القاهرة 3 مايو 2016 / تراجعت مبيعات المشغولات الذهبية في مصر بشكل كبير، بسبب ارتفاع الأسعار الذي وصل لأقصاه في هذه الأيام.
وسجلت أسعار الذهب في تعاملات اليوم (الثلاثاء) ارتفاعا بقيمة عشرة جنيهات، حيث بلغ سعر جرام الذهب "عيار 21" حوالي 380 جنيها، و"عيار 24" 440 جنيها، و"عيار 18" 325 جنيها (الدولار الأمريكى الواحد يعادل نحو 8.87 جنيه).
وقال منصور عطية (53 سنة) مالك محل "الأمانة" لبيع المشغولات الذهب فى شارع فيصل بمحافظة الجيزة جنوب القاهرة، إن ارتفاع أسعار الذهب أثر بشكل سلبي كبير جدا على حركة البيع والشراء.
وأضاف عطية الذي يعمل في هذا المجال منذ 30 عاما، لوكالة أنباء (شينخوا)، إن حركة البيع والشراء انخفضت بنسبة تزيد عن 60 %.
وأشار إلى أنه في الماضي كانت حركة بيع المشغولات الذهبية تزداد في مواسم معينة مثل شهر رمضان الكريم والمولد النبوي، لكن حركة البيع والشراء في هذه الأيام لم تعد مثل السابق، وتعتمد على الوضع الاقتصادي للناس.
واعتبر عطية الذهب وسيلة ادخار جيدة لغالبية المصريين، مضيفا لو مواطن ما اشترى "غويشة" أو"جنيه ذهب" لادخاره أفضل من ترك الأموال فى المنزل وقد يتم إنفاقها.
من جهته، اشتكى أحمد حمدى (28 عاما) بائع فى محل "الحرامين" بمنطقة الهرم في الجيزة، بلهجة عامية "مفيش بيع ولا شراء والدنيا واقفة".
وضرب مثلا على ذلك باحتفال المصريين بعيد الأم، قائلا " كنا نبيع فى هذه الفترة كويس جدا، لكن مع ارتفاع الاسعار لم نبع شيئا" خلال العيد الفائت.
وتابع " كل من يدخل المحل يقوم ببيع ما لديه من مشغولات ذهبية".
وأوضح أن الانخفاض فى حركة بيع الذهب من قبل محله وصل إلى 70 %.
أما صلاح عبد المقصود (49 عاما) مالك محل (مكة للمجوهرات) بحي الدقي الراقي فقال إن ارتفاع سعر الدولار لاسيما في السوق السوداء هو السبب وراء زيادة أسعار الذهب، داعيا الحكومة إلى علاج هذه المعضلة.
وأشار عبدالمقصود الذي يعمل في هذا المجال منذ 24 عاما، وأن مبيعات محله انخفضت بنسبة تزيد عن 70 %.
ورأى أن الزبائن يؤجلون عملية الشراء لحين انخفاض أسعار الذهب، بل ويبيعون ما لديهم من ذهب قديم.
ونوه بأن شهري يونيو ويوليو من كل عام هما أكثر الأوقات بالنسبة لمحله التي يبيع فيها مشغولات ذهبية.
وأكد أن الذهب ما زال وسيلة ادخارية للمصريين، لكنه لم يعد كالسابق لارتفاع سعره.
فيما أوضح المهندس رفيق عباسي رئيس شعبة المشغولات الذهبية باتحاد الصناعات لـ (شينخوا) أن أسعار الذهب في مصر مرتبطة بالبورصة العالمية وسعر صرف الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي.
وتابع إن سعر أوقية الذهب بالبورصة العالمية ارتفع إلى حوالي 1290 دولارا، ما أدى إلى ارتفاع سعر المشغولات الذهبية في مصر.
وأردف إن ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري يزيد سعر المشغولات الذهبية، الذي وصل لأقصى ارتفاع له خلال هذه الأيام في مصر.
وواصل إنه في العام 2011 كان سعر أوقية الذهب 1900 دولار، والدولار الأمريكي كان يساوي ستة جنيهات فقط، لذلك سعر جرام الذهب "عيار 21 " بلغ في هذا العام حوالي 320 جنيها.
وأكمل " لكن في هذا الأيام سعر الأوقية بلغ 1290 دولارا، وسعر صرف الدولار اقترب من 11 جنيها في السوق السوداء، فارتفع سعر جرام الذهب إلى 380 جنيها.
وأوضح أن استهلاك المصريين من الذهب في التسعينيات من القرن الماضي كان حوالي 300 طن ذهب سنويا، وظل يتناقص حتى أصبح يتراوح حاليا بين 30 إلى 35 طن سنويا.
وعزا عباسي هذا الأمر إلى " عدم وجود قدرة شرائية لدى المواطنين" بسبب " الوضع الاقتصادي الصعب " الذي أثر بالسلب بشكل كبير على الطبقة المتوسطة التي كانت تلجأ لشراء الذهب كوسيلة ادخار.
وأشار إلى أن مصر كانت تستورد خامات لصناعة الذهب، لكنها حاليا بسبب قيام المواطنين ببيع ما لديهم من مشغولات ذهبية أصبحت تصدر الخامات للخارج.