بكين 15 فبراير 2016 /من المؤسف أن يضع بعض السياسيين الأمريكيين قضية بحر الصين الجنوبي كأولوية في قمة خاصة تعقد اليوم (الاثنين) مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان).
وصرح بن رودس، نائب مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، بأن الرئيس الأمريكي سيرسل " رسالة قوية" الى الصين، التي وصفها بأنها صانع للمتاعب وتتنمر على جيرانها الصغار فيما يتعلق بقضية بحر الصين الجنوبي.
وقد تتحول قمة صني لاندز بكاليفورنيا، التي قيل إنها تشكل فرصة للجانبين لتعزيز العلاقات، إلى محاولة من جانب واشنطن لاستغلال الآسيان لمواجهة نفوذ الصين المتزايد.
والمفارفة أن واشنطن التي تدعو الى بذل جهود لتجنب الإجراءات العسكرية غير الضرورية في بحر الصين الجنوبي قد أرسلت مدمرة صواريخ موجهة على بعد 12 ميلا بحريا من جزيرة صينية في بحر الصين الجنوبي في محاولة واضحة لردع الصين من خلال استعراض العضلات.
كما شجعت الدول المتنازعة مع الصين على الانخراط في الاستفزاز العسكري وتدويل النزاعات.
والأدهى كانت التصريحات الأخيرة لهاري هاريس قائد أسطول الباسيفيك الأمريكي. فبالرغم من أن بلاده ليست طرفا في نزاعات بحر الصين الجنوبي، إلا أنه قال في خطاب عام إن الولايات المتحدة ستواصل تحدي الصين في هذه القضية وأن "هذه الجزر لا تنتمي الى الصين".
وعلى العكس من المؤامرة الأمريكية التي تخدم مصالحها، تعمل الصين على تعزيز الاستقرار والتنمية. ولا دليل أبلغ على ذلك من مبادرة "الحزام والطريق" والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.
والصين المستفيدة من حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي مستعدة دوما لتعزيز مدونة السلوك والمشاركة في إنشاء البنية التحتية المدنية في المياه لضمان حرية الملاحة.
إن موقف الصين الثابت يتلخص في ضرورة تسوية النزاعات بشأن بحر الصين الجنوبي عبر التفاوض والتشاور المباشر بين الصين والدول المعنية.
وفي هذه القضية يتعين على واشنطن أن تضع في اعتبارها أن الصين لن تصمت إزاء أي محاولة تتحدى سيادتها غير القابلة للجدل. والتقليل من عزم الصين الدفاع عن مصالحها الجوهرية سيكون خطأ فادحا.
إن الولايات المتحدة لم ولن تصبح أبدا ناطقا باسم منظمة مستقلة مثل الآسيان في أي قضية. وقد حان الوقت لدول الآسيان الرصينة أن تنأى بنفسها عن التدخل الأمريكي.