بقلم/ وانغ جين، طالب دكتوراه في معهد العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة حيفا في إسرائيل
يخشى بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الحليف الرئيسي لامريكا من أن تاتي الانتخابات الرئاسية الامريكية 2016 التي تجري على قدم وساق بنتائج غير المرضية سواء بفوز دونالد ترامب أم هيلاري كلينتون .
اسرائيل باعتبارها حليف مهم لامريكا تؤثر باستمرارعلى الانتخابات الرئاسية الامريكية. وفي عام 2008، دعم نتنياهو الذي لم يشغل حينئذ منصب رئيس وزراء اسرائيل المرشح الجمهوري جون ماكين ضد أوباما، والنتيجة انهزام ماكين؛ وفي عام 2012، دعم نتنياهو كرئيس وزراء إسرائيل الانتخابات الامريكية بموارد بشرية ومادية ضخمة، بما في ذلك حلفاء اسرائيل في امريكا، حيث ساعد الملياردير ورجل الأعمال الأمريكي شيلدون أديلسون المرشح رومني بملايين الدولارات في الحملة الانتخابية، ولكن للأسف، انتهت الانتخابات بفوز أوباما مرة أخرى.
وفي الانتخابات الحالية، يدعم نتنياهو المرشح الجمهوري ماركو روبيو، لكن، مثل المراقبين في العالم، لم يتوقع نتنياهو وفرقه ظهور ترامب في نهاية المطاف مثل الحصان الأسود. كما اثارت تصريحات ترامب ضد اليهود في عدة مناسبات حيرة وقلق نتنياهو واسرائيل تجاه السياسية الأمريكية في الشرق الاوسط مستقبلا.
بالمقارنة مع نظيرها ترامب، يخشى من أن الخبرة السياسية والدبلوماسية للمرشحة عن الحزب الديمقراطي هيلاري في الشرق الاوسط يزيد من قلق نتنياهو. ويرى الأخير أنه سواء هيلاري أو أوباما كلاهما غير مرحب بهما من قبل الاسرائيليين. ومن ناحية أخرى، لم تنتقد كلينتون اسرائيل علنا، لكنها لا تحب نتنياهو، حيث تعتبره شخصا لا يمكن الاعتماد عليه، وترى فيه السياسي الماكر، كما يرى نتنياهو أن هيلاري شخصية متجبرة، و آراءها اتجاه الشرق الاوسط وخاصة القضية الاسرائيلية الفلسطينية ساذجة جدا.
وأن الأمر الذي يسبب الصداع أكثر لاسرائيل هو أن تقارير عديدة تشير الى أن هيلاري بعد فوزها في الانتخابات من المرجح أن تشكل طقم وزارة خارجية غير مواتي بشكل كبير للدبلوماسية الخارجية الاسرائيلية، مما يعيق برنامج نتنياهو والدبلوماسيين الاسرائيليين. على سبيل المثال، مستشار أوباما لشئون الاتفاق مع إيران جاك سوليفان، المسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لوكسمبورجو، وزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانيتا، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية نيكولاس بيرنز الاسبق وآخرون. كما أن نتنياهو مستاء جدا من موقف هؤلاء الشخصيات الدبلوماسية اتجاه قضايا الشرق الاوسط ، خاصة القضية الاسرائيلية الفلسطينية. ومما لا شك فيه، فإن وجود هذا الطقم الدبلوماسي بعد تولي هيلاري منصب رئيس أمريكا سيؤثر بشكل كبير على العلاقات الامريكية الاسرائيلية.
بالإضافة إلى الطقم الدبلوماسي، من المرجح أن يشمل فريق هيلاري المختص بالقضية الاسرائيلية والفلسطينية على كبار الباحثين في هيئات دراسات الشرق الأوسط المشهورة، بما في ذلك معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى. ومشاركة هؤلاء العلماء المعروفين ستوفر قوة للتدخل أمريكا في الشرق الاوسط، خاصة القضية الاسرائيلية الفلسطينية، وإعادة تشغيل تعزيز محادثات السلام الإسرائيلية - الفلسطينية.
العلاقات الشخصية السيئة بين القادة تؤثر بشكل كبير على العلاقات الثنائية. في السنوات الاخيرة، اثر سوء العلاقات بين نتنياهو وأوباما على تطوير العلاقات بين أمريكا واسرائيل. وبطبيعة الحال، سواء انتخب ترامب أم كلينتون ، ستجد اسرائيل طريقة أخرى لحل مشكلة الوضع البارد من جراء حرج العلاقات بين القادة. مثلا، رجل الأعمال الامريكي حاييم سابان أحد الداعمين الرئيسيين لباراك أوباما وهيلاري كلينتون يعمل هذه السنوات كـ"ناقل الأخبار" بين قادة أمريكا واسرائيل. وسيواصل لعب دوره لو تم انتخاب هيلاري كلينتون. ولكن بالنسبة لاسرائيل، فإن الانتخابات الرئاسية الامريكية تقدم فرصة جديدة للقضية الاسرائيلية الفلسطينية، وكيفية انتهازها اختبار لحكمة القادة السياسيين.