توردي (الوسط) وأبوه بالتبني (الأيسر) |
10 مايو 2016/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ هذه عائلة إستثنائية، الأب لي جين مينغ، من قومية الهان، تجاوز الستين، والإبن توردي إلياس، من قومية الويغور، في سن العشرين. على مدى أكثر من 10 سنوات، قضى لي وتوردي علاقة حميمية عابرة للأعراق، علاقة بين الأب وإبنه.
عامل في الزراعة يتبنى طفل الشوارع
ولد توردي في منطقة أواتي، شمال صحراء تاكمالكان جنوب شينجيانغ. لم يسبق له أن رأى أباه الشرعي، وخلال فترة الرضاعة غادرت أمه البيت بدون خبر، فرباه جده وجدته، وبعد دخوله المدرسة، توفي جده وجدته تباعا، فأصبح يتيما مشردا.
لي جين مينغ، أصيل سيتشوان، قدم في عام 1997 إلى أواتي للعمل في الزراعة. وذات يوم، رأى طفلا صغيرا يلهو أمام الغرفة التي يستأجرها، وحينما حان وقت الغداء، سأل لي الطفل إن كان جائعا، فأومأ الطفل له برأسه. فخرج لي جين مينغ، وأشترى للطفل طبق شوتشوافان، فتناول الطفل الطعام بنهم كبير.
كان في البداية هناك حاجز لغوي بين الطفل الويغوري ولي جين مينغ، لكن عطف هذا الأخير على الطفل، دفعه إلى تعلم اللغة الويغورية للتواصل مع توردي.
"إذا كان لديك أقارب، فإذهب للبحث عنهم، وإذا كنت لا تعرف أين هم، أخبرني بأسمائهم، وسأساعدك في البحث عنهم." هكذا خاطب لي جين مينغ، الطفل اليتيم. لكنه هزّ رأسه باستمرار.
مع الوقت، وجد لي جين مينغ، بأن الطفل مؤدب ومثابر، وعيناه مليئتين بالأمل. فقال له، "أنا أيضا أعيش وحيدا، فما رأيك لو تعيش معي!" ، فأومأ توردي برأسه، موافقا لي.
حياة 18 سنة
بعد أن قرر تبني توردي، شعر لي جين مينغ ببعض التردد. يقول:" حينها لم يكن دخلي جيدا، وكنت أغير مسكني من وقت إلى آخر، ورغم أنني كنت أخشى ألا أوفر له حياة هادئة، لكن الطفل أصر على العيش معي، ومرافقتي حيثما أذهب."
رغم أن لي جين مينغ لم يكن الأب الشرعي لتوردي، لكنه كان يعتبره مثل إبنه تماما، فكان يعتني بمأكله ومشربه ولباسه، ويحترم عاداته الغذائية، ويشتري له من الملابس مايرتديه أبناء جيله. وهكذا، بدأ توردي يشعر بالدفء الذي لم يشعر به قط، وبات يشعر بأنه قد عثر على الحب الأبوي الذي طالما حلم به.
هكذا بدأت القصة بين لي وتوردي، لتستمر 18 سنة كاملة. وبفضل رعاية لي، ظل توردي يترعرع بإستمرار، حتى صار شابا قويا ومتماسكا، وأصبح خير سند لأبيه لي، كما تعلم منه لهجة سيتشوان.
خلال 18 عاما، ظل لي جين مينغ يلازم إبنه من التبني، توردي، ولا يقوى أحدهما على فراق الآخر. "دائما ما يشعر بالقلق من أجلي، وإذا إشتكيت من بعض الألم، يذهب على الفور ليشتري لي الدواء. أنظر إلى هذه الغرفة، هو من قام بكنسها وتنظيفها. إنه يعاملني بشكل جيد، يعاملني أفضل من الإبن الحقيقي." يقول لي جين مينغ عن توردي.
تغيير الإسم
قبل عيد الربيع، نشر توردي على صحيفة إذاعة أكسو، طلبا لتغيير إسمه.
"هل ترغب فعلا في تغيير إسمك؟ لماذا أنت حريص على تغييره؟" سأل الموظف بشكل فضولي.
"لقد رافقت أبي من التبني قبل أن أبلغ العاشرة، وكان طيبا معي، مثل أبي الطبيعي تماما، لذا، فإن تغيير إسمي سيجعلني أكثر قربا منه." أجاب توردي الموظف بصدق.
في 3 أبريل الماضي، حصل توردي على بطاقة الهوية التي تحمل إسمه الجديد، "لي بينغ"، أمسك توردي بطاقته الجديدة، وأغرورقت عيناه بالدموع.
خلال حوراه مع مراسلنا، تحدث لي بينغ، عن مشاعره تجاه أبيه، قائلا: "لقد كبر أبي، ولم تعد صحته كما كانت عليه سابقا. لذا عليا أن أتعلم حرفة أبي في زراعة الأرض، لأبني بيتا وأتزوج، وأعتني أنا وزوجتي بأبي، ليقضي شيخوته مريحة."