وانغ يي لرويترز : الصين ستواصل المشاركة في مكافحة الارهاب الدولي بطريقتها الخاصة

14 فبراير 2016 /صحيفة الشعب اليومية أونلاين/أجرى وزير الخارجية الصيني وانغ يي مقابلة صحفية خاصة مع وكالة أنباء عالمية روتيرز بعد اختتام الاجتماع الرابع لوزراء خارجية الدول المشاركة فى المجموعة الدولية لدعم سوريا فى ميونيخ فى ألمانيا يوم 12 فبراير الجاري.

رويترز: حقق الاجتماع الرابع لوزراء خارجية الدول المشاركة فى المجموعة الدولية لدعم سوريا بعض من التقدم. لكن، في ظل مواصلة روسيا شن الضربات العسكرية في سوريا، هل تعتقد أن نتائج اجتماع لوزراء الخارجية ستغير الوضع على ارض الواقع في سوريا؟

وانغ يى: حقق اجتماع لوزراء الخارجية بعد فترة طويلة من المناقشات معنا ايجابيا وتقدما. واتفقت الأطراف على ايصال مواد الاغاثة الى يد اللاجئين السوريين عبر قنوات الاغاثة الانسانية خلال اسبوع. وهذه هي اولوية المجتمع الدولي الان، والاشد قلقا. كما اتفقت الاطراف على وقف اطلاق نار شامل في داخل سوريا في غضون اسبوع ايضا. ولا يشمل اتفاق وقف اطلاق النار المذكور اعلاه الانشطة العسكرية لمكافحة الارهاب. وبعد مناقشات متعمقة بين الاطراف تم تشكيل توافق في الاراء،وان محاربة المنظمات الارهابية المدرجة على قائمة الامم المتحدة يكون بقرار من الامم المتحدة. والصين باعتبارها عضو في فريق الدعم الدولي تتبع هذه التطورات.

رويترز: يعتقد بعض الناس ان الارهاب هو القوى الارهابية، ويعتقد البعض الاخر ان هو القتال من اجل الحرية. وتدعي روسيا انها تحارب المنظمات الارهابية، لكن ليس كذلك في بعض الاحيان. حيث تقوم روسيا بمحاربة القوات السورية التي دعت إلى التغيير السياسي وفقا للقانون الدولي.هل تعتقد أن الوضع سيتغير في اسبوع واحد؟هل ستغير روسيا سلوكها؟ رأى جميع الاطراف المشاركة في الاجتماع أن الطرف الروسي اساس المشكلة. هل انت موافق؟

وانغ يى: لا يمكن القول ان المشاكل كلها ترتكز في روسيا. ففي الوقت الحاضر تلعب روسيا دورا حاسما في تطور الوضع في سوريا. وقد اعلنت روسيا مرارا وتكرارا انها تقوم بشن غارات عسكرية في سوريا بدعوة من الحكومة السورية. واعربت الصين عن تفهمها ودعمها لجميع الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الارهاب. وقد شعرت بوضوح في الاجتماع الرابع لوزراء خارجية الدول المشاركة فى المجموعة الدولية لدعم سوريا أنه على الرغم من المواقف المختلفة، الا أن جميع يدرك ان تحقيق وقف شامل لاطلاق النار يتم بتعزيز المساعدات الانسانية ووقف اطلاق النار ووقف العنف .

رويترز: اتفق جميع الاطراف على الحل السياسي في سوريا. وسوريا هي دولة ذات سيادة. واتفهم لما الصين تصر على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. ولكن بالنظر الى ان بشار الاسد خسر ثلثي الاراضي السورية، حيث 2.5 مليون قتيل والآلاف من المشردين في سوريا.هل تعتقد أن بشار الاسد سيشارك في الانتخابات خلال عملية الانتقال السياسي في سوريا؟ او التنحي من اجل مصالح الدولة؟

وانغ يى: نص بيان مجلس الأمن الدولي رقم 2254 بشأن حل الأزمة السورية بوضوح على أن الشعب السوري هو من سيقرر مستقبل سوريا.وان تشكيل المؤسسات الوطنية بما في ذلك اختيار القادة المنتخبين قرار مستقل يجب ان يتخذه الشعب السوري. ونلاحظ ان هناك ظاهرة تستحق للاهتمام الان. وسعى جميع الاطراف إلى ايجاد الحل كان من اصعب المشاكل في بداية، مما ادى الى عدم تحقيق أي تنائج لمحادثات جنيف سابقين. وهناك ادراك متزايد بان الحل يبدأ من توافق جميع الاطراف،ووجود الرغبة في حل المشكلة،وترك الخلافات جانبا.ومع تزايد التفاهم المتبادل والثقة المتبادلة بين والاطراف، نحن على ثقة بأن الشعب السوري قادر على حل جميع المشاكل بأنفسهم.

رويترز: اتخذت بعض الاعضاء الدائمين في مجلس الامن اجراءات عسكرية ضد تنظيم " الدولة الاسلامية"، ولكن الصين لم تشارك. هل ستشارك الصين مستقبلا في تحالف مكافحة الارهاب بقيادة روسيا او في تحالف دولي لمكافحة الارهاب على نطاق واسع؟ باعتبار التنظيم يشكل تهديدا للصين ايضا.

وانغ يى: الصين تعارض جميع اشكال الارهاب، وتدعم الجهود الدولية لمكافحة الارهابية ،ونامل في تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الارهاب بقيادة الامم المتحدة. وإن عدم المشاركة في تحالفات دولية ذات طبيعة عسكرية من تقاليد دبلوماسية الصين، ولكن هذا لا يعني ان الصين لا تلعب دورا هاما في مكافحة الارهاب الدولي. في الواقع، الصين تشارك في التعاون الدولي لمكافحة الارهاب بطريقتها الخاصة. على سبيل المثال، الصن تساعد العراق وغيرها من الدول على تعزيز بناء قدراتها على مكافحة الارهاب، وتبادل المعلومات الخاصة بمكافحة الارهاب مع بعض البلدان، قطع قنوات تمويل الارهاب ومجالات التعاون بين الارهابيين عبر الحدود. والصين تسعى ايضا الى مكافحة الارهاب من جذورها. حيث يجب على بعض الدول التي تشهد الاضطرابات التركيز على معالجة الفجوة بين الاغنياء والفقراء، والقضاء على مظاهر التخلف وغيرها من القضايا الاخرى، وبالتالي القضاء على تربة خصبة للارهاب. والصين ستواصل المشاركة في مكافحة الارهاب الدولي بطريقتها الخاصة ، وتقديم مساهمتها.