الحضارتين العربية والصينية، وفي الوقت الحالي، تطرح الصين مبادرة الحزام والطريق، التي تهدف إلى إحياء علاقات التبادل والتعاون القديمة على مسار طريق الحرير القديم. برأيك، كيف يمكن للفن أن يلعب دوره في تعزيز التبادل بين الشعوب العربية والصينية والمساهمة في إنجاح مبادرة الحزام والطريق؟
خضر أحمد: طبعا، الفن كان دائما رابطا مهما بين الشعوب، وكان هناك تبادل فني وثقافي قديم على طوال طريق الحرير بين الثقافات الشرقية، وهذا لعب دورا هاما في التقريب بين الشعوب والحضارات، وفي الحقيقة، يعد الفن آداة التواصل الأولى بين الشعوب، لأن الفن رسالة إنسانية تنسجم مع مختلف الثقافات والشعوب، وسلسلة العروض التي نقدمها الآن في الصين، جائت في وقتها، لتزامنها مع مبادرة الحزام والطريق، لتعريف الصينيين على الفن العربي والثقافة العربية، وخاصة بالنسبة للمناطق الداخلية والنائية والبعيدة عن مراكز المدن الكبرى، حيث تتيح لها هذه العروض فرصة التعرف على الفن العربي، وهذا من شأنه أن يعزز التبادل الثقافي العربي الصيني ويسهم في إعادة إحياء التبادل الحضاري القديم بين الحضارة العربية والصينية، خاصة وأن الفن يتجاوز حاجز اللغة، لأن الفن في حد ذاته لغة مستقلة بذاتها، بإستطاعتها الإستغناء عن الحروف والكلمات لإيصال المعنى. وخلال تواجدي في الصين، حضرت عرضا فنيا صينيا، وأعجبت به شديد الأعجاب، وهذا يجسد وحدة الفن ودوره في التقريب بين الثقافات والشعوب. أعتقد أن عروض الرقص الشرقي التي قدمناها في الصين تمتلك رمزية تاريخية كبيرة بالنسبة لطريق الحرير، لأن المحتوى الفني الذي نقدمه يضرب بجذوره في الحقبة التي إزدهرت فيها الحضارتين العربية والصينية، وإزدهر فيها التبادل الحضاري بين العرب والصين على طريق الحرير القديم. لذا، آمل أن تتعدد مثل هذه العروض، سواء العروض الفنية العربية في الصين، أو العروض الفنية الصينية في الدول العربية، لتفعيل دور الفن والفنانين في التقريب بين الثقافات والشعوب.