تشانغتشون 8 فبراير 2016 /لا تزال الحكومة الصينية في ورشة عمل مستمرة لا تهدأ على مدار الساعة في سعيها الحثيث لزيادة تحسين حياة الشعب الصيني والنهوض بواقع البلاد والارتقاء بها إلى مستويات أكثر رخاء وتقدماً، على الرغم من الصعوبات والتحديات الكبيرة التي تواجهها في مختلف النواحي.
ومن بين الصعاب التي تسعى الحكومة لتجاوزها وتذليلها تبرز مشكلة تحسين مستوى المعيشة لسكان المناطق الريفية والقضاء على الفقر كهدف أسمى.
وفيما تستمر الجهود الدؤوبة لتحقيق ذلك، تبرز قصة المزارع هوو ليانغ كمثال على الاستفادة من تلك الجهود الحكومية. فالشهر الماضي كان مربحا بشكل منقطع له، ولا سيما مع بدء موسم تبادل الهدايا بمناسبة حلول عيد الربيع الأمر الذي انعكس بشكل إيجابي على متجره الذي يبيع فيه الكستناء إذ حقق مبيعات سنوية كبيرة.
آلاف المزارعين مثل هوو في محافظة تونغيو في مقاطعة جيلين الزراعية الكبيرة استخدموا متاجرهم الإلكترونية لبيع محاصيلهم مستفيدين من جهود الحكومة الساعية لمعالجة مشكلة الفقر في المناطق الريفية.
وتشهد تونغيو وجود عدد كبير من الأشخاص الأكثر فقرا في الصين، رغم امتلاكها لمحاصيل وافرة من الكستناء والفول وبَقلة الماش وعَباد الشمس، حيث تنمو هذه المحاصيل في منطقتهم وتعتبر عالية الجودة.
بالنسبة لـ هوو الذي عمل مزارعاً لأغلب سنيّ حياته، فإن تعلم قواعد وأصول الأعمال التجارية الإلكترونية لم يكن أمراً سهلا ، فهذا الرجل البالغ من العمر 52 عاماً كان عليه أن يبدأ تعلم كل شيئ في عالم الإنترنت من الصفر.
ففي بدايته الأولى في هذا المجال كان ينسى إدخال الأشياء الأساسية مثل تحديد الكميات المناسبة للوصفات ما جعل من المستحيل على المشترين أن يتبعوا الطرق الصحيحة للحصول على طرودهم .
كما أن تسعير حبوب الكستناء التي يبيعها عبر الإنترنت كان أمراً في منتهى الصعوبة بالنسبة إليه أيضا، ولا سيما في ظل المنافسة الشرسة التي تعني أن على المنتجات دخول حالة من الحرب لاسترعاء اهتمام المشترين من خلال نسب الحسومات عليها، الأمر الذي زاد من حيرة هوو أكثر.
وفيما عانى هوو كثيرا حتى تعلم أصول وقواعد التجارة الإلكترونية حتى بدأ يتحسن شيئا فشيئا، فإن الكثير من المزارعين الآخرين دخلوا هذا المجال ضمن سعيهم لتحسين مستوى معيشتهم والاستفادة من الجهود الحكومية المبذولة في هذا الشأن.
وفي السياق ذاته، وبينما تحصل المناطق الساحلية الشرقية الغنية على المزيد من الثروة من خلال قيامها ببيع المنتجات التي تتراوح ما بين الإلكترونيات إلى الجوارب على شبكة الإنترنت، تبرز صورة التجارة الإلكترونية بشكل مختلف جدا في المناطق الريفية.
ولهذا السبب تسعى حكومة تونغيو لرفع أكثر من 100 ألف من سكانها من الفقر، من خلال إدخال المزيد من الإنترنت . كما أنها تعمل وبجانب تأسيس مكاتب خاصة للمساعدة على تعلم أصول وقواعد التجارة الإلكترونية، فإنها قامت بدعوة المستشارين والخبراء في مجال التجارة الإلكترونية لعقد دورات وندوات تدريبية لتدريس المزارعين المهتمين بهذا المجال.
وتأمل الحكومة من خلال خطتها ومساعيها الجادة إلى انتشال 25 ألف من سكانها من عتبات الفقر سنويا ، بشكل رئيسي من خلال اتخاذ مثل هذه التدابير الداعمة للتجارة الإلكترونية .
وسيكون من شأن النجاح في هذا الشأن تقديم المساعدة للصين عموما لتحقيق هدفها القاضي بانتشال 70 مليون من سكان المناطق الريفية من الفقر (ويعتبر الحد المعترف به لخط الفقر 2300 يوان سنويا من الدخل).