القاهرة 3 مايو 2016 /طالبت مؤسسات عربية اليوم (الثلاثاء) المجتمع الدولي بسرعة التحرك بما يتناسب وطبيعة اللجوء والنزوح في المنطقة العربية.
وقال الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إن تصاعد العنف والنزاع أجبر ملايين الأشخاص على الفرار عبر الحدود طلبا للجوء، مشيرا إلى أن لبنان والأردن والعراق ومصر يستضيفون أعدادا كبيرة من اللاجئين والنازحين.
وحذر العربي خلال مؤتمر "قضايا اللاجئات والنازحات في المنطقة العربية: الواقع والمستقبل" الذي تنظمه منظمة المرأة العربية بالتعاون مع جامعة الدول العربية والمفوضية العليا لشئون اللاجئين وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، من أن معاناة النازحين واللاجئين العرب بشكل كارثي، سيؤثر على أوروبا والدول المجاورة لمناطق الأزمات.
وعزا ذلك إلى تصاعد حدة الأزمة في منطقة الشرق الأوسط في كل القطاعات، موضحا أنه بنظرة مستقبلية للأحداث سيظل هؤلاء يواجهون العنف والنزوح والخوف والجوع، خاصة في ظل عدم امكانية توفير الاحتياجات الاساسية للبقاء.
وأضاف أن "ارتفاع الصراعات والاضطرابات السياسية في المنطقة تحول دون التحاق أكثر من 13 مليون طفل وطفلة بالمدارس، وفقا لتقرير اليونيسيف (التعليم تحت النار) .
وأوضح أن هذا سيكون له تبعات مأساوية، إذ ان المنطقة ستشهد ظهور جيل أمي نتيجة انقطاع ملايين الأطفال عن الالتحاق بالصفوف المدرسية.
وتساءل العربي، "كيف يكون مصير بلد يعيش في القرن الحادي والعشرين تسوده الأمية ويفتقد لأدوات التطور والتكنولوجيا الحديثة ؟ ".
وأكد أن "معالجة أزمة اللاجئين والنازحين، وبالأخص اللاجئات والنازحات، واجب إنساني وأخلاقي وسياسي وتنموي، فالظروف التي يعشن فيها تعد في حد ذاتها انتهاكا لحقوق الإنسان.
وحث الأمين العام لجامعة الدول العربية، على تكاتف جهود الجميع للبحث عن حلول سريعة لإنهاء معاناتهن".
وأوضح أن الجامعة العربية تعمل بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين للخروج باتفاقية عربية لتنظيم أوضاع اللاجئين في الدول العربية.
من جانبها، أكدت المدير العام لمنظمة المرأة العربية السفيرة مرفت تلاوي، أن أزمة اللجوء والنزوح الحالية تمثل أكبر مأساة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.
وطالبت تلاوي المجتمع الدولي بسرعة التحرك تجاه تطوير أطر قانونية تتناسب وطبيعة الأزمة الراهنة في المنطقة العربية.
وحثت مجلس الأمن على إعادة النظر في ضمان تطبيق قراراته بشأن توفير الحماية للاجئين وللاجئات بصفة خاصة، وإنشاء لجنة متابعة لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالمرأة والأمن والسلام على غرار لجان اتفاقيات حقوق الإنسان، وإعادة هيكلة الدعم المالي الإقليمي والدولي ليفي بالاحتياجات الإنسانية الأساسية للاجئين ويدعم المجتمعات المضيفة لهم.
واشارت إلى أنه على المستوى العربي ينبغي تطوير قدرات المنظومة العربية للتعامل مع هذه الأزمات ووضع المرأة داخلها، خاصة في ميدان بناء وحفظ السلام ومجال الإغاثة وتقديم الدعم العاجل، على أن تراعي كافة عمليات التدخل اعتبارات النوع الاجتماعي وتتفهم احتياجات المرأة.
وشددت على ضرورة أن يكون هناك دور أكبر للإعلام العربي في توجيه الاهتمام المناسب لقضايا اللجوء والتوثيق والتسجيل الدقيق للمعلومات المتوفرة عن واقع اللجوء ومشكلاته في الدول العربية المضيفة للاجئين والتي تنوء أصلا بأعبائها وباحتياجات مواطنيها (..).
وأوضحت تلاوي أن منظمة المرأة العربية من واقع صلاحياتها واهتمامها بقضايا المرأة، بادرت بوضع ملف المرأة ضحية النزاعات المسلحة على قمة جدول أعمالها، فقامت بجولة لرصد أوضاع اللاجئات في عدة دول عربية في سبتمبر من عام 2015.
وتابعت "من خلال الجولة اتضح إلى جانب المأساة الإنسانية، أمران شديدان الأهمية، أولهما خطر التغيير الديموغرافي في المنطقة، والثاني خطر طمس الثقافة العربية وتاريخها بتدمير التراث الإنساني، مثل ما يحدث في تدمر والعراق".
ولفتت إلى الدور الذي تلعبه المرأة اللاجئة رغم سائر التحديات المحيطة بها.
ويشهد المؤتمر عدة معارض، منها معارض فنية ومشغولات يدوية للاجئات العرب.
وانتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي سياسة المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمة السورية، رافضا الاكتفاء بالإدانة والتنديد بأكبر مأساة إنسانية في هذا القرن، واصفا إياها بأنها "سياسة سلبية غير مقبولة".
وطالب العربي بضرورة حث الحكومات على الإقدام على توجه جماعي إلى مجلس الأمن من جميع الدول والمطالبة بإصدار قرار ملزم بوقف إطلاق النار حتى يتوقف القتال والدمار.
وشدد على أنه على المجتمع الدولي أن يتحرك فورا لإنهاء هذه المأساة لأن استمرارها معناه تقويض النظام الدولي المعاصر، داعيا في الوقت ذاته إلى مضاعفة المساعدات الإنسانية إلى اللاجئين والنازحين.
وقال "لقد زاد من حدة تفاقم هذه الصراعات (..) أنها أفرزت نوعا جديدا من الإرهاب المدمر للحياة ولروح العصر ولأشكال التطور، والتي أصبحت تتخذ من بؤر النزاعات والتوترات حاضنات لها".
على صعيد متصل، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة اليوم أن أكثر من 184 ألف مهاجر ولاجئ وصلوا القارة الأوروبية منذ بداية العام الحالي عبر البحر المتوسط، مشيرة إلى أن أعداد الوافدين تزداد بصورة شبه يومية.
وذكرت المنظمة أن هذا الرقم يتخطى بكثير عدد المهاجرين واللاجئين الذين وصلوا أوروبا عبر البحر المتوسط في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2015، والذي بلغ نحو 22 ألفا و408 مهاجرين.