تعليق: عناصر الثقافة الصينية تترسخ على نحو متزايد في قارات العالم الخمس

ارتدى العالم بمدنه الكبيرة والصغيرة حلة مزينة بالالوان المختلفة والفريدة من نوعها ، وعلقت الفوانيس الحمراء عاليا، واشعلت الالعاب النارية السماء، وعجت الشوارع بالناس للمشاهدة والاستمتاع بعروض رقصة الأسد للاحتفال برأس السنة القمرية الصينية الجديدة. وقد جسدت الاحتفالات عناصر الثقافة الصينية التي تترسخ على نحو متزايد في قارات العالم الخمس.

ولقي مهرجان عيد الربيـع الصينـي 2016 “عام القرد” اهتماما واسعا من قبل كبرى وسائل الاعلام العالمية. ومن ابرز العناوين التي طالعتنا بها الصحف " ارتفاع مبيعات التجزئة ب 11.2 ٪ خلال الاسبوع الذهبي للسنة الصينية الجديدة"، " حفلة عيد الربيع الصيني اكثر حفلات عرضا للغناء والرقص والموسيقى في العالم"، "بريطانيا تتطلع الى جذب المزيد من السياح الصينيين في عام القرد"، " الشعب الصيني يلبس الجوارب الحمراء لحماية انفسهم "، "عمالقة الصين الرقمية تتنافس في الظروف الحمراء " العيدية"". واصبح عيد الربيـع الصينـي في عيون العالم مثل صورة الصين في عيون العالم اكثر واكثر تاثيرا. كما تقدم زعماء الدول وقادة المنظمات الدولية برسالة التهنئة بمناسبة السنة الصينية الجديدة، وحضر بعضهم الاحتفالات التي عقدت بهذه المناسبة في جميع انحاء العالم . وبعث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون برسالة للشعب الصيني يتمنى فيها عاما قمريا جديدا سعيدا أو عيد ربيع سعيدا ، وقال بان "عام القرد قد جاء. وأنه ولدت في عام ‘قرد‘ أيضا. والقرد يرمزللذكاء والحيوية والحظ السعيد. لذا فهذا العام سيكون جيدا ومليئا بالأمل والطاقة." واعرب الرئيس الامريكي باراك اوباما عن الحاجة لتمرير عادات وتقاليد السنة القمرية الصينية الجديدة للاطفال، وارشادهم الى الاعتناق بالمبادئ التقليدية في المستقبل.

يستحق مهرجان عيد الربيـع الصينـي بان يكون مهرجانا عالميا. حيث اصبح صوت أنشطة للاحتفال بمهرجان عيد الربيع الصينـي ذات العلامة التجارية الصينية تسمع عاليا من اجل تقاسم فرحة عيد رأس السنة القمرية الصينية الجديدة مع العالم.على سبيل المثال، نظم خلال مهرجان عيد الربيـع الصينـي 2016 اكثر من 2000 نشاط ""عيد الربيع السعيد" " في 400 مدينة من 140 دولة ومنطقة عبر العالم. كما أصبح عيد الربيع عطلة قانونية في ما لا يقل عن 12 بلدا، واثنت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية على استمرار الاحتفال بمهرجان عيــد الربيـع الصينـي " واحد من اقدم المهرجانات في العالم "بهذه الحيوية. وقالت المديرة العامة لمنظمة اليونسكو إيرينا بوكوفا أن مهرجان عيــد الربيـع الصينـي اصبح من المهرجانات التقليدية والثقافة لليونسكو، وقد ساهمت الثقافة الصينية بتزين العالم بالوان جميلة ، وقد حان الوقت للسماح للعالم بالمشاركة في فرحة السنة الصينية الجديدة.

كما أصبح عيد الربيع عطلة رسمية في المدارس الحكومية في نيويورك هذا العام. وقد تم الباس تمثال برونزي "مانيكين بيس" في مقر الاتحاد الاوروبي في بروكسل الملابس الصينية التقليدية. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ان بروكسل عاصمة الاتحاد الاوروبي لم تشهد مثل هذه الاحتفالات الواسعة النطاق منذ الهجوم الارهابي الاخير في باريس. وأن مهرجان عيــد الربيـع الصينـي لم يجلب لبروكسل الفرحة والسرور فحسب، وانما جلب لها شعبية ايضا.

والشعبية فرصة ايضا. حيث اصبح سوق السفر الى الخارج ساخنا خلال عطلة راس السنة الصينية الجديدة، وجلب عائدات وفيرة الى دول العالم. ويقول البريطانيون مجازا انهم يتخذون الاجراءات اللازمة لجذب " الجنية الصينية". ووفقا لتقرير معهد بحوث السياحة الصينية ، يتوقع أن يشهد عدد السياح من البر الرئيسي الى الخارج نموا مستمرا، حيث من التوقع أن يبلغ عدد السياح الصينيين ( لا يشمل هونغ كونغ وماكاو) خلال مهرجان الربيع 2016 5.7 مليون الى 6 مليون شخص، وحسب معدل انفاق الشخص الواحد 15000 يوان صيني ، من المتوقع ان يصل اجمالي إنفاق السياح الصينيين في سوق السياحة الدولية الى 90 مليار يوان. 

تنوع الحضارات الإنسانية يزين العالم بالألوان الملونة، والاندماج الذي يجلبه التبادلات يولد التقدم. وتعود شعبية مهرجان عيد الربيع الصيني في الخارج الى سحر الثقافة وقوة البلاد ، الامر الذي يعكس زيادة التكامل بين الثقافة الصينية والثقافة العالمية. وتحولت السنة الصينية الجديدة من شيء جديد للعالم الى وسيلة الحياة الجديدة التي يقبلها ويشارك فيها السكان المحليون بكل سرور. واصبح التبادل الحضاري في ظل التنمية البشرية والتعلم والتفاهم المتبادل جسرا لتعزيز الصداقة بين الشعوب، وتعزيز التقدم الديناميكي للمجتمع البشري، والحفاظ على السلم والأمن الدوليين.