رام الله 4 مايو 2016 /قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الأربعاء) إن أبرز عناوين "الصدام" مع إسرائيل هو اجتياحها للمناطق (أ) في الضفة الغربية.
وأضاف عباس عباس خلال لقائه في مقر الرئاسة وفد صيادلة من قطاع غزة مشارك في مؤتمر الصيادلة المنعقد في مدينة رام الله بالضفة الغربية أن "القضية ليست أمنية، ولكنها سياسية بأن الضفة الغربية هي بداية دولة فلسطين، فعندما يقولون أنها قضية أمنية، فأين سنقيم دولة فلسطين التي لا يريدون أن نقيمها".
وأردف عباس "هم لا يريدون لهذه الدولة أن تقوم، ولكن نحن نريد أن نقيم دولتنا شاؤوا أم أبوا، وهذا الخلاف الذي بيننا وبين الإسرائيليين حول قضية مناطق (أ)"، مشيرا إلى أن هذا ما ستبحثه اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية مساء اليوم، ونحن قدمنا لهم مشروعا متكاملا، وهذا المشروع يعتمد على شعبنا وقدراته وتماسكه".
واتهم عباس الجانب الإسرائيلي بأنه "لا يريد مفاوضات سياسية معنا، ونحن نريد أن نجبرهم بأن يكون هناك موقف سياسي بمعنى أن قضيتنا سياسية وليست حقوق دينية ومدنية كما حاولوا أن يسوقوها منذ وعد بلفور".
وجرى تقسيم الضفة الغربية بحسب اتفاق (أوسلو) للسلام المرحلي الموقع بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993 إلى ثلاث مناطق الأولى (أ) وتخضع للسيطرة الأمنية والإدارية الفلسطينية، والثانية (ب) وتخضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية والإدارية الفلسطينية، والثالثة (ج) وتخضع للسيطرة الأمنية والإدارية الإسرائيلية.
ويهدد الفلسطينيون ردا على استمرار تعثر عملية السلام باللجوء لخطوات بديلة أبرزها إعادة مراجعة الاتفاقيات مع إسرائيل بما في ذلك الجوانب الأمنية والاقتصادية في ظل ما يعتبرونه عدم التزام إسرائيل بها.
وسبق أن قرر المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في الخامس من شهر مارس 2015 وقف التنسيق الأمني بكافة أشكاله مع إسرائيل والعمل بالاتفاقيات الموقعة معها.
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل في النصف الأول من عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية من دون أن تسفر عن تقدم لإنهاء النزاع المستمر بينهما منذ عدة عقود.
وفي الشأن الفلسطيني الداخلي، قال عباس إن هناك مشاورات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لإنهاء الإنقسام واستعادة الوحدة الوطنية على أساس تشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على الإعداد لإجراء الانتخابات العامة.
وأضاف أن "المشروع الوطني الفلسطيني يبدأ بغزة ويقوى في غزة التي هي جزء أساسي من أرض دولة فلسطين".
وأشار عباس إلى أن صندوق الاقتراع هو الفيصل لإنهاء الخلافات السياسية، مشددا على ضرورة الحفاظ على الديمقراطية كمبدأ أساسي في الحياة السياسية الفلسطينية.
وأكد أن حماس جاءت بالانتخابات، ويمكن أن تعود بالانتخابات وتحافظ على مكاسبها في المجلس التشريعي الفلسطيني ويمكن أن يأتي غيرها لأن الانتخابات والديمقراطية شيء مقدس يجب المحافظة عليهما.
واتهم عباس حماس "بوضع العراقيل من أجل الامتناع عن إجراء الانتخابات التي تأخرت لأكثر من خمس سنوات، ولكننا مصممون على استعادة وحدتنا الوطنية وحماية مشروعنا الوطني".
وشدد عباس على أن "إمارة غزة لن تكون بديلا عن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، ولن نسمح للمشاريع المؤقتة والمجزأة بالمرور"، مشيرا إلى أن "هناك جهات في المنطقة والإقليم تلعب دورا هنا وهناك، لكننا نتحدث مع حماس ليقتنع قادتها بأن الطريق الصحيح هو طريق الوحدة الوطنية".
وكان وفدان من حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي يتزعمها عباس وحماس اجتمعا في العاصمة القطرية الدوحة في مارس الماضي لبحث آليات تنفيذ تفاهمات المصالحة الفلسطينية في ضوء ما جرى التوصل إليه بين الحركتين الشهر الماضي.
وسبق ذلك أن عقد وفدان من حماس وفتح لقاءات في السابع والثامن من شهر فبراير الماضي بدعوة من قطر سعيا للاتفاق على تنفيذ تفاهمات المصالحة بما ينهي الانقسام الفلسطيني المستمر منذ منتصف عام 2007.
وفي حينه أعلنت الحركتان عقب اللقاءات التي استمرت يومين توصلهما إلى "تصور عملي" لتحقيق المصالحة على أن يتم تداوله والتوافق عليه في المؤسسات القيادية للحركتين ليأخذ مساره إلى التطبيق العملي على الأرض.