باختصار، سائق سيارة التاكسي لا خيار له سوى أن يكون لطيفاً مع الزبون. بعضهم يلتزم الصمت ليكون مركزاً على الطريق، آخرون يميلون للتحدث مع الزبون. قد يُبدون استغرابهم حول قيمة الأجرة في البلاد الأخرى، وقد يسألونك من أين أنت؟ أو ماذا تفعل في الصين؟ أوه، يمكنك أن تتحدث الصينية! منذ متى وأنت في الصين؟ إنهم في بعض الأحيان قد يُطيلون الحديث كثيراً أملاً في أن تبقي في التاكسي لفترة أطول لمجرد استمرار الحوار.
حياة سائقي سيارات التاكسي نادراً ما تكون هادئة، فمن المرجح أن أعداداً ضخمة من السيارات تستعد لإطلاق أبواقها. في عام 2014، في موقع البحث عن وظائف (CareerCast) أدرجت وظيفة سائق التاكسي ضمن المهن العشرة الأكثر إجهاداً. يمضي سائق التاكسي في الصين حوالي أربع عشرة ساعة يومياً على الطرق، ورغم ذلك يكسب عائداً مالياً متوسطاً. على الرغم من الإجهاد الذي لا مفر منه، يعمل معظم سائقي التاكسي في الليل أيضاً، وذلك لأن بلدية المدينة تحدد تعريفة أعلى للأجرة في هذا الوقت، حيث تتوقف قطارات مترو الأنفاق والحافلات العامة عن الخدمة. وفي عام 2012، وفرت الابتكارات فرصاً جديدة، ولكن بنفس القدر أبرزت تحديات جديدة. اليوم، وبفضل تطبيقات الهواتف الذكية، يمكن طلب التاكسي عبر الانترنت. إنها طريقة سهلة، كل ما عليك هو تحديد مكانك ووجهتك التي تريد الذهاب إليها، وإذا كانت هناك سيارة تاكسي متاحة في مكان قريب، سيجيب السائق ويأتي لاصطحابك على الفور. يستفيد كلا الطرفين من هذه الخدمة الجديدة، فالعميل سيكون متأكداً من الحصول على سيارة تاكسي، ويمكنه أن ينتظر في الداخل إذا كان الطقس سيئاً، وفي الجانب الآخر لن يضطر السائقون القيادة لمسافات طويلة للعثور على العملاء. في نهاية الرحلة، لا يكون مطلوبا من الراكب إلا لمس هاتفه الذكي لدفع الأجرة عن طريق نظام الدفع الالكتروني المتكامل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستخدمين التمتع بتخفيضات في الأجرة كمكافأة على استمرارهم في طلب هذه الخدمة.
يرى سائقو التاكسي في ذلك التطور فرصة طيبة، ولكن مع ذلك يجب أن تكون خاضعة للمراقبة بذات القدر الذي تخضع له وظائفهم. في بداية عام 2015، انفجرت موجة من الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، وسط سائقي التاكسي بسبب الرسوم الباهظة المفروضة عليهم، ومن جهة أخرى كانوا يحتجون على المنافسة غير المشروعة التي أفرزتها هذه التكنولوجيات الجديدة. واستجابة لهذه الاحتجاجات، اتخذت وزارة النقل الصينية إجراءات تمنع السيارات الخاصة وسيارات الأجرة غير المرخصة من تقديم خدمات عبر هذه التطبيقات لأسباب تتعلق بالسلامة. ولا يزال عدد من القوانين الأخرى قيد المناقشة، على سبيل المثال القيود المفروضة على أساس الوقت، ومنع سائقي سيارات الأجرة من استخدام جهاز أجر غير هذا الجهاز عندما ينقلون الركاب.
هناك إمكانيات جديدة تبرزها التطورات التكنولوجية تساعد على المزيد من التركيز أكثر على سائقي التاكسي الصينيين وتسليط الضوء على الصعوبات التي تواجه مهنتهم، ومدى الاستخفاف الذي تواجهه. ومن المأمول أن تضمن لهم الإصلاحات الناتجة عن هذا الوضع التقدير الذي يستحقونه.